لم يهنأ خالد صالح، الفنان الفريد في أدواره، بالشهرة والنجومية التي حققها في آخر سنوات حياته، فالفنان الذي تصادف ذكرى رحيله السادسة اليوم الجمعة 25 سبتمبر، كان كومبارساً مهمشاً في بداية مشواره الفني، حتى أنه دشن مصنعاً للحلويات الشرقية مع شقيقه يئساً من الحالة الفنية التي كان يعيشها.
لكن ظهور خريج كلية الحقوق، وسائق التاكسي، بعد 15 عاماً من المحاولات، كـ(سنيد) للبطل أحمد حلمي في فيلم (ميدو مشاكل)، ألقى الضوء على موهبته الفنية الفريدة، وهو الذي اختص بأدوار الشر والجبروت، فصار ملازماً لأحمد السقا في أفلامه: (ابن القنصل، حرب ايطاليا، تيتو، الجزيرة)، ليقدم نفسه أيضاً نجماً في أفلام صنعت اسمه وروجت لموهبته، أبرزها (هي فوضى) مع الراحل يوسف شاهين، و(الريس عمر حرب) مع هاني سلامة، وظهوره المؤثر في (عمارة يعقوبيان) مع عادل إمام.
لم يبالغ نقاد الفن في مصر، عندما رأوا في خالد صالح امتدادا لجيل العمالقة من الممثلين، الذين برعوا في أداء الأدوار المعقدة، مثل زكي رستم، ومحمود المليجي، مستشهدين بقدرته العالية في التشخيص، والذي يصل إلى حد الاندماج الكامل في الدور الذي يؤديه، فضلا عن أدائه الذي تميز بالصدق وعدم الانفعال، وهو ما أدى إلى اتساع شعبيته التي امتدت إلى العالم العربي.
خالد صالح، الذي طوى حضوره الموت، كان مريضاً بالقلب قبل 20 عاماً من وفاته، وحضوره الفني الأخير درامياً في مسلسل «حلاوة الروح»، تابع فيه سكته الخاصة كممثل فريد في الدراما المصرية، عبر مسلسلات خلدت فنه، مثل: (فرعون، تاجر السعادة، الريان، محمود المصري، بعد الفراق، وسلطان الغرام)، فقد تركت كل الشخصيات التي قدمها أثراً في ذاكرة الجمهور، لكنه استسلم لوجع قلبه وخلع رداء المشخصاتي.. ورحل.