محمد الشحي: «بومة كافيه» فأل خير
هل جربتم دخول مقهى بهدف التقاط صور تذكارية مع طائر «البوم» قبل أن تتناولوا مشروبكم المفضل؟ إنها تجربة فريدة خاضها شاب إماراتي استطاع أن يغير المفاهيم الشائعة والمعتقدات الخاطئة بأن هذا الطائر نذير شؤم ورمز للنحس.
طائر البوم بالنسبة إلى الشاب محمد محفوظ الشحي صاحب مقهى «بومة كافيه»، وهو يعمل مهندس تخطيط العمليات في قطاع النفط، فأل حسن ومصدر سعادة.. الشحي استقبل «زهرة الخليج» في مقر مشروعه بمنطقة «السيف مول» في أبوظبي، ليشرح سر تعلقه بهذا الطائر وافتتاح مشروع يحمل اسمه.
بداية الفكرة
بدأ شغف الشاب محمد الشحي بتربية طائر البوم منذ 6 سنوات، عندما اشترى بومة ليربيها في منزله، وبات يفكر في طريقة ليزداد عددها لديه، بعدما أصبح هذا النوع من الطيور محبباً إلى قلبه.
وفي إحدى زياراته إلى اليابان تبلورت الفكرة في ذهنه، وقرر افتتاح كافيه أطلق عليه اسم (بومة كافيه) هو وشريكاه أحمد المنصوري وعبد الله الحمادي. يقول الشحي: «سافرت إلى اليابان فشاهدت طيور البوم منتشرة في العديد من المطاعم والمقاهي، فضلاً عن القطط والأرانب، وغيرها من الحيوانات والطيور، ففكرت في إنشاء مقهى البومة، ليصبح أول مقهى من نوعه في الشرق الأوسط».
فأل حسن
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي سببتها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، اضطر الشحي إلى إغلاق المقهى في فترة الحجر المنزلي، بيد أن البومة أبت إلا أن تكون بشيراً للفأل الحسن، إذ يؤكد الشحي أنه منذ اقتنى البومة وأحلامه تتحقق تباعاً بدءاً من حصوله على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة خليفة بتفوق، ثم حصوله على وظيفة كان يحلم بها ويتمناها في قطاع النفط، وبعدها مباشرة افتتح مقهى (بومة كافيه) الذي أصبح الآن وجهة للزوار للاستمتاع وقضاء أوقات ترفيهية مع الطائر، وهم يتناولون الحلوى والمأكولات اللذيذة والمشروبات الصحية المنعشة والقهوة المميزة، ويلتقطون الصور التذكارية مع طيور البوم الجميلة، مختلفة الأشكال والأحجام، والتي قام الشحي بشرائها من أنحاء مختلفة من العالم.
برلمان البوم
هل سمعتم يوماً عن برلمان البوم؟ يوضح الشحي أن البوم عادة يكون منفرداً في حياته، لكن عندما يصبح وسط مجموعة من الطيور من نفس فصيلته، يسمى ذلك الاجتماع برلماناً، ويوضح: «البومة في الأساطير اليونانية رمز للحكمة، وكانت صورة البومة على أحد أوجه عملة أثينا القديمة، وصورة الآلهة الإغريقية على الوجه الآخر، لذا يسمى اجتماع طيور البومة معاً برلماناً».
ويستطرد قائلاً: «أتعامل في شراء طيور البوم مع منتجين وليس صيادين، لأن البومة من الطيور الجارحة وإذا تربت في البر منذ ولادتها سيصعب السيطرة عليها وستكون شرسة، فضلاً عن أنها تنتمي إلى الطبيعة ولن تتقبل البيئة المنزلية والحياة وسط البشر، لا سيما أن هذا الطائر في المقهى يعتاد التعامل مع البشر، ويسعد كثيراً عندما يقوم أحدهم بالمسح على رأسه فهو من الطيور الحساسة، فضلاً عن أن البومة تسمع أقوى 40 مرة من الإنسان، لذلك لا بد أن نجنبها الصوت العالي، كما تمتلك عينين ثاقبتين مثبتتين إلى الأمام فقط ويمكن أن تصاب بالعمى إذا تعرضت لفلاش ضوء الكاميرات، لذلك هناك قواعد لزائر المقهى عليه الالتزام بها قبل التقاط الصور، فضلاً عن تعقيم اليدين قبل الزيارة وبعدها، لا سيما أن المقهى مقسم إلى جزأين يفصل بينهما لوح زجاجي أحدهما خاص بالطيور والتقاط الصور معها ومداعبتها وفقاً للقواعد الخاصة بها، ويوجد أحد العاملين في المقهى في هذا القسم لرعاية الطيور وإرشاد الزوار طوال فترة الزيارة، التي ينبغي ألا تزيد على 8 ساعات يومياً منعاً لإرهاق الطيور، والجزء الثاني للاستمتاع بتناول المشروبات الصحية المنعشة.
علاقة حب
علاقة الشحي بطائر البوم ليست مجرد هواية في تربية أحد أنواع الطيور غير المألوف تربيتها عند البشر، فهي علاقة حب وغيرة، وبابتسامة ملأت وجنتيه يستطرد الشحي قائلاً: «لن أنسى غيرة البومة (شيخة) وهي أول بومة قمت بشرائها عندما جلبت بومة جديدة، إذ امتنعت عن الطعام لأربعة أيام تقريباً، فقمت باصطحابها إلى مستشفى الصقور ظناً مني أنها تعاني مرضاً ما، فكانت المفاجأة عندما أكد لي الطبيب أنها تعاتبني بالامتناع عن الطعام لأنها تغار عليّ، كوني وزعت اهتمامي عليها هي والبومة الجديدة وهي لا ترغب في شريك ينافسها اهتمامي، وعلى الفور لم أعد بها إلى المنزل، بل قمت باصطحابها للتنزه على كورنيش أبوظبي وقضينا معاً أوقاتاً رائعة، وعندما عادت قامت بالتهام الطعام نظراً لأنها كانت جائعة وتحسنت حالتها النفسية ومارست نشاطها الطبيعي مرة أخرى.