لم تكن بعيدة عن السياسة ولا عن البيت الأبيض في نيويورك، فقد شغلت منصب السيدة الثانية للولايات المتحدة بين عامي 2009 و2017
إنها جيل بايدن، المرأة التي تتوجه إليها الأنظار اليوم، بعد أن وصل جو بايدن إلى البيت الأبيض بعد معركة انتخابية شغلت السوشيال ميديا والأقنية الفضائية وكل وسائل الإعلام.
ليس غريباً على هذا البيت المسيس أن تأخذ فيه المرأة دورها الحقيقي، تربوياً وعلى مستوى المشاركة في القيادة، جيل بايدن التي شغلت منصب السيدة الثانية للولايات المتحدة لمدة 8 سنوات عندما تولى زوجها جو بايدن، منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الـ47،
صخرة بايدن
تزوجت جيل من بايدن في 17 يونيو من عام 1977 على يد كاهن كاثوليكي في كنيسة صغيرة داخل مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وأنجبت له ابنة وحيدة عام 1981 تدعى (آشلي)، إلى جانب قيامها برعاية ابنيه (بو وهنتر) من زوجته الأولى، فكانت الصخرة التي حافظت على بايدن بعد المأساة التي وقعت منذ ما يقرب من خمسة عقود ففي عام 1972 واجه جو بايدن ما لا يمكن تصوره قُتلت زوجته الشابة وابنته في حادث سيارة وتُرك وحده لتربية ولديه الصغيرين اللذين أصيبا في الحادث.
ولدت بايدن في بلدية هامنتون بولاية نيوجيرسي الأميركية عام 1951، ونشأت في منطقة ويلو غروف بمقاطعة مونتغومري بولاية بنسلفانيا.
اقرأ أيضاً: الانتقادات تطال ميلانيا ترامب بسبب إطلالتها
حازت جيل العديد من الشهادات الجامعية، وعملت في تدريس قراءة اللغة الإنجليزية، في المدارس الثانوية لمدة ثلاثة عشر عاماً، إلى جانب عملها في تدريس المراهقين المضطربين عاطفياً، في أحد المستشفيات المتخصصة في الأمراض النفسية.
بين عامي 1993 و2008 مضت إلى تدريس اللغة الإنجليزية في كلية ديلاوير الفنية والمجتمعية.
وعملت منذ عام 2009، في كلية شمال فيرجينيا المجتمعية، ويقال إنها أول سيدة ثانية للولايات المتحدة تعمل مقابل أجر مادي في الفترة التي شغل فيها زوجها منصب نائب الرئيس.
من أعمالها الإنسانية مساهمتها في تأسيس منظمة بايدن غير الربحية لصحة الثدي، كما أنها لم تكن بعيدة عن الكتّاب والمثقفين فبرز دورها بعد تأسيس برنامج أصدقاء الكتاب. وشاركت في تأسيس مشروع القوات المشاركة إلى جانب ميشيل أوباما.
عائلة بسيطة
كان والد جيل إنساناً بسيطاً وموظفاً في أحد المصارف وشغل رئسياً لقسم المدخرات والقروض في حي تشيستنات هيل في فيلادلفيا. ويبدو أنها تنتمي إلى عائلة إيطالية، إذ كان اسم العائلة أصلاً، جياكوبا، قبل أن يحوله جدّها الإيطالي إلى اللغة الإنجليزية.
مضت جيل حين أصبحت في الصف التاسع إلى تلقي دروس الدين في الكنيسة المشيخية، وكان هذا بمحض إرادتها وفي سنوات المراهقة عملت نادلة في منطقة جيرسي شور. ثم التحقت بمدرسة أبر مورلاند الثانوية، ووُصفت بأنها كانت متمردة ولها ذات وأنا واضحة، وقد تخرجت في المدرسة الثانوية عام 1969.
تسويق الأزياء
كان لديها طموح أن تكون مسوقة لدار أزياء، وسرعان ما غيرت توجهها، وعاشت تجربة زواج أولى من لاعب كرة قدم جامعي سابق يدعى بيل ستيفنسون، عام 1970، وأصبحت بعدها تُعرف باسم جيل ستيفنسون.
افتتح زوجها الأول حانة ستون بالون في مدينة نيويورك بالقرب من جامعة ديلاوير، وأصبحت واحدة من أنجح الحانات الجامعية في الدولة، كونها شهدت العديد من الحفلات الموسيقية للعديد من الفنانين.
ولأنها طموحة فقد تنقلت بين أعمال متعددة، ومنها إنجازها عرض الأزياء لوكالة محلية في ويلمنغتون.
ويبدو واضحاً أن طموحها في عالم مختلف كان سبباً رئيسياً في انفصالها عن زوجها عام 1974، ولأن الحياة أشبه بالرواية، فقد أخذتها الحياة للتعرف إلى السيناتور جو بايدن في شهر مارس من عام 1975، إنها الصدفة، أو كما يقال: "رب صدفة خير من ألف ميعاد"، ورغم أن جو يكبر جيل بتسع سنوات، إلا أن هذا لم يمنعها من الإعجاب بمظهره وأناقته ووسامته وأخلاقه التي تميز بها عن سواه. حين رجعت إلى البيت صرحت لوالدتها: "أمي، قابلت أخيراً رجلاً نبيلاً".
حصلت حينها على البكالوريوس في الآداب، جامعة ديلاوير في عام 1975، عملت بعدها مدرسة في مدرسة ويلمنغتون، ثم في مدرسة سانت ماركس الثانوية في مدينة ويلمنغتون بولاية كارولينا الشمالية بدوام كامل لمدة سنة واحدة، إلى جانب عملها في مجلس الشيوخ الخاص بالسيناتور جون بايدن، وهنا ندرك أن بايدن فتح أمامها تجربة أخرى لها علاقة بالعمل السياسي حيث بدأت السفر بغرض القيام بحملات للتوعية في الأجزاء الجنوبية من الولاية.
اقرأ أيضاً: ميلانيا ترامب بإطلالة هندية