تدير هيئة البيئة في أبوظبي ست محميات بحرية، ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية تمثل 13.90% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة. وتضم هذه المحميات عدداً من أفضل وأهم الموائل البحرية في الإمارة، لما تحتويه من موائل غنية بالتنوع البيولوجي، من حيث عدد وكثافة الأنواع المحلية، إضافة إلى احتوائها على الكائنات المهددة بالانقراض على المستويين المحلي والعالمي.
مختبرات حية
وتحافظ هذه المحميات الطبيعية على النظم البيئية المهمة، والأنواع الموجودة فيها للاستخدامات المستدامة للجيل الحالي والأجيال القادمة، حيث تعمل كمختبرات حية لمراقبة صحة البيئة.
وتشمل المحميات البحرية في أبوظبي (محمية متـنـزه السعديات البحري الوطني) وهي موطن يتميز بوفرة الحياة البحرية مثل سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض التي تستخدم ساحل الجزيرة للتعشيش.
كما أن (محمية الياسات البحرية) تتميز بأهميتها البيئية، فضلاً عن أهميتها التاريخية والثقافية وجزر المحمية محاطة بالشعاب المرجانية، التي تعتبر موطناً مهماً للعديد من الكائنات البحرية، وبيئة مثالية لتكاثر وحضانة الأسماك.
أما (محمية متنزه القرم البحري الوطني) فتساعد على امتصاص وتحويل ثاني أكسيد الكربون أحد الغازات المسببة للتغير المناخي، ويوجد المتنزه بالمنطقة البحرية المتاخمة لكورنيش القرم الشرقي.
ملاذ آمن
تعتبر (محمية بو السياييف البحرية) منطقة مهمة للطيور المهاجرة والمقيمة، وتضم مجموعة من الموائل المناسبة لطيور النحام الكبير (الفنتير)، كما توفر ملاذاً آمناً للعديد من الأنواع البحرية التي تعيش بالأراضي الرطبة البحرية.
كما تشمل المحميات البحرية في أبوظبي أيضاً (محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي) التي تعتبر نموذجاً مثالياً للبيئة البحرية والساحلية بالدولة، وهي غنية بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية، كما تعتبر موطناً لأكبر ثاني تجمع لأبقار البحر في العالم. وبالنسبة لمحمية رأس غناضة البحرية، فهي تشكل تجمعات الشعاب المرجانية في المحمية قيمةً اقتصاديةً مهمة مباشرة وغير مباشرة حيث تساعد على حماية المنطقة الساحلية من الأعاصير، وتعتبر عنصراً مهماً للجذب السياحي.
تعداد الكائنات
على الجانب الآخر، حققت هيئة البيئة في أبوظبي، خلال السنوات الماضية العديد من الإنجازات في إدارة هذه المحميات، وتنفيذ برامج الصون والحماية للمناطق المحمية للمساهمة في الحفاظ على عناصر التنوع البيولوجي في أبوظبي، لضمان المساهمة الفعالة في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها. وأظهرت هذه الجهود نتائج إيجابية لعدد من الموائل والأنواع، حيث أسهمت في تحقيق الاستقرار في تعداد الكائنات المهمة، مثل: السلاحف البحرية وأبقار البحر، وسلامة البيئات مثل الشعاب المرجانية وأشجار القرم، فضلاً عن تعزيز مكانة الدولة على خريطة العمل البيئي العالمي.