سلاف فواخرجي: سأتزوج أيمن زيدان
بين الجمال والحرفية العالية في الأداء والذكاء الفني المميز، أوجدت الفنانة السورية سلاف فواخرجي مكانة لنجوميتها لا يلامسها فيها أحد، فالبعض يراها جميلة الدراما السورية والبعض الآخر يجد أن إحساسها في تقديم أدوارها يسبق جمالها، ولكن من يعرف سلاف عن قرب يدرك أن هذه الإنسانة الرقيقة والفنانة المثقفة هي شخصية مختلفة، همها التميز وهاجسها النجاح. وسلاف اليوم تعيش حالة من النشاط الفني فهي تتلقى ردود الفعل على أحدث أعمالها الدرامية «شارع شيكاغو» في عرضه الأول غير الحصري، والذي انتهى مؤخراً على «قناة أبوظبي»، فضلاً عن طرح فيلم «رسائل الكرز» الذي أخرجته قبل خمس سنوات للمشاهدة عبر منصة «يوتيوب»، وانشغالها بتصوير دورها في مسلسل «الكندوش». ووسط هذه الانشغالات، ردت سلاف في حوارها مع «زهرة الخليج» على علامات الاستفهام الكثيرة التي رافقت عرض مسلسلها الأخير.
• هل أنت راضية عن النتيجة النهائية لمسلسل «شارع شيكاغو»؟
- أرضتني جداً وأحببتها، وهذه من المرات النادرة في الحياة، التي أنهي فيها دوري في عمل ما ولم يحدث عندي إشباع منه بعد، كل الوقت أشتاق للشخصية، لن أقول إن المسلسل عمل عظيم أو مكتمل، لأنه لا يوجد عمل مكتمل دون نواقص وأخطاء، وأنا بطبيعة الحال أدافع عن كل الأعمال التي أشارك فيها، ولم أعتد أن أكون جزءاً بل الكل في أي مشروع، وتعلمت وتعودت على الدفاع عما أقدمه، هذه شخصيتي فما بالك وأنا أحب العمل؟ بالتأكيد لدينا أخطاء ومشكلات، ولكن عندما تنظر إلى المشروع ككل سترى عملاً جميلاً حتى لو لم يحبه كل الناس، وهو حقهم، فالمسلسل أحدث منعطفاً في الدراما وحركة أتت بعد فترة ركود كبيرة، فحرك القلوب والمشاعر، لذا أرى النتيجة هي أن الناس التي مع المسلسل أو ضده حركهم العمل، لذا أنا راضية وسعيدة.
قلوب مفتوحة
• كيف تقييمن ردود فعل الجمهور على المسلسل، خاصة بعد اتساع رقعة مشاهدة على «قناة أبوظبي»، في عرضه الأول غير الحصري؟
- أسعدني جداً أن العرض الأول للمسلسل كان على القناة التي أحبها جداً وهي شاشة تلفزيون أبوظبي، فدائماً ما أشعر بنفس هذه السعادة عند عرضهم أي عمل لي، وحتى اللحظة ومن خلال ردود أفعال الناس، أعتقد أن أرقام المشاهدة كانت ممتازة وكثيرون منهم أحبوا العمل، وطبيعي وجود جزء من المشاهدين لم يعجبهم، فلا إجماع دائماً على محبة عمل بين الجمهور، وأنا أقول لندع مجالاً للناس بأن يشاهدوا فقط، لأن هناك الكثيرين ممن شتموا المسلسل بناء على آراء سمعوها، ولكن بعد عرضه أرسلوا لي متأسفين لأنهم تسببوا بالإساءة لي، وأن ما شاهدوه جميل وراقٍ وأحبوه، كانت هناك رسائل مهمة وهو ما عوضني قليلاً، وأقول للناس الذين شاهدوا العمل بقلوب مفتوحة: في النهاية هو مسلسل عملناه بحب وضمير، وطبيعي أن نحب أو نكره، ولكن يجب أن نتقبل ما هو جديد بصدر رحب.
• الفنانة أمل عرفة وهي واحدة من بطلات المسلسل، استنكرت مشاهد القبلات بالنسخة المشفرة في تصريحات سابقة لها، فما موقفك منها؟
- لا تعليق عندي على هذا الموضوع.
• وهل من رسالة توجهينها لأمل عرفة؟
- لا شيء، ليست لدي رسالة إليها.
• هل ما زلتما صديقتين بعد المسلسل؟
- بالتأكيد، أنا لا أختلف مع أحد، ولطالما تحدثت عن طاقة الحب التي تمنحها، والناس يعلمون أن أمل مرت بظروف صعبة ولطالما وقفت بجانبها، وأنا ما زلت أحبها وهي تعلم أني أحبها، وكل شخص يستطيع التعبير عن نفسه، هي نجمة كبيرة وتستطيع التحدث بما ترغب وأنا لا أملك أي تعليق، لكل واحد رأيه واحترامه ويعبر بطريقته.
ثنائية مهيار خضور
• نجاح ثنائيتك الفنية مع مهيار خضور، هل سيحمسك لتكرارها درامياً مستقبلاً؟
- أتمنى فعلاً أن يحدث ذلك، بيننا كيمياء عالية، وهو شريك وممثل جيد جداً، وإذا أتيحت لي الفرصة مرة جديدة وبشيء مناسب لن أتأخر عن ذلك.
• ما سر مشاركة الفنان دريد لحام في «شارع شيكاغو» بدور صغير، وإغفال ذكر اسمه في شارة العمل؟
- كان هناك اتفاق مع الأستاذ دريد، وكان لي الشرف بأنني كنت وسيطة بينه وبين المخرج محمد عبد العزيز، حيث تم عرض المشروع عليه. والنتيجة أن الأستاذ دريد أحب المشروع وتبناه وتبنى كل شيء فيه وهو أمر يحترم وأمر مهني وأخلاقي عالٍ يجب جميعنا أن نتعلمه من الكبار، وعلى الرغم من أنه كان ضيف الشرف في الحلقة الأولى وبعدة مشاهد صغيرة في الحلقات التالية، إلا أنه دافع عن العمل وتبناه وهو كرم أخلاق منه، المخرج محمد عبد العزيز رأى أن اسم الأستاذ دريد لن يكون كبقية الأسماء، فوضعه بطريقة بارزة في الحلقة الأولى التي قدمها، وأجد أن موافقة الأستاذ دريد على المشاركة بهذا الدور تصرف عظيم من فنان كبير بأن يقبل المشاركة في عمل لأنه أحبه وآمن به، رغم دوره البسيط، وهذا هو سر الاتفاق.
• أطل معك ابنك علي في «شارع شيكاغو»، وقبله حمزة الذي كانت له تجارب مختلفة، هل ترغبين في أن يحترفا الفن؟
- أنا لا أرغب، ولكنهما يريدان، أنا كفنانة أعلم هذا الوسواس الفني الذي يكون في داخل أي شخص، وهذه البذرة من الصعب أن نخفيها، أنا أخاف عليهما وأنتبه لهما، ولكني لا أملك أن أغلق على حبهما وشغفهما على هذا الأمر، ولكن هناك ضوابط معينة متفقين عليها بألا تتأثر الدراسة والسلوك، وألا يكبرا قبل أوانهما، ولكن قراريهم بالالتحاق بالفن هو خاص بهما، وأنا شخصياً ضده، حمزة شغوف بالفن ولكنه اختار الطب، ورغم حبه للفن ذهب في اتجاه العلم وقد يعود أو لا.
• تشاركين في مسلسل «الكندوش» وهو أحدث أعمال البيئة الشامية، هل تحتمل الدراما المزيد من هذا النوع؟
- أنا لست مع كثرة الأعمال الشامية والمسلسلات المختصة بالبيئة الدمشقية، رغم أن الجمهور يحب هذه الفئة من الأعمال، وللعلم فقد سبق لي أن اعتذرت عن الكثير من المسلسلات التي حققت نجاحاً جماهيرياً وشهرة، فأنا انتقائية للشخصيات التي أقدمها، ويجب أن تشبه عقلي وطريقتي، وشعرت بأن «الكندوش» ليس نمطياً فالقصص التي يقدمها مختلفة، وهو يذكرني كثيراً بأجواء مسلسل «أيام شامية»، وله إحساس مختلف بأحاسيسه وهو ما يميزه وكونه كان بسيطاً وحقيقياً، اختلف عن باقي الأعمال الشامية، جميعنا نسعى لعمل أعمال شامية والجميع يسعون إلى أن يتفردوا بأعمالهم وهو ما نسعى إليه وأتمنى تحقيق ذلك.
• ما الدور الذي تقدمينه في «الكندوش»؟
- أقدم شخصية امرأة أرملة في مجتمع محافظ، وكيف ستتعاطى المرأة الوحيدة في ظل هذا المكان وهي لديها أبناء صغار؟ وكيف ستعيش بطريقة امرأة تملك فكراً وتدافع عن حقها؟ وكيف تقع في حب رجل متزوج ملتزم بعائلته؟ وهو الفنان أيمن زيدان وزوجته التي تجسد دورها الفنانة صباح الجزائري، فتدخل حياته بحب صادق بعيداً عن التخريب للأسرة، وهذا سر تركيبة الشخصية الجميلة.
سعيدة بنفسي
• عدت لمقاعد الدراسة، هل ما زال لديك شغف بالدراسة بعد الأمومة والزواج والتاريخ الطويل من العمل الفني؟
- نعم أنا لديّ هذا الشغف، وأسعى للتعلم حتى في حياتي ومن أبنائي والعمل، وأحب حالة المنافسة، اليوم نحن في حالة منافسة في الدراسة في المنزل، أنا خريجة كلية الآثار من جامعة دمشق وعدت للجامعة في فترة سابقة وقدمت الدبلوم أثناء تصوير مسلسل «صقر قريش» وانقطعت فترة، وأكملت بعدها، والآن أقدم الامتحانات بعد عام كامل قضيته في التحضير للماجستير، حتى أثناء تصوير «شارع شيكاغو» كنت آخذ معي كتبي للدراسة في التصوير، والآن في «الكندوش» يتحملونني أثناء التصوير، الحمد لله سعيدة بنفسي وعادت رهبة الامتحان وقلة النوم، وأتمنى أن أحقق رغبة والدتي رحمها الله بأن أحصل على الدكتوراه، وللعلم فقد درست إلى جانب ذلك برفقة ابني حمزة اللغة الآرامية ووصلنا إلى مستويات متقدمة فيها.
• أخيراً.. أنت متزوجة من الفنان وائل رمضان، كيف استطعتما الحفاظ على الاستقرار في حياتكما إلى الآن، علماً بأنكما مررتما بانتكاسة حيث انفصلتما لفترة في 2004؟
- أتوقع أننا أكملنا، رغم صعوبات الحياة والمشاكل الطبيعية مثل أي زوجين، إلا أننا نقدّر أهمية الأسرة، وأنا أحب الأسرة بناء على تربيتي وهو يهمه هذا الأمر، هناك وعي بيننا وتحمل مسؤولية، والحياة أبسط من أن نخلق بها مشاكل ونزاعات، قد نصطدم بمشاكل، ولكن هناك حباً كبيراً وصداقة قوية تجمعنا، هي معادلة وموازنة وما دام هناك قرار بالحفاظ على العائلة، فهو إحساس بالمسؤولية وقرار مشترك.