في شهر أكتوبر من كل عام، تطلق حملات التوعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، هذه الآفة التي تزهق أرواح الآلاف حول العالم. تظهر الدراسات أن هناك واحدة من بين كل ثماني سيدات معرضة للإصابة بسرطان الثدي في فترة ما من حياتها. وكانت الدراسات قد ربطت سابقاً بين أمراض اللثة وارتفاع خطر الإصابة بكل من أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري، إلى جانب عدد كبير من أنواع السرطانات المختلفة، مثل سرطان الفم وحالات أخرى مهددة للحياة.
الدكتور ثامر ذيب استشاري طب الأسنان، يجيب عن العلاقة بين أمراض اللثة وسرطان الثدي، وطرق العلاج.
* ما أمراض اللثة؟
- هي أمراض لثوية تتراوح ما بين التهابات بسيطة في اللثة أو أمراض أكثر حدة في الأنسجة الداعمة والعظم المحيط بالأسنان وبالتالي فقدانها، أي الأسنان. أما عوامل الإصابة بأمراض اللثة فعديدة، منها: قلة التنظيف والوراثة والتدخين، إضافة إلى التغيرات الهرمونية لدى النساء وتناول بعض الأدوية.
أسباب مرتبطة
* ما الأسباب التي تربط أمراض اللثة بغيرها من الأمراض؟
- الأسباب ما زالت مجهولة وبحاجة إلى مزيد من الدراسة، لكن تفسير الصلة بين أمراض الأسنان والسرطان، يرجع إلى انتقال البكتيريا الموجودة في تجويف الفم، والتي تسبب ألم الأسنان واضطرابات اللثة، إلى أجهزة أخرى في الجسم، وذلك عن طريق اللعاب والدورة الدموية التي تؤثر في بعض أجزاء الجسم، فتنتج عنها آثار سلبية وتتطور إلى حدوث التهابات، وإضعاف جهاز المناعة، وخلق ظروف قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض السرطان.
* ما علاقة أمراض اللثة بسرطان الثدي تحديداً؟
- تعتبر النساء في مرحلة انقطاع الطمث، أي في سن اليأس، وتحديداً المصابات بأمراض اللثة Periodontal diseases، هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، حسب العديد من الدراسات، حيث ارتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي حوالي 14% لدى النساء المصابات بأمراض اللثة، وفي دراسة أخرى وجد أن النساء اللواتي يعانين أمراض اللثة، يرتفع احتمال إصابتهنّ بسرطان الثدي إلى ثلاثة أضعاف. لذا من المهم أن ندرك أنَّه لم يُثبَت حتى الآن أن أمراض اللثة هي المسبب لحدوث سرطان الثدي أو أي شكل آخر من أشكال المرض، لكن هذا الارتباط وارتفاع نسب الإصابة يفتح المجال للعديد من الدراسات المستجدة في هذا المجال.
عادات صحية
* كيف يمكن التخلص من أمراض اللثة؟
- عبر اتباع عادات صحيّة للفم، بالحرص على تنظيف الأسنان واللثة واستخدام الخيط السني، إضافة إلى التنظيف والكشف الدوري لدى طبيب الأسنان. في النهاية يجب التذكير بأن الكشف عن أمراض اللّثة باكراً هو الطريقة الأفضل لضمان المُعالجة الفعّالة وتجنب العديد من المشاكل الصحية.