انتشرت في الآونة الأخيرة عملية تقييم (الريفيو) للسلع والمنتجات والخدمات من قبل مشاهير التواصل الاجتماعي، والتي من المفترض أن تقدم للمستهلك تقييماً موضوعياً عن المنتج أو الخدمة المقدمة.
وبناء على هذا التقييم، يُقبل المستهلك على الخدمة أو السلعة باعتبارها حصلت على ضمانة «جرانتي»، من المدون أو المدونة الذي بدوره يحصل على عائد مادي من المتاجر والفنادق والمطاعم نتيجة هذا التقييم، الذي قد يكون «نزيهاً»، وفي أحيان أخرى «مُضللاً». على الجانب الآخر، فقد تكون عملية التقييم هذه ضد سلعة أو خدمة «سلبية»، بما يخدم صالح شركة أخرى، بما يوُقع المستهلك في براثن الغش والخداع.
المواقع مرجع
تقول سميحة زيتون معلمة في إحدى المدارس بأبوظبي: «لا أشتري أي منتج دون الرجوع إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وقراءة التعليقات والتقييمات على هذا المنتج، خاصة إذا اشتريت عبر الإنترنت»، موضحة أن هذه الطريقة تضمن لها جودة المنتج قبل الشراء. وتتفق معها في الفكرة، حسناء علي ربة منزل، موضحة أنها قبل الذهاب إلى أحد الفنادق مع عائلتها أيام الإجازات، تفتح صفحة إحدى شهيرات مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تثق جداً برأيها، كما أنها شخصياً اشترت الكثير من المنتجات من قبل بناء على تقييمها.
أما منال محمود، صيدلانية، فترفض بشدة شراء المنتجات بناء على آراء الآخرين أو حتى الحجز في الفنادق، متعجبة ممن يأخذون برأي أحد الأشخاص، حتى في اختيار المستشفى المناسب أو الدكتور الأفضل!. وتتساءل كيف لي اختيار سلعة بناء على رأي شخص، ونحن مختلفون بالطبع في الأذواق والآراء، فما يناسبني ليس بالضرورة مناسباً للآخرين.
الثقة والمصداقية
الريم سيف مدونة إماراتية يتابعها حوالي 245 ألف شخص على موقع انستغرام، فضلاً عن باقي المتابعين على منصات (يوتيوب، تويتر، تيك توك) تقول: «بدأت عملي على مواقع التواصل الاجتماعي مدونة للجمال ومنتجات العناية بالتجميل، وفي عام 2019 اتسع نشاطي على (السوشيال ميديا) وبدأت في وضع روتين حياتي اليومية وعمل (ريفيو) تقييم عن السفر والفنادق والمطاعم، إضافة إلى الموضة). وتشير الريم إلى أن الجمهور لا يتابعون شخصاً لا يثقون به، فضلاً على أن المتابع سيشعر بالملل بعد فترة من متابعة صفحة ما، على مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك على (البلوجر) أن يجدد ويطور من نفسه ومن نشاطه، وأن يختبر المنتج الذي يقيمه أولاً حتى لا ينخدع الناس، لأنه حينها سيفقد متابعيه ومصداقيته إذا لم تتطابق المواصفات على المنتج كما قدمها هو. وتوضح الريم أن بعض المشاهير يجلبون الكثير من المتابعين لزيادة الدخل المادي، من خلال نشر الفضائح والشائعات، بينما هي لا تميل أبداً إلى اتباع ذلك الأسلوب، وتفضل أن تقدم محتوى راقياً يسهم في خدمة المجتمع.
معلومات مفيدة
يتابع المدونة ياسمين يسري نصف مليون شخص، على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدت سلواها على صفحات (السوشيال ميديا) عندما بدأت ذلك منذ 4 أعوام، عندما أصيبت بمرض السرطان، فأحبت مشاركة الناس معلومات مفيدة حول المرض، وكيفية الوقاية منه، فضلاً عن مساعدة المرضى وخاصة النساء، ليكن أقوى ولا يسمحن لأحدهم باستغلال مرضهن ويعرضهن للتعنيف المعنوي. وعن (الريفيو) أو التقييم، تقول: «أقدم للمتابعين عبر صفحتي تقييماً للملابس وتصميم الأزياء، وشيئاً فشيئاً توسعت وأصبحت أعمل تقييماً للفنادق والمطاعم». وتلفت ياسمين النظر إلى أنها تبذل قصارى جهدها كي تقدم للناس دائماً الأفضل خاصة مع فترة جائحة «كوفيد 19»، والكثيرون لم يسافروا هذا العام، ففكرت في تقديم (ريفيو) عن الأماكن السياحية الموجودة في دولة الإمارات لمساعدة الناس على التنزه داخلياً بدلاً من السفر، خاصة أن الإمارات بها الكثير من المناطق التي تنافس الأسواق السياحية العالمية ويستطيع الكثيرون الاستمتاع بها.
ترخيص رسمي
عن الناحية القانونية لحماية المستهلك من خداع بعض المدونين، الذين يستخدمون شهرتهم في الترويج والإعلان عن سلع غير مطابقة للمواصفات المُعلن عنها، تجيب زينب الحمادي المدير العام لجمعية الإمارات للمحامين والقانونيين: «بهدف تحقيق الربح، يقوم بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بالإعلان عن منتجات والترويج لها، بغض النظر عن اقتناعهم بها من عدمه، وحقيقة المعلومات التي يتم نشرها حول هذا المنتج، مما يؤدي إلى قيام الناس بشراء هذا المنتج، ليكتشفوا عدم تطابقه مع ما تم الترويج عنه نتيجة هذه الحيلة التسويقية». وتلفت زينب النظر إلى أن عمل المدونات وتقييم المنتجات، يعد عملاً تجارياً، إذ إنه يتم بغرض التربح والاحتراف ومن ثم يخضع لأحكام قانون المعاملات التجارية رقم 18 لسنة 1993.
وتشير زينب إلى قرار مجلس الوزراء بشأن الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه لا يسمح بالإعلان عن أي منتج طبي، كالأدوية، أو المستلزمات الطبية، أو المكملات الغذائية ذات الادعاء الطبي، أو الإعلان عن طبيب، أو مؤسسة صحية، إلا بأخذ الترخيص رسمياً من خلال الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة ووقاية المجتمع.