يبدو أن ظاهرة توارث الفن باتت موضة، فإبن المغني إذا كان يمتلك صوتاً خاصاً سرعان ما يمضي إلى عالم الفن والغناء، وإبن الممثل يجد الطريق ممهداً له، وهكذا يرث الأبناء عن آبائهم شغف الفن ويحلقون في هذا العالم متكئين على أكتاف ذويهم، هكذا فعل إنريكي إغلاسيس إبن الفنان الإسباني خوليو إغلاسيس، وماتيو بوتشيلي إبن المغني الأوبرالي العالمي أندريا بوتشيلي.
وفي عالمنا العربي، نسمع عن بداية طريق عبد الرحمن عبده، إبن فنان العرب محمد عبده، يخطو نحو الغناء، وهو ما يطرح سؤال، هل بيت الفن يؤسس لفنانين، وإلى أي درجة يشكل حالة إغراء للأبناء، رغم أنه طريق صعب وغير مفروش بالورد؟.
مجد الآباء
انتشر قبل فترة على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لإبن فنان العرب يغني فيه بصوت شجي وأداء عال وهو يعزف على البيانو ويردد أغنية والده:
"من رماد المصابيح
اللي انطفت في الريح
جيتك أنا وقلبي
ومن سهاد المواويل
وباقي قصيد الليل
جيتك قمر دربي
من رماد المصابيح
اللي انطفت في الريح
جيتك أنا وقلبي
ومن سهاد المواويل
وباقي قصيد الليل
جيتك قمر دربي"،
-
— One Production (@OneProduction_) August 28, 2020
Welcome @abdulrhmanmabdu
to One Production Family ❤️🎶 pic.twitter.com/LJivL99J5G
وانتشر بعد ذلك مطلع أغنية جديدة باللغة العربية الفصحى، تشير إلى دخول عبد الرحمن عبده عالم الفن، من خلال شركة إنتاج خاصة، وهذا تأكيد على أن الأبناء ينطلقون أولاً من محبة الفن، ومن رصيد آبائهم في عالم الشهرة والنجومية، الآباء جاؤوا من الصعوبة، ولم يصلوا بالسهل، فهل سينجح هؤلاء، بل هل سيكونون منافسين لآبائهم، أم انهم سيعيشون من مجد آبائهم، ولن يستطيعوا تجاوز التجربة؟.
عبدالرحمن وبدر
- وقبل هذا تابع جمهور السوشيال ميديا، فيديو ظهر فيه بدر محمد عبده يعزف على العود ويغني، وكان عبدالرحمن يصدح ويتسلطن على طريقة والده بأغنية "لو سمحت المعذرة" وهي للشاعر الغنائي إبراهيم خفاجي، ومن ألحان طارق عبدالحكيم، وكانهما عادا إلى بدايات والدهما في عالم الغناء، إذ ظهر صوت عبدالرحمن، شبيهاً لصوت والده لاسيما في البدايات صوت رومانسي وحالم.
وهناك من يؤكد أن عبدالرحمن يمتلك موهبة التلحين أيضاً، وهذا جاء من البيت ومن التعلم وتطوير المهارات الموسيقية، وكذلك نجل محمد عبده الثاني بدر، الذي يمتلك حساسية خاصة بغناء اللون الشعبي مثل غناء السامريات.
"الأخوان رحباني"
كل شيء مفتوح على الإحتمالات، والمهم أن العائلة الفنية تؤثر بشكل كبير في إطلاق من تجده موهوباً من أبنائها، من هؤلاء من الجيل السابق، زياد الرحباني، ابن عاصي وفيروز، وأبناء كلّ من الياس ومنصور الرحباني، الذين أثروا بشكل كبير على مسيرة أبنائهم من بعدهم، (أسامة وغسان ومروان)، وأيضاً لا ننسى ماجدة الرومي، ابنة الموسيقار حليم الرومي، التي حلقت في سماء الفن.
"فرخ الوز عوام"
بالتأكيد هذا يضيف إلى رصيد الأبناء اهتمام الناس بهم، ولكن الفن لمن يملك الموهبة والرغبة ويعرف جمال الطريق وصعوباته، لهذا يكرر الناس المثل الشعبي: "فرخ الوز عوام"، واليوم نجد، الفنان اللبناني عاصي الحلاني الذي وقف إلى جانب ابنه الوليد وابنته ماريتا، وغنى معهما وكأنه يقول لهما الضوء جميل والصوت والأغنية تعنيان المكان والوطن والأم وكل شيء.