إيمان الهاشمي: أتحدث الموسيقى بطلاقة

هي فنانة إماراتية متعددة المواهب ومشارب الإبداع، تعزف الموسيقى وتكتب الشعر والقصة، كما تجيد الرسم. إيمان الهاشمي أول ملحنة أوركسترا إماراتية، في رصيدها مقطوعات موسيقية صنعتها بأنامل محترفة على آلة البيانو، حيث تدمج أنغام الآلات المختلفة بعفوية مطلقة، سرعان ما تخطف بها انتباه الحاضرين، وتخاطب قلوبهم وعقولهم معاً. وعلى الرغم من أن إيمان لم تدرس الموسيقى أكاديمياً، إلا أنها استطاعت من خلال موهبتها وشغفها، أن تُعلم نفسها بنفسها، مؤكدة أن العزيمة والإرادة هما أساس النجاح في كل شيء. تقول إيمان في حوارها مع «زهرة الخليج» إنها تحلم بأن تصدح ألحانها الإماراتية في الفضاء، وتتمنى وجود شريحة أكبر من الموسيقيات والفنانات الإماراتيات في الساحة الفنية الموسيقية.

• كيف كانت تجربة تعلم التلحين الذاتية؟

- التلحين موهبة ربانية تأتي بالفطرة، أما بالنسبة للتعليم فهو الوجهة الصحيحة لصقل هذه الموهبة. وتعلم التلحين من دون وجود هذه الهبة الإلهية، يكاد يكون مستحيلاً، حتى وإن نجح الشخص في تقديم لحن ما، فربما يصل إلى الأذن خاوياً أو لا روح فيه.

صقل الموهبة

• هل تكفي الهواية من دون دراسة أكاديمية للموسيقى؟

- الاحتراف الموسيقي يحتاج فعلياً إلى دراسة حقيقية ومضنية قد تصل إلى خمس سنوات أكاديمية، ولكن العزيمة والإرادة هما أساس النجاح في كل شيء، فالعازف العالمي ياني لا يقرأ النوتة إطلاقاً، والشهير إلفيس بريسلي لم يعرف ما هو السلم الموسيقي، وكذلك بول ماكرتني لم يتعلم درساً واحداً في الموسيقى، لكنه حصل على لقب (السير) من ملكة بريطانيا بسبب إبداعاته اللامتناهية رغم عدم احترافه للموسيقى، وما أقصده أن لا شيء مستحيلاً، مع التنويه إلى ضرورة صقل الموهبة جيداً للوصول إلى الاحترافية، عدا ذلك فلتبقى الهواية هواية.

• رغم انغماسك الموسيقي، إلا أنك تحملين شهادة البكالوريوس في الموارد البشرية بتقدير امتياز، فكيف توازنين بين الأمرين؟

- الفن لغة الروح، والأرواح لا تتعلم أكاديمياً، وإن كانت ترافق الأجساد إلى المراكز التعليمية، حيث إن الإحساس أمر لا يُعلَّم وإنما يُحس بالفطرة الإنسانية، كما أن الدراسات العالمية أثبتت استجابة الحيوانات والنباتات أيضاً للموسيقى، كما أن التعلم الأكاديمي لا يعيق وجود هوايات أخرى.

• إلى ماذا تسعين كفنانة؟ وما الأحلام والطموحات التي ترغبين في تحقيقها؟

- وصول دولتي الإمارات إلى الفضاء، فتح شهيتي تجاه الأحلام والطموحات، فأنا انتهيت من تأليف معزوفة موسيقية بعنوان «مسبار الأمل»، أتطلع إلى عزفها في الفضاء، لتكون أول مقطوعة موسيقية تُعزف هناك بأنامل إماراتية، قمت بصياغة الألحان بروح الأمل والتجديد والتفاؤل، لأنه يتصل بأهم حلم قريب من قلب الأمة العربية تحت راية بلادي الإمارات الحبيبة، لذلك جاء حلمي بأن تصدح ألحاني في الفضاء، باسم دولتي الإمارات الغالية والعالم العربي وباسم كل نون النسوة في العالم. كلنا نعلم أن أول إنسان وصل إلى القمر كان رجلاً وهو نيل أرمسترونغ، وأتمنى من كل قلبي أن تكون أول مقطوعة موسيقية تُعزف في الفضاء هي الموسيقى الإماراتية من ألحاني، كامرأة تمثل بلادها في مجال الفن وأيضاً العالم ككل باسم نساء كوكب الأرض، فتكون المعادلة العادلة والمتعادلة أن يخطو الرجل أولى الخطوات فوق سطح القمر، ونظيرها تكون المرأة أول من تُعزف ألحانها في الفضاء باسم الإمارات.

• كيف واجهت نظرة المجتمع تجاه ميلك للموسيقى؟

- بالتأكيد هناك من يشجع وهناك من يقمع، وهذا طبيعي عند حدوث أي تغيير، فالموسيقار العالمي بيتهوفن ذاته، واجه الكثير من الانتقادات في عصره، حينما نقل الموسيقى من العصر الكلاسيكي إلى العصر الرومانسي، لكنه أثبت جدارته وأصبح اسمه مثالاً للإبداع رغم مرور193 عاماً على وفاته، ولذلك أجدني أنصت جيداً للنقد البناء وأهتم بالآراء التحسينية وأتشبث بمن يشجعني، والأهم من كل ذلك، أنني أتبع صوت التشجيع في داخلي.

معاني الفنون

• لديك مواهب الكتابة والعزف والتلحين ما الرابط بينها؟

- لا أرى فرقاً في معاني الفنون، لأنها جميعاً لغة الروح التي تنطق بلسان الفن الجميل، وهذا في حد ذاته أجمل رابط يربط جميع الفنون ككل، فتبدو وكأنها في جلسة حوارية بين الأرواح باختلاف الطرق التي تتحدث بها.

• هل أنت راضية عن وجود المرأة الإماراتية في المجال الموسيقي؟

- نعم وأتمنى أن تكون هنالك شريحة أكبر من الموسيقيات والفنانات بشكل فعال وراقٍ في مجتمعنا، لأن الفن علاج لكل ما لا تستطيع الألسن أن تقوله.

• كيف يمكننا تشجيع الأطفال على القراءة وتعلم الموسيقى وممارسة الأنشطة والهوايات؟

- عبر نشر الوعي للوالدين، وحث الطفل على التعبير عن مشاعره بوسيلة أخرى غير الكلام، لكي نصنع جيلاً مبدعاً، وقادراً على التعبير عن شتى أنواع الأحاسيس بصورة إبداعية خلاقة.

تفاعل فطري

• ماذا تفعل الموسيقى في روحك وما مدى تفاعلك مع الألحان؟

- الموسيقى وروحي خليط واحد وجزء لا يتجزأ، ولذلك تفاعلي مع الألحان فطري وخالص، وممتلئ بأبجدية مستقلة بحروفها لتقرأها الأذن قبل العين.

• هل تهربين بالعزف أحياناً من صخب الحياة؟

- لا أسمي ذلك هروباً، وإنما ملجئي الصغير الذي يحتويني وأحتويه، كلما فقد لساني القدرة على التعبير، أجدني أتحدث الموسيقى وبطلاقة.

ايمان الهاشمي: لا أرى فرقاًً في معاني الفنون.

لحن الشهيد

إيمان الهاشمي، كاتبة وشاعرة إماراتية، وهي سيناريست أفلام طويلة وقصيرة، خريجة بكالوريوس موارد بشرية بتقدير امتياز، وحاصلة على ماجستير آداب في فنون الاتصال والعلاقات العامة الاستراتيجية من جامعة زايد، عازفة بيانو وهي أول مُلحِّنة إماراتية تدمج الآلات الغربية والعربية بمقطوعات من تأليفها بشكل كامل، وأول من مثلت الدولة في الخارج بالعزف على البيانو في إيطاليا ضمن فعاليات (إكسبو ميلان 2015)، وأول من لحّنت لحناً عسكرياً بعنوان (الشهيد)، كما أن لها محاولاتٍ متنوعة في الرسم، وقد أصدرت عدة كتب أدبية إبداعية ومعرفية، أبرزها: (تفاحة إيمانيوتن، جواز Suffer، الضحكباء، أنت تخدعك!، في غمضة (أين)؟، إيمان سترو) وغيرها.

اقرأ أيضاً: إلياس الزرهوني حكيم الصحة