صفاء علي رضا: التدريب سر الاحتراف

عززت خبيرة التجميــــل السعودية الشابة صفاء علي رضا شغفها في عالم المكياج، بدراسة واحتراف فنون المكياج السينمائي والمؤثرات الخاصة في لندن. ومنذ تسع سنوات تضع هذه الماكييرة المتمرسة لمساتها المبدعة على وجوه العارضات، سواء في جلسات تصوير الأزياء، أو على وجوه سيدات المجتمع السعودي وشاباته. وترى أنها تعبر عن نفسها من خلال المكياج وهو نوع من أنواع العلاج النفسي بالنسبة إليها. تبين في حوارها مع «زهرة الخليج» المزيد عن أسرار تميزها ونجاحها ونصائحها في عالم التجميل. 

• كيف اكتشفتِ حبك لعالم المكياج؟ أخبرينا عن البدايات؟

- كانت شقيقتي ترتب عبوات أحمر الشفاه على تسريحتها، وكانت أغطية الروج سوداء دائماً من الخارج في بداية التسعينات. فاللون كان مفاجأة وهذا ما كان يجذبني وكنت أفتح كل عبوة وأجرب الألوان كلها على نفسي. بشكل عام شقيقتي هي من لفتت نظري لعالم المكياج والأزياء من منطلق حبها للأزياء أيضاً.

مدارس مكياج

• ما فنون المكياج التي درستها؟

درست في لندن في مدرسة جلاوكا روسي Glauca Rossi School of Make Up، للتدريب وتخريج خبيرات تجميل في مجال الأزياء. كانت جلاوكا تعمل طول حياتها مع Vogue Italy في مجال الأزياء، وافتتحت مدرسة من المدارس الرائدة بلندن في مجال المكياج. درست أيضاً في كلية الأزياء في لندنLCF، فالتحقت بدورات في المكياج السينمائي والمؤثرات الخاصة FX، وأصول المكياج عبر العصور وكوتور وكاتواك Catwalk and Couture Makeup.

• متى احترفت المكياج بشكل نهائي؟

- حصلت على شهادتي من جلاوكا روسي في سنة 2011، ومنذ 9 سنوات إلى اليوم أعمل بشغف في مجالي، لكن لا يمكنني أن أحدد للاحتراف وقتاً، فمهنتي تتعلق بالتجديد، يجب تطوير الذات باستمرار للوصول للاحتراف، والسر الوحيد للاحتراف هو التدريب.

مهدئ للأعصاب

• نلاحظ أنك ترسمين الوجوه وتنحتيها ولست مجرد خبيرة تجميل عادية، لماذا اخترت هذا المنحى؟

- أستطيع فيها التعبير عن نفسي، فهي نوع من أنواع العلاج النفسي، شبيهة بما يحدثه فن الرسم من تهدئة للأعصاب. كما أن نوعية عملي وتواصلي مع الناس تسمح لي بأن أكون على طبيعتي، أعمل من قلبي وأحب خدمة الناس. 

• هل تعتبرين أن مشاركتك في تجميل العارضات في جلسات التصوير سواء للمجلات أو الحملات الإعلانية يتيح لك مساحات إبداعية وابتكارية أوسع؟

- بالتأكيد، يتيح الاشتراك في أي عمل فرصاً للفنان أن يحقق كثيراً مما في مخيلته ويبدع فيه. من منطلق خبرتي في هذا المجال، فإن أي نوع عمل يعود على الشخص بطريقة ممكن أن يستفيد منها في المستقبل بأي درجة سواء صغيرة كانت أو كبيرة. وجلسات التصوير تخلق فرص التعرف على العديد من الناس في مجالات مختلفة والتعامل معهم في المستقبل، فأي اشتراك في أي وقت يقوي ويشكّل المسار المهني للفنان.

أسئلة شائعة

• ما الأسئلة الشائعة التي تطرح عليك من قبل النساء فيما يتعلق بتطبيق المكياج؟

- من أكثر الأسئلة الشائعة هي طريقة الكونتور للأنف، طريقة وضع الكونسيلر، درجة لون الكونسيلر المناسبة للون البشرة والبيكينج (وضع البودرة بشكل كثيف في منطقة تحت العين). لكنني لا أحب البيكينج أبداً، لأنه يبرز التجاعيد ولا يحتاجه كل وجه، فلكل وجه طريقته طبعاً.

• ما هي مقومات مكياج ناجح يدوم طويلاً؟

- يجب أن تتأكدي من تجهيز البشرة لاستقبال المكياج، واستعمال البرايمر المناسب لنوع البشرة كي لا تدهّن. خفة اليد في وضع المكياج، لأن الضغط بقوة والمسح بدل التربيت يؤديان إلى تحريك اللون أو الأساس من مكانه، ويبدو شكل المكياج مبقعاً وغير خالٍ من الشوائب. رش مثبت المكياج في البداية قبل البدء، وفي المنتصف بعد دمج الأساس والمنتجات الكريمية الملمس، وفي النهاية بعد الانتهاء. فهكذا يتم حبس الطبقات ولا يتحرك المكياج.

• ما النصائح الأساسية التي يمكنك توجيهها للنساء في ما يتعلق بالمكياج؟

- اتباع مبدأ المكياج القليل هو الكثير less is more، وفي رأيي هو الذي يعطي الإطلالة رونقاً. تنظيف فرش المكياج أولاً بأول لأن البكتيريا تتجمع عليها، وتؤدي لظهور البثور على البشرة، فيما لو استخدمت في اليوم التالي بدون غسلها وتعقيمها. لا تشتروا الكثير من مستحضرات التجميل، تعلّموا بالقليل الذي تملكونه وممكن أن تجدوا عدة استعمالات للمستحضر الواحد.

• من منطلق تجربتك، ماذا تنصحين الشابات السعوديات الموهوبات ممن يرغبن بشق طريقهن في هذا المجال؟

- أتمنى أن أرى عدداً أكبر من النساء يتخصصن في أنواع ومجالات المكياج المتعددة. ثمة مواهب خيالية في بلادنا، أنصحهن أن يكافحن في سبيل تحقيق أحلامهن، وتخطي الصعوبات والتدرب الدائم على تطبيق المكياج الذي يمنحهن الثقة في النفس ويكسبهن النجاح مع الوقت، فالتدريب سر الاحتراف الوحيد.