حققت حديقة الحيوانات بالعين، منذ إنشائها قبل 52 عاماً، جهوداً كبيرة في صون الحياة البرية وحماية الحيوانات ومنحها الحق في العيش بسلام وأمن، والحفاظ على الفصائل التي هددتها المدنية والممارسات البشرية الخاطئة، حتى أصبحت موطناً آمناً لحوالي 4000 حيوان من مختلف أنحاء العالم، 30% من أنواعها مهدد بالانقراض.
وتعد حديقة الحيوانات بالعين مركزاً ومرجعاً عالمياً لتطبيق أفضل الممارسات والمعايير، لرعاية الحيوانات المهددة بالانقراض والحياة البرية بشكل عام، وتعد داعماً قوياً لبرامج الحفظ من خلال المشاركة في 59 برنامج إكثار.
وكانت انطلاقة مسيرة الحديقة عام 1968، بحماية المها العربي والحبارى وتوالت الجهود في إكثار ورعاية فصائل نادرة ومهددة بالانقراض بشكل عالي الخطورة مثل غزال الداما وأبوعدس وقط الرمال العربي والنمر العربي ومها أبو حراب والطهر العربي، التي أوشك بعضها على الانقراض وانقرض بعضها الآخر من البرية بشكل نهائي نتيجة الممارسات البشرية مثل الاتجار غير المشروع والزحف العمراني والصيد الجائر.
ولا تقتصر حماية الحيوانات في حديقة الحيوانات بالعين على إكثارها النوعي ودراسة تنوعها الجيني ورعايتها فحسب؛ إنما تنتهج استراتيجيات وركائز متعددة مثل التثقيف والتوعية، والمبادرات البيئية، والتعليم الاستكشافي والتدريب البيطري، وتبنى الكوادر الشابة، والبرامج والجهود العالمية مثل شراكاتنا مع محمية ليوا في كينيا، وإقامة الفعاليات والمؤتمرات والمشاركات على المستويين المحلي والدولي، وتقديم خبراتها وتزويد الجهات المعنية والمتخصصة بمعلومات الحيوانات من خلال نظام إدارة معلومات الحيوانات زيمس البرنامج العالمي الأكبر المستخدم للحفاظ على معلومات الحيوانات حول العالم.
ولدى حديقة الحيوانات بالعين شراكات وعضويات عدة تقدم من خلالها كل إمكانياتها وجهودها التي تزيد على نصف قرن في صون الطبيعة منها الرابطتان العالمية والأوروبية لحدائق الحيوان والأحواض المائية، والاتحاد العالمي لصون الطبيعة - لجنة بقاء الأنواع IUCN-SSC، وهيئة البيئة - أبوظبي والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا ومحمية ليوا لصون الحياة البرية بكينيا وصندوق صحاري لصون الطبيعة بتشاد والمجموعة المتخصصة في التخطيط لبرامج صون الطبيعة وغيرها.
وفي أحدث تحدٍّ واجه العالم بانتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» استطاعت حديقة الحيوانات بالعين، أن تولي مكتسباتها اهتماماً خاصاً ببرامج واستراتيجيات تضمن حماية المجموعات الحيوانية والكادر الوظيفي على حد سواء، مما نتج عنه إشادات عالمية بجهود الحديقة في مجال صون الطبيعة خلال الجائحة، ومواصلة العمل واستمراريته بنجاح في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها العالم ونطاقات العمل المختلفة.