بصوتها الذي يحمل الدهشة والسحر والمفاجأة، تسجل مغنية السوبرانو السعودية سوسن البهيتي حضوراً باهراً في فضاء الألحان، كحالة خاصة وفريدة على مدارج الفن الأوبرالي، إذ تأخذ جمهورها بحب، في رحلة متعة روحية إلى عالم من الخيال والرؤئ الجمالية، وتكتب اسمها كأول مغنية سعودية تمارس هذا الفن الجميل.. في حوارها مع «زهرة الخليج» تتحدث سوسن عن تجربتها. ونسألها:
• ماهي أهم المحطات في مسيرة حياتك؟
- نقطة التحول في حياتي كانت عندما قررت ترك مجال التسويق والتوجه إلى المجال الفني الأوبرالي.
* هل كان للجو الأسري تأثير على توجهاتك الفنية؟
- بالطبع للجو الأسري الذي نشأت فيه تأثير على تذوقي الفني، حيث إن والداي من محبي الموسيقى الكلاسيكية بشكل عام، وكان من المهم أن يغرسا في أبنائهم حب الموسيقى الكلاسيكية، لما لها من تأثير إيجابي على تهذيب النفس وتحفيز الإبداع عند الإنسان.
• أي آفاق الإلهام التي جعلت تجربتك قوية الإيقاع ونضرة الرؤية؟
- حين اكتشفت موهبة الأوبرا في صوتي، لم يكن هناك أي بصيص ضوء في الأفق يعطيني الأمل أن أكون فنانة أوبرا محترفة في وطني، لكن شيئا ما بداخلي، أعتبره روح الأمل والتحدي، ظل معي يحليني بالصبر أن أحافظ على هذه الموهبة وأثابر على صقلها باستمرار.
• ومتى تحقق الحلم؟
- ذات يوم في عام 2018 وجدت نفسي في فرصة ذهبية، بأن أكون من مؤسسي مجال الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا في ظل رؤية المملكة 2030، فلم أتخيل يوماً أن تكون هذه هي المسيرة، وإن كنت خططت لها طيلة السنين الماضية، فلن تكون تجربتي وفرصتي بهذه الأهمية والقيمة الكبيرة. فنصيحتي دائماً هي التوكل على الله والتحلي باليقين، لكن علينا ألا نندفع ونتحلى بالصبر.
• كيف ساعدتك موهبتك على اكتشاف ذاتك؟
- قبل اكتشاف موهبة الأوبرا كنت أحب الموسيقى والغناء بشكل عام لكن كنت متخبطة بين الألوان الموسيقية العديدة، وذلك كان انعكاساً لحال ذاتي وأفكاري في تلك الفترة. لكن بلا شك بعد اكتشاف الموهبة، وبالأخص بعد اتخاذ القرار للسير في هذه المسيرة الفنية، تطورت شخصيتي ونضجت أفكاري وتهذبت ذاتي.
• هل استطعت أن تلمسي نوعا من الوعي الأوبرالي لدى المستمع العربي عامة والسعودي خاصة؟
- لفن الأوبرا حضور لدى الجمهور السعودي والمستمع العربي، فقد انبهرت بردود الفعل، معظمهم كان يستمع لأداء أوبرالي حي أول مرة، وكانت ردة الفعل إيجابية وفيها انبهار. يمكنني أن أجزم أن هناك بوادر القبول لهذا الفن لدى الجمهور، ومهمتي أن أقدمه بحلة جديدة تمكن المستمع العربي والسعودي من إدراكها والاستمتاع بها.
• هل يطربك غناؤك؟
- طبعاً من أهم الأسباب التي دفعتني للاستمرار في هذا المجال الفني، هو استمتاعي باللحظة أثناء غنائي الأوبرالي. أشعر وكأني في عالم آخر مليء بالورود والنور والسعادة. ورهبة المسرح والخوف من مواجهة الجمهور، يزول مع لحظة الاستمتاع بالغناء والموسيقى.