«الإمارات» اتحاد الإنجازات
منذ أُعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة قبل ما يقارب نصف قرن، وهي تنطلق في فضاء الفاعلية، لتكتب في سفر التاريخ إضاءات إنجازاتها التي جاوزت أفلاك الكواكب البعيدة، في ملحمة إنسانية فريدة، وضعتها في مصاف الدول التي تعتز بتكوينها الحضاري الفذ. وبمناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ49 لقيام الاتحاد، والذي يأتي هذا العام تحت شعار (روح الاتحاد)، والمستوحى من اللقاء التاريخي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مع أصحاب السمو حكام الإمارات، للإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971. تستعرض «زهرة الخليج» ملامح من أبرز الإنجازات التي تحققت في مختلف القطاعات خلال العقود الخمسة الماضية:
مجانية التعليم
استلهاماً لشعار القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بأن ثروة الإمارات الحقيقية تكمن في إنسانها، كان لا بد للقيادة الإماراتية الرشيدة أن تصوب جهدها للاستثمار في الإنسان الإماراتي عبر التعليم. وكان أهم ملامح الإنجاز، تخصيص ما يقرب من 20% من مصروفات الميزانية في الإنفاق موجهة لتطوير نظام التعليم، وتحقيق مجانية التعليم لمواطني دولة الإمارات حتى التعليم العالي. كما تم إدخال نظام المدارس العامة والخاصة في النظام التعليمي الذي يعمل بحوالي 16 منهجاً دراسياً، يستفيد منها أبناء الجنسيات المختلفة التي تقيم في الدولة، كما شهدت الإمارات افتتاح عدد كبير من أميز الجامعات العالمية العامة والخاصة، وتدشين المؤسسات الخاصة التي ترعى تعليم الكبار والتعليم المستمر، والاستمرار في مكافحة الأمية حتى أصبحت أقل من 1%.
نظام صحي متطور
من خلال (رؤية الإمارات 2021) التي تطرحها الأجندة الوطنية، حققت دولة الإمارات الكثير من بنود هذه الرؤية فيما يخص النظام الصحي، قياساً بأعلى المعايير الصحية العالمية المعتمدة، مع التركيز على الناحية الوقائية وتخفيض نسبة مرض السرطان والأمراض المنسوبة إلى نمط الحياة. ويتسم القطاع الصحي في الإمارات بالنمو المتسارع ذلك أنه يتنبأ الراصدون بنسبة نمو 300% في الاستثمار الصحي خلال السنوات العشر المقبلة. وقد تبدى عظم الإنجاز الصحي الإماراتي عندما واجهت البلاد جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، بنظام استطاعت بنيته الأساسية أن تستوعب الصدمة الأولى لانتشار المرض، مع إضافة وحدات صحية متطورة، ترفد الطاقة التشخيصية للنظام الصحي، متمثلة في إنشاء أكبر مختبر لتشخيص الفيروس عالمياً خارج الصين، كما برعت الدولة في استخدام التكنولوجيا الرقمية لضبط عملية التباعد الاجتماعي.
التسامح والسعادة
تستمر دولة الإمارات في جعل من التسامح مفهوماً اجتماعياً فعالاً، يعزز من قوتها الناعمة ورسالتها الدبلوماسية، وتجلى ذلك في توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تضمنها المرسوم الرئاسي لمكافحة التمييز والكراهية وتدعيم ثقافة التسامح ونفي العنصرية، وإمعاناً في تأكيد أهمية التعايش السلمي، فقد استحدثت القيادة وزارة للتسامح والتعايش المناط بها تنفيذ البرنامج الوطني للتسامح، وعملاً على ترسيخ قيم السلام المجتمعي والشعوبي فقد افتتحت الدولة المعهد الدولي للتسامح كأول بادرة في العالم العربي. وسعياً وراء تحقيق الإمارات هدفها بأن تكون ضمن أفضل خمس دول في العالم بحلول 2021 في مؤشر السعادة العالمي، أجاز مجلس الوزراء الميثاق الوطني للسعادة الإيجابية، إضافة إلى إقرار البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، الذي تم بموجبه تنفيذ تأسيس مجالس للسعادة والإيجابية، وتغيير مسمى مراكز خدمة المتعاملين لتصير مراكز لإسعاد المتعاملين.
تمكين المرأة
لم يغب عن القيادة الرشيدة للإمارات، ما لقضية تمكين المرأة من أهمية، فانصبت الجهود لتفعيل دور المرأة في كل مؤسسات الدولة، فازدان نصف مقاعد البرلمان بنساء يمارسن حقوقهن المشروعة، وأشرق مجلس الوزراء بتسع حقائب وزارية مؤنثة، أما سوق العمل فقد اكتسحته المرأة الإماراتية بما نسبته 66%، كما أن عدد النساء اللائي يعملن في دواوين الحكومة الاتحادية ويحملن مؤهلات دراسية عليا، قد بلغ 19153 موظفة، إلى جانب مساواة المرأة بالرجل في الأجور. وأوضح التقرير السنوي لعام 2019 الذي يصدره مركز دراسات المرأة العربية التابع لهيئة المرأة العربية، أن المرأة الإماراتية حازت المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
الأمن والأمان
ترقرق ينبوع الأمان الصافي في ربى الإمارات، لتستقي النفوس بشعور عميق بالأمن الذي هو حاجة إنسانية، تؤسس لنهضة عظيمة كما في الإمارات، وهو الشيء الذي جعلها تتبوأ المركز الثالث عالمياً بالنسبة لمؤشر الشعور بالأمن والأمان، حيث كان ذلك بسبب انخفاض جرائم القتل والاغتصاب والسرقات بحسب مؤشر جالوب للقانون والنظام العام لعام 2019، والذي أوضح أن الإمارات تفوقت على دول مشهود لها بالتقدم الأمني، مثل النرويج، سويسرا، النمسا، الدنمارك وألمانيا. وتعتبر منظومة الأمن والأمان في الإمارات، المبدأ الحاسم في الرفاهية والاستقرار، وهذا ما تحققه الدولة لمواطنيها والمقيمين فيها.
الطاقة النووية
لم تكن الريادة الحضارية هدفاً بعيد المنال، بالنسبة لشعب تسامى بقيمه وأنتج قيادة لم ترَ في بلوغ المجد مستحيلاً، لذلك لم يكن إنجازاً مثل إنشاء أربع محطات نووية سلمية لتوليد الطاقة الكهربائية والمعروف بمشروع (براكة للطاقة النووية) شيئاً مستحيلاً، فبميزانية وزمن محددين تم العمل على إنشاء محطات الطاقة النووية السلمية الأربع، حيث وصل مفاعل المحطة الأولى إلى ما نسبته 50% من طاقتها المنتجة للكهرباء الصديقة للبيئة، ويعد هذا الإنجاز الأول من نوعه في المنطقة العربية، وهو بكل المقاييس حدث استثنائي يجعل الإمارات توغل في بحر الحداثة برؤية وصبر فريدين.
ريادة الفضاء
ولأن رؤى قيادة الإمارات الرشيدة التنموية، معلقة بالسهى والثريا، فقد إختراق حجب الكون وسماوته بعض من هموم هذه القيادة التي خبرت شعبها وخبرها، بأنها صادقة الوعد حينما أوفت بميعادها، فأطلقت «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ، حسب الخطط الموضوعة له، فوضح هذا الحدث العلمي العالمي جلياً فرادة الشعب الإماراتي وتميز قيادته المحنكة الرشيدة، حيث سيقدم «مسبار الأمل» والذي انطلق يوم 20 يوليو 2020، أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، مما سيساعد على الإجابة عن أسئلة علمية رئيسية حول الغلاف الجوي للمريخ، وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي.
ومن المتوقع أن يصل المسبار إلى مدار كوكب المريخ في فبراير المقبل ، في رحلة يقطع خلالها المسبار 493 مليون كيلومتر.
اقرأ أيضاً: احتفل مع «موشنجيت دبي» باليوم الوطني الـ49