قد تكون المعاناة من صعوبة التركيز على الأشياء القريبة، خاصة بالنسبة للأشخاص في الأربعينات والخمسينات من عمرهم، علامة رئيسية على الإصابة بطول النظر الشيخوخي. ويعد طول النظر الشيخوخي حالة تؤثر في كثير من الأشخاص، وتزداد سوءاً مع تقدمهم في العمر.
ويفسر الدكتور أفيناش جوربكساني، استشاري جراحة طب العيون لالتهاب القزحية وأمراض الشبكية وجراحة الساد في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، طول النظر الشيخوخي قائلاً: «عندما نكون في أعمار صغيرة، تكون العدسة البلورية، وهي الجزء المسؤول عن قدر كبير من تركيز قوة العينين، مرنة، مما يسمح للعضلات داخل العين بالتحكم فيها، وعندما تتحكم العضلات في العدسة، يحدث انعكاس يسمح للعدسة بتغيير سمكها، وبالتالي تضبط قوة العدسة بحيث يمكنها تركيز النظر على مسافات مختلفة».
عدم وضوح الرؤية
وأضاف: «لكن مع تقدمنا في العمر، تصبح العدسة أكثر صلابة وقساوة، وبالتالي، يصبح من الصعب على العضلات التعامل مع العدسة، عندما يحدث هذا الأمر، تفقد العين قدرتها على تركيز الضوء في شبكية العين بكفاءة. ونتيجة لذلك، تتعرض العين لصعوبة في التركيز، وهذا ما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية على مسافة قريبة».
وعلى الصعيد العالمي، يستمر انتشار طول النظر الشيخوخي في الازدياد، وفي الواقع ووفقاً لـ Jama Ophthalmology، فقد عانى حوالي 1.04 مليار شخص طول النظر الشيخوخي على مستوى العالم في عام 2015، وتوقع المعهد الوطني للعيون ارتفاع هذا الرقم إلى 1.37 مليار في هذا العام.
الحاجة إلى النظارات
لكن كيف يحدث طول النظر الشيخوخي؟ يقول الدكتور أفيناش جوربكساني: «يتطور طول النظر الشيخوخي بمرور الوقت، ومن أولى علامات هذه الحالة، الحاجة إلى وضع الأشياء بعيداً أو زيادة حجم الشاشات الرقمية لعرضها، في حين أن هذا قد يكون حلاً قصير المدى، فإن الحاجة إلى النظارات لأداء الأنشطة اليومية تصبح واضحة في النهاية». ويوضح: «تعمل العدسة الزجاجية كمكبر يمكن استخدامه للرؤية القريبة عندما يكون لدى المريض بعد نظر قوي. بدلاً من ذلك، يمكن إضافة العدسات المكبرة إلى نظارات تصحيح الرؤية البعيدة لتوفير تصحيح الرؤية المزدوجة».
نصائح جراحية
وعادة يتم تصحيح طول النظر الشيخوخي بالنظارات لفترة طويلة، ولكن أولئك الذين لا يرغبون في ارتداء النظارات، ينصح الدكتور أفيناش جوربكساني باختيار العلاجات الجراحية: إما (جراحة الرؤية الأحادية.. حيث تحقق هذه الجراحة والتي يتم إجراؤها عن طريق الليزر أو زراعة العدسات داخل العين نسبة نجاح عالية بشكل ملحوظ تبلغ 92.5٪ في تصحيح طول النظر الشيخوخي. وتعتمد التقنية على نظام المجهر، وهي تمثل قدرة الدماغ على معالجة الصور من كل عين على حدة لإنشاء صورة واحدة، لضبط رؤية المريض. وأثناء العملية، يضبط الجراح عيناً واحدة للرؤية عن بعد والعين الأخرى للرؤية القريبة. وعندما يتكيف النظام البصري للمريض مع هذا التغيير، تدمج العينان كلتا الصورتين معاً لتزويد المريض برؤية مصححة). أو عبر (العدسات متعددة البؤر داخل العين.. ووفق هذه الجراحة، تُزرع العدسات متعددة البؤر داخل العين بعد إزالة العدسة الطبيعية من خلال عملية جراحية تُعرف باسم تبادل العدسة الانكسارية. والعدسات متعددة البؤر داخل العين لها تدرجات مختلفة تسمح للمرضى برؤية بعيدة ومتوسطة وقريبة من دون نظارات، وهذا ما يتيح لهم استقلالية مذهلة عند القيادة أو استخدام الهاتف المحمول أو الكتب أو شاشة الكمبيوتر. وعادة ما يتم تنفيذ هذه العملية في كلتا العينين، ويمكن أيضاً زرع عدسات متعددة البؤر لدى مرضى الساد».
فحص شامل
يضيف الدكتور أفيناش جوربكساني: «في جميع الحالات، يعتمد خيار العلاج الذي يختاره المرضى على العمر وصحة العين الحالية والقوة البصرية، لذلك، ننصح كل مريض بالتشاور مع طبيب العيون لمعرفة الخيار الأمثل بالنسبة له».
ويختتم قائلاً: «أثناء الاستشارة، يجري الطبيب فحصاً شاملاً للعين لتحديد أي تحديات أو مخاطر قد تحدث أثناء الجراحة، وبالتالي يضمن للمريض أن يخضع لعملية جراحية هي الأفضل له».