أطلقت (فايزر) مؤخراً العديد من المبادرات لمساعدة المرضى الذين يعانون التهاب المفاصل الروماتيزمي في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، ضمن إطار فعاليات اليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يصادف يوم 12 أكتوبر سنوياً، وهو يوم للتوعية بالمرض أطلقته الرابطة الأوروبية لمكافحة الروماتيزم. وتضمنت مبادرات الشركة في هذا الصدد (منتدى الإلهام الرقمي 2020)، وناقش المنتدى أحدث التطورات والعلاجات المتوافرة لدعم المرضى الذين يعانون التهاب المفاصل الروماتيزمي، الذي يعد من الحالات الالتهابية المزمنة.
ويسبب المرض زيادة معدلات الوفيات وتكاليف الرعاية الصحية، حيث يتم تشخيص الإصابة لدى المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً وتلعب العوامل الوراثية والبيئية دوراً كبيراً في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض.
يجب أن يخضع المصابون بالتهاب المفاصل الرثوي لفحوصات للكشف عن الالتهابات المزمنة، التي تتضمن مرض السل الكامن، وفيروس التهاب الكبد الوبائي بي، وفيروس التهاب الكبد الوبائي سي، قبل بدء العلاج.
علاجات متوافرة
يقول الدكتور ياسر الدرشابي، نائب الرئيس والمدير الطبي لشركة فايزر في أفريقيا والشرق الأوسط: «يعتبر التهاب المفاصل الروماتيزمي من أكثر أمراض المفاصل والاضطرابات العضلية الهيكلية انتشاراً في المنطقة، حيث يسبب هذا المرض تورم المفاصل وآلاماً شديدة تعيق المرضى عن أداء مختلف مهامهم في حياتهم اليومية والعملية، إلا أننا نعمل على التوعية بهذا المرض والعلاجات المتوافرة حالياً. وجمعنا هذا العام 14 من أبرز الخبراء المتخصصين في الروماتيزم وأمراض المفاصل من مختلف أنحاء العالم، في المنتدى الذي حضره أكثر من 1000 مشارك في دورته الحالية، وأقيم عبر منصة رقمية تفاعلية شاملة، وركزنا في هذه الدورة على العروض التقديمية المتعلقة بالحالات السريرية للأمراض الروماتيزمية. كما ناقشنا أحدث التطورات والعلاجات المتاحة وخيارات التعامل مع أعراض المرض، وساهمنا في تزويد الحضور بأهم الأدوات والمعلومات التي تساعدهم على علاج مرضاهم بشكل يومي».
اثار عميقة
وقالت الدكتورة الشيماء عويلة، مستشارة لجنة الروماتيزم بمنظومة التأمين الصحي الشامل ودكتوراه الروماتيزم والمناعة الإكلينيكيه قصر العينى في مصر:«يعتبر الالتهاب استجابة حادة للحالات الخطيرة التي قد تصيب الجسم، إلا أن أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي، تدفع جهاز المناعة إلى مهاجمة أنسجة الجسم. ويعد التهاب المفاصل الروماتيزمي من الحالات التي تسبب آلاماً شديدة وإعاقات للمرضى، كما تترك آثاراً عميقة على حياتهم ويتوافر حالياً العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد على التعامل مع هذا المرض، وعلى المرضى ألا يكتفوا بالعلاجات البسيطة، لأن حالتهم ناجمة عن عوامل وراثية أو تقدمهم في السن».
تغلب على المرض
بينما قال الدكتور محمد علي المنصور، رئيس قسم الأمراض الروماتيزمية والاستشاري المختص في مدينة الملك فهد الطبية، بالمملكة العربية السعودية: «نحن ندعم رسالة هذه الحملة ونشجع المرضى على التواصل مع أطبائهم بأسرع وقت، نظراً لأهمية التشخيص المبكر في دعم المرضى، حيث يمكن للمرضى زيارة أطباء مختصين بالأمراض الروماتيزمية والحصول على العلاج في مراحل مبكرة، مما يتيح لهم أفضل الفرص لتحسين حالتهم والتغلب على المرض».
أدوية فعالة
ومن جهته قال الدكتور ياسر مصطفى علي، استشاري الأمراض الروماتيزمية في مستشفى مبارك الكبير بالكويت: «عادة ما يكون التصلب الذي يستمر لأكثر من ساعة بعد الاستيقاظ لدى المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي دليلاً على وجود الالتهابات، وقد تظهر عليهم أعراض أخرى، مثل الإرهاق المزمن وخسارة الوزن وفقر الدم. إلا أن الأدوية الجديدة المتوافرة، تثبت فعاليتها في التعامل مع أعراض هذا المرض، كما أن توافر الخيارات العلاجية التي تؤخذ عن طريق الفم، يسهم في زيادة التزام المرضى بالعلاج».
عبء كبير
وعلق الدكتور باسل المصري، رئيس الرابطة العربية لجمعيات الروماتيزم، والاستشاري الأول لأمراض الروماتيزم في مستشفى الأردن، قائلاً: «تسهم هذه المنتديات في التوعية حول أحدث العلاجات، ومشاركة أفضل الممارسات الطبية لما فيه خير المرضى في مختلف أنحاء العالم. إذ يشكل هذا المرض عبئاً كبيراً، يمكن التخفيف منه بالتعاون مع مجموعات المرضى في مجتمعاتنا، لنكون قادرين على منح المرضى وعائلاتهم فسحة أمل، نظراً لما يعانونه من صعوبات في التعامل مع هذا المرض المزمن، وخاصةً مع التطورات الأخيرة التي شهدتها علاجات الأمراض الروماتيزمية، مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي والتهاب المفاصل الصدفي والتهاب الفقرات التصلبي والتي تقدم نتائج أفضل للمرضى».