لأن حُب الإنسان لنفسه هو حُب فطري يُولد معه، فإن حُب الذات هو الحب الأول وكل ما بعده هو حب تالٍ ومكتسب من الحياة، لكن مع مرور الوقت قد يتخلى الإنسان عن حُبه الأول أو يقل اهتمامه به ويعيش في سعي مستمر للعثور على «الحُب» من آخرين، لكنه أبداً لن يجده ما لم يكن حُبه لنفسه موجوداً وبقوة، بل إن الإنسان يعيش «الحب» ويسعد به مع الآخر بقدر حُبه لنفسه.
أنت لست نفسك، أنت شيء وهي شيء آخر مختلف عنك تماماً، جمعتكما في الصغر مشاعر حُب جميلة، لكن قلة أو عدم اهتمامك بها تسبّب في انخفاض منسوب هذا الحب إلى الحد الذي لم يعد يجمعكما لقاء حقيقي إلا نادراً، وحتى في هذه اللقاءات القليلة لا تبادل «نفسك» مشاعر تستحقها وتكتفي بلومها على أفعال وأحاسيس وربما «نوايا» لم تعجبك منها، وشيئاً فشيئاً تزداد الفجوة بينكما، لأنك صدقت ما يقال عنها من أنها فقط «أمَّارة بالسوء»، ونسيت أنها مُلهمتك والأساس في تحقيق أحلامك، بل إنك قد تكرهها خوفاً من أن يصفوك بـ«الأناني» لأنهم خدعوك وقالوا إن «حب النفس أنانية»، ولم يكملوا الجملة بعبارة «إذا كان هذا الحب مبالغاً فيه جداً».. لقد حان الوقت لتدرك تلك العلاقة الوثيقة بين درجة تقبلك وحبك لنفسك، وبين المشاعر التي تربطك بكل شيء حولك.
الحب الحقيقي هو حُبك لنفسك، والتقدير الحقيقي هو تقديرك لذاتك، والاهتمام يجب أن يبدأ منك إليك أولاً.. أحب نفسك ودللها وقدرها واحترمها وسامحها لأنها تستحق منك كل ذلك، فإن لم تمنحها أنت ما تستحقه هي، فكيف تنتظره من غيرك؟.. أحب نفسك كما هي، بضعفها وقوتها، عزز ثقتك فيها، اجلس معها، استمع لها وتعرف إليها، انظر بفخر إلى نجاحاتها، وتقبل برضا فشلها، تعامل بحب مع عيوبها وحاول إصلاحها، وتذكر دائماً أن «نفسك» تتمنى لك الأفضل في كل شيء، فكن عقلها ومنطقها، لتحققا معاً ما ترغب فيه «أنت» وما تتمناه «نفسك».
في شهر يوم الحب، نهديكم عدداً جديداً من مجلتكم «زهرة الخليج» مليئاً بالحب بموضوعاته المختلفة، اجتماعياً وفنياً وثقافياً، وفضائياً أيضاً، إذ نواكب تحقيق الحلم العربي بهبوط «مسبار الأمل» الإماراتي في 9 فبراير على سطح كوكب المريخ، إضافة إلى حوار خاص مع الفنان الفرنسي أوغو بينفينو Ugo Bienvenu لنتعرف أكثر إلى إبداعاته وتعاونه مع دار Hermès العريقة، وجلسة تصوير بالتعاون مع NET-A-PORTER تلهم المرأة لتكون نفسها وتسعد بتفاصيل حياتها اليومية.. وبمناسبة «اليوم العالمي للأخوة الإنسانية»، نستكشف مفردات لغة «الإنسانية» التي يتفرد بالتحدث بها مجتمع الإمارات على اختلاف جنسيات وديانات وثقافات المقيمين فيه. وغيرها الكثير من الموضوعات، ومن بينها اختبار يساعدك على الإجابة عن السؤال الأهم في الحياة: هل تحب نفسك؟ .. وكل يوم حب وأنتم و«أنفسكم» متحابون.