نور وبدور ودانا وسارة التميمي: Bedashing Beauty Lounge مثال مُلهم للشراكة العائلية الناجحة
الشقيقات نور وبدور ودانا وسارة التميمي، هن رباعي متمكن، قوي وناجح، أطلقن مشروعهن المتميز Bedashing Beauty Lounge الذي نجح وتوسع على أياديهن. وقصة النجاح بدأت حين أطلقت الشقيقات الأربع مركزاً للجمال الشامل بأفكار مبتكرة، لفتت الأنظار إلى المركز ومديراته البارعات، إلى أن تم الاستحواذ عليه من قبل الشركة العالمية القابضة IHC في شهر مارس 2020، في ختام لقصة شراكة مثمرة بدأت عام 2008.
تنحدر الشقيقات الجميلات من أسرة كريمة لأب إماراتي وأم أردنية. شققن دروب النجاح والابتكار والإنجازات بفضل قيم ومبادئ تعلمنها من والدهن ووالدتهن. قصتهن ملهمة لبنات جيلهن، ولكل الأقارب والأصدقاء الذين يرغبون في القيام بشراكات ناجحة. في حوارهن مع «زهرة الخليج» نتعرف إلى أسرار تميزهن وقواعدهن الذهبية لتحقيق النجاح، علماً بأن الشقيقة الكبرى «نور» لا تزال تشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة، ومعها نبدأ الحوار:
• هل كان للأهل دور في شراكتكن العملية؟ وكيف؟
- نور: نحن من عائلة ومنزل مجتهد، كبرنا بين أب وأم مثابرين ومتفانيين جداً في عملهما. الوالد من مؤسسي المصرف المركزي، وعلّمنا أهمية انطلاق المرء للعمل باكراً، والإنجاز وتحقيق الأهداف، وتأدية الأعمال بكل إخلاص وشفافية وأمانة. ومن الوالدة تعلمنا الدقة فهي تهوى الكمال، والانتباه لأدق التفاصيل وتفادي الأخطاء، فضلاً عن الذوق الرفيع، ولا سيما من ناحية الأناقة في الأزياء والمكياج.
• هل أثرت الشراكة على علاقتكن كشقيقات؟
- نور: لاحظنا في البداية، أن العمل ممكن أن يؤثر على علاقتنا، لذلك وضعنا قواعد مهمة جداً، أولها عدم المزج بين العمل والعائلة، فعندما نلتقي كعائلة لا نتكلم عن العمل، وعندما نكون في لقاء عملي لا نتطرق لحياتنا الشخصية والعائلية، فأتقنا فن الفصل بين الأمرين. والأمر الثاني والرئيسي، توزيع الأدوار، فلكل منا دور واضح ومهم، وطبعاً بما أنني الرئيس التنفيذي فالكلمة الأخيرة تعود لي، وأخواتي منحنني الثقة وتفهمن ذلك جيداً وهذا أمر مهم. الأمر الثالث، أن كل شقيقة متخصصة في عملها، فالرأي الأخير مثلاً في مجال التسويق يعود لشقيقتي دانا، وحتى لو لم نتفق مع رأيها، وكذلك الأمر في قسم المالية التابع لشقيقتي بدور، وأيضاً في قسم الإبداع فحتى لو لم نتوافق مع رأي سارة في موضوع إبداعي ما، سيؤخذ برأيها هي.
• ما ايجابيات وسلبيات العمل مع أفراد من نفس العائلة؟
- نور: السلبيات أنه ممكن أن يحصل سوء تفاهم بيننا، وهذا انتبهنا له وتحكمنا فيه منذ البداية، والإيجابيات أننا نعرف بعضنا البعض ولا توجد مفاجآت، فشقيقاتي يعرفن ما نقاط القوة والضعف في شخصيتي وتوقعاتهن في محلها. والثقة هي من الإيجابيات المهمة، فنحن بطبيعة الحال نثق ببعضنا، ولا يمكن لنا أذية بعضنا البعض وهذا أمر مهم جداً، لأن معظم المشكلات التي تحصل بسبب الشراكة، تكمن في سلب الحقوق وطبعاً هذا لا يمكن حصوله مع الشقيقات.
• ما الذي يميز شخصية كل واحدة منكن، وبالتالي أسهم في نجاح كل شقيقة بالمهام المنوطة بها؟
- نور: ممكن القول إنني أهتم بالأمور الاستراتيجية وأشعر بأنني أستطيع تخيل التوجهات والأمور المستقبلية. بدور هي شخص يعنى بالمالية الـ CFA، ومهاراتها في الإدارة المالية عالية جداً وأسهمت في نجاحنا. دانا تكمن قوتها في الـ Branding الذي تشرف عليه وثباتها فيه، من أهم الأمور التي ساعدت في نجاح أعمالنا، أما سارة، فإبداعاتها وأسلوبها وستايلها أمور ميزت عملنا.
• مـا التغييــر الــذي أحدثتمـــوه فــــــي عالم الجمال من خلال مجموعة Bedashing Beauty Lounge؟
- نور: حرصنا على توفير تجربة مميزة لعميلاتنا، بدءاً من كرسي Bedashing الحائز براءة اختراع، فهو أول كرسي في العالم تقدم عليه كل الخدمات في مكان واحد وفي وقت واحد. أطلقنا أفكاراً جديدة يقلدنا فيها الآخرون، ولدينا إبداعات عديدة في مجالات الخدمات والأعمال الخيرية والاجتماعية.
• ما النصائح التي تسدونها لمن يرغب في تأسيس مشروع مشترك مع أفراد العائلة أو الأصدقاء؟
- نور: على رأسها الفصل بين العمل والحياة الشخصية، وهذا نطبقه يومياً. تحديد المهام بشكل واضح، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، يعني ذلك على سبيل المثال إذا كان أخي بارعاً في أعمال المحاسبة أوكلها له، وإذا لم يكن كذلك أسلم الأمر لمحاسب خارجي. وأعتقد أن الأمر الجيد أن يتفقوا كأهلٍ وعائلة على بيع الشركة في مرحلة معينة، فعندما تحقق مبلغاً معيناً، أن يصار إلى بيعها وهذا ما يتفق عليه منذ البداية، أعتقد أن الـexit strategy مهمة جداً لكي لا تطول العلاقة أكثر من اللازم، مع ما قد تسببه من مشكلات مستقبلة، فهذه الاستراتيجيات كانت ناجعة معنا وأنصح بها.
النجاح ليس سهلاً
• بماذا استفدتن وتعلمتن من تجربتكن في Bedashing للبدء في مشروع مستقل؟
- دانا: تعلمنا الكثير خلال شراكتنا معاً في الـ12 سنة الماضية. تعلمنا من أخطائنا، وأن النجاح لا يأتي بسهولة، وليس مجرد حظ ولكنه نتيجة مثابرة وعمل مستمر لا يخلو من التضحيات. شخصياً استفدت وتعلمت الكثير من شراكتنا. وBedashing هو أول تجربة مشروع لي بعد عملي الوظيفي في بنك، تعلمت أن البدء بمشروع وإدارته يتطلبان تفانياً وإصراراً وتضحيات. تعلمت من أختي نور الكثير فهي التي كانت تقوم بإدارة الشركة ككل. أستطيع القول إن التجربة كانت بمثابة كورس شامل لتجهيزي للبدء بمشروعي المستقل.
- سارة: لقد تعلمت الكثير من رحلتنا، أود أن أقول إن التخطيط هو مفتاح النجاح دائماً، ولا توجد حدود ما لم تقم برسمها. لقد تعلمت أيضاً الكثير من المهارات الإدارية ومهارات اتخاذ القرار.
- بدور: ساعدتني هذه الرحلة في إدراك أسس المشاريع الناجحة. من هذه الأسس، أن يخوض المرء في مشروع لديه الشغف فيه، وأن يكون لعمله فكرة نادرة تخوّل الوصول إلى العالمية، أو لمسات خاصة ليس لديها منافسون في السوق.
• هل من لمحة عن مشاريعكن المستقلة؟
- بدور: لدي العديد من الأفكار في مجال التكنولوجيا. لقد عملت بجد لمدة 19 عاماً، حيث كان عملي محور حياتي وتفانيت فيه بإخلاص. ومنذ رزقني ربي بمولودي الأول في 2018، اتخذت القرار بأن أعيش مرحلة جديدة من حياتي أكرس وقتي وجهدي فيها لعائلتي. لا أنكر أن هذه المرحلة فتحت عيني على فرص مشاريع من نوع آخر، تختص بالأطفال والأمومة والتكنولوجيا. وفي بعض الأحيان أفكر أن أكرس وقتي في سبيل العطاء والخير. لن أتخذ أي قرار حالياً إلى أن يلتحق أبنائي بالمدرسة، لا سيما أن طفلتي لم تكمل شهرها الخامس بعد.
- دانا: مشروعي سيكون فكرة جديدة لم أرها في سوق الإمارات حتى الآن. وأنا متشوقة جداً لقول المزيد ولكنني سأنتظر وأشارك التفاصيل حينها.
- سارة: بدأت علامة التصميم الخاصة بي Sara Tamimi، وأحضر حالياً لتشكيلة أزياء خريف وشتاء2021-2022 بتصاميم ريترو، أعيد من خلالها تصميم قطع أمي القديمة. وأستخدم فيها الأقمشة من مصادر مستدامة، المعاد تدويرها، الخالية من القسوة، القطن العضوي، حرير Ahimsa، المصبوغة عضوياً. وأقمشة مثيرة للاهتمام مثل جلد الصبار كخيار نباتي مستدام. علماً بأن جميع الأقمشة فاخرة، فنحن لا نضحي بالرفاهية باستخدامنا لأي من هذه الأساليب الصديقة للبيئة أو المستدامة. نحن نتعاون إنتاجياً مع الشركات المصنعة التي تقدر التجارة بالأجرة. حيث لا أحد يحصل على أجر أقل من الحد الأدنى للأجور. وجميع تصميماتنا مصنوعة من مواد وتشطيب عاليي الجودة.
الشقيقات والمجوهرات
• ما موقع المجوهرات في حياتكن كنساء؟
- نور: أي امرأة تعشق المجوهرات، وتشعر بأنها تعطيها إحساساً فوريا جميلاً عندما ترتدي القطعة التي تحبها. فعلاً المجوهرات هي من أسباب سعادة المرأة.
- بدور: المجوهرات منبع للأنوثة لا بد منها. وبصمة لكل أنثى، تعبر عن شخصيتها وما يكمن في قلبها. في رأيي كل قطعة تلبسها المرأة تسرد فيها قصة وخاطرة عن نفسها للملأ، وقد يعتبرها البعض دلالة على منصب أو مال، ولكن ذوق المرأة في الاختيار ينبع من تجارب وأحاسيس، وقد تبوح المجوهرات التي تختارها المرأة بمشاعرها في هذه المرحلة.
- دانا: أعشق المجوهرات، وبالتحديد الأحجار الكريمة مثل الزمرد الأخضر. وأرى أنه يجب على الأنثى أن تتألق ولو بقطعة واحدة من المجوهرات على الأقل. فأنا لا أستغني أبداً عن ارتداء القلادة مثلاً، حتى في نومي. أتوقع أنني ورثت هذا الأمر عن أمي، فهي دائماً تتألق بالمجوهرات وتعشقها.
- سارة: بصفتي من محبي الترف والرفاهية، فإن المجوهرات بالنسبة لي ترفع بالتأكيد المظهر النهائي للأزياء. إنها استمرار للأسلوب الذي نرسمه. تضفي المجوهرات لمسة خاصة على الأزياء والإطلالة الكاملة. أحب القطع الصغيرة الراقية التي يمكن تنسيقها بسهولة ودمجها مع الملابس.
• ما قطعة المجوهرات التي لا تستغني عنها كل واحدة منكن؟
- نور: أحب دائماً ارتداء أقراط الأذن، عقد ناعم وبسيط، خاتم مختلف لأننا نرتدي شيلة وعباءة، فعادة تكون الأساور مخفية ولكن الخاتم يبرز بشكل واضح.
- بدور: طبعاً خاتم زواجي لا أستغني عنه، ولكن في نظري أقراط الأذنين هي الأجمل والأكثر أنوثة.
- دانا: أحب ارتداء القلادة والخلخال في كل الأوقات. ارتدائي للمجوهرات لا يقتصر على إظهارها للناس فقط. فإن قلادتي وخلخالي لا يظهران مع لبسي للشيلة والعباءة، ولكنني أرتديهما لنفسي يومياً. عند الخروج ليلاً، أحب ارتداء خاتمي السوليتير بحبته الألماسية على شكل قلب وساعة فاخرة. وللمناسبات الكبيرة أفضل ارتداء حلق فاخر أو قلادة فاخرة، حيث إنني أحب القطع الكبيرة الفاخرة ولكنني أتجنب الإفراط في ارتدائهم، وأفضل التزين بقطعة كبيرة واحدة تكون statement piece.
- سارة: خاتم خطوبتي، قطعة أرتديها دائماً، وأقع في حبها من جديد في كل مرة أمعن النظر فيها. إنه حجر ألماس أصفر، وهو اللون الذي يمكنني بفخرٍ القول إنه المفضل لدي.
تحديات 2021
• ما التحدي الذي ستخضنه في العام الجديد؟
- نور: بما أنني مستمرة في إدارة Bedashing، لنا خطة توسعية عالمية كبيرة. لا أستطيع الإفصاح عن كل خططنا للعام الجديد 2021 ولكن أدعو القراء إلى ترقبنا ومتابعتنا على منصة Bedashing وحسابي في الانستغرام، لمعرفة ماذا سننجز في العام الجديد.
- بدور: سآخذ فترة استراحة من التحديات! أنا في مرحلة من حياتي أقدّر فيها الاسترخاء. أريد التفرغ لعائلتي الصغيرة والتمتع بكل أوقاتي معهم. ومع ضجيج الحياة الجديدة، قد أبدأ هواية جديدة في الفن، تساعد على الاسترخاء مثل العزف أو الرسم. وسأتحدى نفسي بالعودة للكتابة من جديد.
- دانا: نعم أعشق التحدي، لأن التحدي يؤكد لي مدى قوتي وإرادتي ويعطيني الدافع لإنجازات أكثر في حياتي. والحياة من دون تحديات تكون مملة جداً، فالتحدي يعطينا فرصة الوصول إلى أقصى إمكانياتنا التي لن نعرفها ولن نصل إليها، إذا لم تكن هناك تحديات في حياتنا. سنة 2021 ستكون سنة التحديات بالنسبة لي، أنوي بدء مشروعي الخاص خلال هذه السنة.
- سارة: أبرز التحديات في حياتي الشخصية، ستكون الحصول على كل شيء بلا تضحية. التركيز أكثر على العائلة والأحباء، وعلى تنمية الأعمال التجارية، وعلى أخذ فترات راحة ممتعة. ومن ناحية علامتي التجارية Sara Tamimi الانتقال إلى الاستدامة قدر المستطاع، وإحداث ثورة في صناعة الرفاهية نحو عالم مستدام بالكامل.