غيب الموت الفنان المصري، المنتصر بالله، عن عمر يناهز الـ 70 عاماً، وذلك داخل أحد المستشفيات بمدينة الإسكندرية.
حيث كان الفنان المصري يعاني طيلة السنوات الماضية من عدة أمراض، بدأت بالجلطة التي تعرض لها قبل 12 عاماً والتي سببت ابتعاده عن التمثيل، وعدم قدرته على تقديم سوى الأدوار البسيطة.
وكانت زوجته الفنانة المعتزلة عزيزة كساب، قد أكدت في ظهور إذاعي لها قبل وفاة زوجها بعدة أيام، أنها لا تلوم من لا يسألون عن زوجها وتقدر انشغالات الحياة التي تلهي الناس عنه، وأضافت: «لا يسأل عن المنتصر أحد سوى أكرم السعدني، نقيب الفنانين أشرف زكي، المخرج عمر عبد العزيز، وكانت الممثلات الراحلات نادية لطفي، شويكار ورجاء الجداوي، دائمات السؤال عليه وزيارته». وأشارت عزيزة إلى أنها كانت تخفي عن زوجها الأخبار السيئة التي تتعلق برحيل زملائه، مثل وفاة نادية وشويكار ورجاء، فضلاً عن وفاة فاروق الفيشاوي، وزادت: «كنت أحاول إخفاء الأخبار السيئة عنه بقدر ما أستطيع، في الشهور الأخيرة لم يكن يخرج من غرفته، وكان يقضي معظم الوقت نائماً أو مع حفيداته، وكان يسأل عن بعض زملائه مثل صلاح عبد الله وأحمد بدير وسمير غانم».

عمل لم يرَ النور
وفي أعقاب رحيل المنتصر بالله كشف السيناريست وليد يوسف عن آخر مشروع فني كان يحضر له الفنان الراحل، ونشر يوسف، في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورة جمعته بالمنتصر بالله من منزل الأخير، معلقاً: «الصورة دي في البيت عند مونتي (المنتصر بالله) كنت بعرفه على جزء من فريق عمل مسرحية أطفال كانت بطولته، وكان هيرجع بيها مرة تانية للشغل، في بروفات الترابيزة كان متألقاً كالعادة، وكان بيرمي إيفيهات مضحكة جدّاً وغير متوقعة.
عملنا 3 بروفات وكلمتني رانيا بنته طايرة من الفرح، والدكتور اللي بيتابع عند مونتي، قال لها إن الشغل عمل طفرة في حالته، وإن الجلطة اللي كانت مقعداه في البيت لسنين في طريقها للشفا وتحمسنا أكتر للمشروع، ومش عايز أقولكم فرحة كل الممثلين اللي في العرض وإحساسهم بالفخر للشغل معاه.. لكن للأسف مونتي جاله دور برد.. تعب شويه وأجلنا البروفات.. وزاد التعب ورجع مونتي للبيت تاني».

سبب تسميته
وأعادت وفاة الفنان المصري الراحل، المنتصر بالله، قصة تسميته بهذا الاسم إلى الواجهة، ذكرها هو بنفسه في لقاء سابق، مؤكداً أن عائلته المسيحية التي تنحدر من صعيد مصر، كانت لها عادات خاصة. وحينما رزق والده بابنه الأول سماه عزت، لكنه بعد عام واحد توفي، ثم رزق الأب بابن آخر سماه عزت، لكنه توفي بعد عامين، وهو ما حدث مع الثالث أيضاً، مما جعل والده يناجي ربه قائلاً: «هو أنا كل ما أجيب ولد تاخده.. انت بتحب ولادي للدرجة دي»، ووعد ربه بأنه في حال رزق بطفل جديد سيضع اسم الله في اسمه. فرزقه الله ولداً آخر، فأطلق عليه اسم «المعتز بالله» خاصة أنه كان يرغب في إطلاق اسم «عزت» على أحد أبنائه، وبعدها رزق بطفل آخر (هو الفنان المنتصر بالله) فشعر الأب بأن الله نصره، لذلك أطلق عليه اسم «المنتصر بالله». ليشير إلى أن والده بعدها رزق بـ«المحفوظ بالله» و«نعمة الله» و«المحفوظة بالله» و«إكرام الله»، ليداعب بعدها الحضور قائلاً: «الوحيد اللي مجاش هو أعوذ بالله».

أبرز مجايليه
المنتصر بالله فنان حاصل على ماجستير فنون مسرحية عام 1977، وكان ظهوره الأول مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح (جورج سيدهم، سمير غانم، الضيف أحمد) بداية السبعينات بعد تخرجه مباشرة، ليضع قدمه بثبات في الوسط الفني، ويتألق في تجسيد الشخصيات التي يقدمها، وخاصة إن كانت فكاهية، وعلى الرغم من أنه لم يحصل على البطولة المطلقة في أي أعماله، إلا أنه كان دائماً محوراً للأحداث، والشخصية المؤثرة.
تزوج الراحل من الفنانة عزيزة كساب التي اعتزلت الفن للتفرغ لرعاية بناتها الثلاث، أما عن أهم أعماله فهي كثيرة ومتنوعة، ما بين المسرح والسينما والدراما التلفزيونية ومن أهم أفلامه: (تجيبها كده تجيلك كده هي كده، أسوار المدابغ، التحدي، الحدق يفهم، الزمن الصعب، الشيطانة التي أحبتني، الطيب أفندي، الفضيحة، المعلمة سماح، المغنواتي، المواطن مصري، حارة الجوهري، يا تحب يا تقب، حنحب ونقب، شفاه غليظة، ضد الحكومة، فقراء ولكن سعداء، محامي تحت التمرين، ممنوع للطلبة، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، يا ما أنت كريم يا رب).
وفِي المسرح الذي كان سبباً رئيسياً في شهرته قدم المنتصر بالله: (استجواب، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جداً، شارع محمد علي، علشان خاطر عيونك، مطلوب على وجه السرعة، العالمة باشا وفِي التلفزيون قدم: مسلسلات بدارة ، أنا وأنت وبابا في المشمش، حكايات بناتي، اجري اجري، راجل وست ستات، حقاً إنها عائلة سعيدة جداً، شارع المواردي، لن أمشي طريق الأمس، الصحيح ما يطيح، أبناء ولكن، أيام المنيرة، أرابيسك، الشراغيش، آن الأوان، ماكو فكة، عيون، الدنيا لما تلف).