عندما دارت كاميرا المخرج الإيطالي «ماتيو غاروني» في فيلم «أسطورة ديور» Le Mythe Dior لتشخيص رؤية المديرة الفنية لمجموعات النساء «ماريا غراتسيا كيوري» المسحورة بمفهوم الأفلام أخذتنا Dior إلى عوالم خيالية رائعة. في السياق، تقول كيوري: «لطالما فكرت في إجراء التجارب لإعادة تصوير طقس التصاميم الراقية الفريد. السينما فنّ إبداعيّ وحِرفيّ، عمل تأليفيّ وجوقة إنشاد جماعية. الأمر مشابه للمهارة الحرفية في عالم الأزياء»، وبالفعل نجح غاروني في سرد قصته المحبوكة من عدّة حكايات مشهدية استمتعنا بمشاهدتها في فيلمه.
خلال هذه الفترة الحرجة غير المسبوقة، اختارت كيوري أن تركّز على أعمال الفنانات على غرار «لي ميلر»، «دورا مار» و«جاكلين لامبا»، اللاتي تخطّينَ دور «المُلهمات» الذي فرضه عليهن جمالهنّ في البداية من أجل اعتناق أنوثة مختلفة في حياتهن وأعمالهنّ السورياليّة. لذا يطغى على المجموعة الجديدة طابع مرتبط بالطبيعة والتحوّل ومتناغم معهما، ويستحضر أيضاً إعادة التفسير لتمثال العرض المصغّر، الرمز الشاعريّ في قلب عالم التصاميم الراقية.
معرض متنقل
في صندوق سحريّ يجسّد 30 جادة «مونتان»، تنطلق مجموعة التصاميم الراقية في رحلتها العالمية. فهي تُعيد للأذهان رحلة السيد ديور الخاصة، وتذكّرنا بـ»تياتر دو لا مود»، المعرض المتنقّل للتصاميم التي صنعتها أنامل المصمّمين الفرنسيين تنقّل بين أوروبا وأميركا بعد الحرب مباشرةً.
مهارة الخياطين
كما لعبت مشاغل «ديور» Dior وخياطوها الماهرون دوراً بازراً في تلك المغامرة. ابتداءً من «الإطلالات النهارية» للتصاميم الراقية، مع بدلات مصنوعة من الأقمشة المخصّصة للرجال مع هندسة استثنائية، وابتكار تصاميم مصغّرة بمهارة متقنة. يكشف المعطف عن طبقات مكسّرة. وتذكرنا تقنية الـ»درابيه» بالتماثيل القديمة. ويعزّز الإشراق اللمسات اللونية الرمادية والذهبية الصفراء ويمنحها تألّقاً يسحر العقول.
دمية الأزياء
تحتفل الطيّات المصنوعة يدوياً التي تزيّن هذه التصاميم المصغّرة بجمال اللمسات الإبداعية، التي تشكّل جوهر التصاميم الراقية. بهذه الطريقة أعادت ديور إخبار قصة التصاميم الراقية الاستثنائية من خلال إعادة تجسيد جسد المرأة عبر دمية الأزياء الأحادية اللون.