وهب الفنان البريطاني ساشا جفري جسده وروحه ليرسم عالماً جديداً موحداً تحت راية الإنسانية، في أضخم لوحة فنية تجسد بخطوطها وألوانها مستقبلاً مشرقاً بالآمال، تدعو إلى مد يد العون لأطفال العالم الأشد فقراً واحتياجاً، والأكثر تأثراً بجائحة كورونا. فما قصة هذه اللوحة التي يسعى من خلالها الفنان إلى تعزيز التواصل بين الناس، وتسجيل رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس وجمع أكثر من 30 مليون دولار؟
أراد الفنان البريطاني ساشا جفري أن يحدث فرقاً ويبعث برسالة أمل، إلى أطفال العالم المتأثرين بجائحة كورونا، وإلى تعزيز التواصل بين الناس تحت رؤية (عالم واحد، روح واحدة، كوكب واحد)، فكانت مبادرة لوحة «رحلة الإنسانية» بالتعاون مع دبي العطاء، إحدى مبادرات «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، وبرعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وبالتعاون مع «أتلانتس» النخلة دبي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو». ويهدف المشروع الخيري إلى مساعدة الناس وتحديداً الأطفال والشباب في البلدان الأكثر تأثراً بجائحة كورونا، من خلال تمويل قطاعي التعليم والصحة، تدعمه أكثر من 100 شخصية عالمية من نجوم ومؤثرين ومشاهير بينهم: السير ريتشارد برانسون، وإيفا لونغوريا ودايفيد وفيكتوريا بيكهام وهدى قطان وسونام كابور ومحمد صلاح وغيرهم الكثير.
أكبر مشروع
عزل جفري نفسه في فندق أتلانتس النخلة في دبي منذ شهر مارس الماضي، وبدأ يرسم لوحته التي تعتبر اليوم أكبر مشروع اجتماعي فني خيري في العالم. لم يخطط ولم يفكر في الصورة النهائية، يقول جفري إنه لم يطرح على نفسه الكثير من الأسئلة، بل قام بفرش قطعة كبيرة من القماش بحجم ملعبي كرة قدم على الأرض، وبدأ يرسم مستعيناً بقرابة 1000 جالون من الألوان وأكثر من ألف فرشاة. لم يكن يعرف كيف سيبدأ بهذه اللوحة، ولكن فجأة ولدت اللحظة، بحسب تعبيره، وبدأت تتشكل طبقات من الخطوط والألوان، التي أراد من خلالها أن يأخذ الناس إلى عالم أفضل.
تعزيز التواصل
ولتعزيز فكرة التضامن والتواصل بين الناس في عمله الفني، دعا ساشا جفري الأطفال في جميع أنحاء العالم، لإرسال إبداعاتهم حول موضوع العزلة والاتصال لإضافتها إلى اللوحة. إذ ستحمل اللوحة لمسات الأطفال الفنية التي تترجم أفكارهم ومشاعرهم حيال ما يجري من حولهم، وتصور نظرتهم إلى كوكب الأرض واهتمامهم به وكيفية الحفاظ عليه.
من المتوقع أن يتم الكشف عن اللوحة في شهر نوفمبر الجاري، وسيتم تقطيعها إلى 60 لوحة بحجم كبير لبيعها بمزاد علني، على أمل جمع 30 مليون دولار لمساعدة الأطفال في البلدان الأكثر فقراً وتضرراً بجائحة كورونا. كما سيتم ترقيم وفهرسة اللوحة وجمعها في كتاب، لتبقى شاهدة على تضامن البشرية وتوحدها في مصير واحد على كوكب الأرض.
اقرأ أيضاً: «الاتحاد للطيران» تحلق بأحلام الإماراتيات