فرضت جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» واقعاً جديداً، لمستقبل القطاع الصحي في دولة الإمارات التي وظفت الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات الرعاية الصحية.
وتأتي الروبوتات على رأس استخدامات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، حيث تم استقطاب وتوظيف أحدث الروبوتات في مجال العمليات الجراحية وفي أغلب التخصصات الطبية.
البداية من القلب
تعد جراحات القلب بالروبوت من أبرز استخدامات الروبوتات التي فتحت المجال لظهور تخصصات جديدة ولتطوير تقنيات الجراحات الروبوتية، فضلاً عن التحول إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية وإحداث تحول نوعي في خدمات الرعاية الصحية من خلال توفير أفضل الطرق العلاجية للمرضى وفق أحدث المعايير العالمية.
هبوط الرحم
وفي هذا السياق، نجح مؤخراً مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، بالتعاون والتنسيق مع فريق طبي من المستشفى، بإجراء ثلاث عمليات نوعية لهبوط الرحم بالروبوت الجراحي (دافنشي) كأول جهة صحية على مستوى الإمارات.
وقد أجرى الدكتور لبيب الرياشي المتخصص في جراحة الروبوت في أمراض النساء أول ثلاث عمليات جراحية لمرض هبوط الرحم، باستخدام الأذرع الروبوتية الموصولة مع كاميرا بصورة ثلاثية الأبعاد عن طريق فتحة بسيطة في منطقة البطن ومن دون آلام ومضاعفات مقارنة بالجراحة التقليدية وقد غادر المرضى المستشفى في غضون 24 ساعة. ويضاف هذا الإنجاز الطبي الجديد إلى سلسلة الإنجازات التي حققها برنامج جراحات الروبوت في مجال أمراض النساء، والتي تعتبر الجهة الأولى التي طبقت وطورت هذا البرنامج على مستوى الدولة، في إطار برنامج متكامل لترسيخ جراحات الروبوت في عدة تخصصات طبية. وفي الإجمال، تمكن القطاع الصحي في دولة الإمارات من إجراء 126 عملية جراحة روبوتية، إضافة إلى 130 استشارة سريرية في 6 تخصصات طبية خلال عامي 2019/2020.
تدريب الأطباء
بالإضافة إلى ذلك، هناك مساعٍ إلى تأسيس مركز لتدريب الأطباء المواطنين وتأهيلهم لاستخدام الروبوت بشكل آمن وتنويع استخدام الروبوت في جميع التخصصات في إطار استراتيجية متكاملة لترسيخ جراحات الروبوت ضمن رؤية مستقبلية لمواصلة الابتكار في مجال الجراحة الروبوتية في إجراء العمليات الدقيقة وتقليل الجروح والألم، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي كمنهج مستدام في خدمات الرعاية الصحية. ويأتي هذا النجاح الجديد ترسيخاً لإنجازات مكتب الأطباء الزائرين بتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة على صعيد العمليات الروبوتية، وتأكيداً لاستمرارية تطور برنامج الأطباء الزائرين بالاستناد إلى التجهيزات والتقنيات المتطورة، التي تحرص الإمارات على توظيفها لتقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للمرضى.