المرأة شريك في حفظ الأمن
تشارك المرأة الإماراتية في حفظ الأمن والاستقرار في ربوع دولة الإمارات، فمنذ بداية قيام الاتحاد انخرطت ابنة الإمارات في سلك الشرطة، وتجدها متأهبة عندما يتطلب الواجب الأمني وجود العنصر النسائي، لتؤدي العديد من المهام الأمنية بكفاءة عالية. التقت «زهرة الخليج» بمجموعة من حارسات الوطن في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، اللاتي تحدثن عن تجربتهن في مجال العمل الشرطي، وما أضاف إليهن من خبرة عملية كبيرة، وكان إنجازاً حضارياً رائعاً أسهم في بناء الإمارات الحديثة.
الخدمات الطبية
توضح المقدم ثريا علي الهاشمي، مدير إدارة الخدمات الطبية بشرطة أبوظبي، أن بداية عملها كان اختصاصية تحاليل طبية بإدارة الخدمات الطبية بشرطة أبوظبي، ثم تدرجت في المناصب القيادية من مسؤول وحدة إلى مدير إدارة خلال 20 عاماً. وأشارت إلى أنها اكتسبت المهارات والخبرات من خلال عملها وترؤسها العديد من المشاريع الريادية ذات الصلة بالاختصاصات الفنية، وتقول: «وجدت المرأة الدعم الكامل من القيادة الرشيدة، ما أسهم في تمكينها بشتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتعزيز مكانتها في المجتمع، وهي قادرة على إدارة التحدياتِ وتجنب العقبات وتحقيق الإنجازات، التي تنعكس على أسرتها ووطنها، والذي عزز من مكانتها لتسهم بدور رائد في تطوير العمل وتقديم أفضل الخدمات الشرطية».
الدعم الاجتماعي
تقول النقيب جميعة خميس اليماحي، رئيس قسم شؤون حقوق الانسان بمديرية الشؤون القانونية بشرطة أبوظبي، إن مسيرتها العملية تمتد إلى 12 عاماً بداية من عملها اختصاصية اجتماعية بمركز الدعم الاجتماعي، في مجالات حل الخلافات والقضايا التي لا تستدعي تدخلاً قانونياً، حيث حصلت على العديد من شهادات التكريم والتميز الوظيفي في العمل الشرطي، ومن ثم انتقلت لمكتب شؤون حقوق الانسان بعد أن تم استحداثه بشرطة ابوظبي في 2017. وأكدت أن سبب الانتساب لشرطة أبوظبي، نتيجة لحبها للعمل الشرطي لما له من أهمية في حماية المجتمع. وتضيف: «دوري في المجتمع يركز على نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعريف الجمهور بحقوقهم الإنسانية وواجباتهم، من خلال الملتقيات والمبادرات والمطبوعات التثقيفية بلغات مختلفة».
زايد ملهمنا
تؤكد النقيب فاطمة خليفة جمعة الكعبي، مدير فرع التدريب بمكتب مدير قطاع العمليات المركزية في شرطة أبوظبي، أنها حققت حلم الطفولة بالانتساب للعمل في الشرطة، انطلاقا من حبها للتحدي والإصرار والذي مثل لها دافعاً ومحفزاً للالتحاق بالعمل الشرطي، مشيدة بدعم ورعاية القيادة الرشيدة ودور أسرتها الرائد، وإيمانها بتحقيق أهدافها حيث كانت وماتزال شرطة أبوظبي من الجهات المهمة التي عملت على تمكين المرأة. وبينت فاطمة، أن شخصية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، هي الملهمة والقدوة في العطاء والتفاني لأجل الوطن وكانت لكلماته الاثر الكبير عليها.
وتضيف الكعبي: «بلادنا حافلة بقصص نجاحات وتضحيات للمرأة الاماراتية بشكل عام وفي العمل الشرطي بشكل خاص، فحظيت بكل الدعم الذي مكنها من الإسهام في العمل وتقديم أفضل الخدمات الشرطية وقد أصبحت الشرطة النسائية الإماراتية نموذجا مشرفا لريادة المرأة على محلياً وإقليميا ودوليا».
وتوضح دورها في خدمة المجتمع من خلال الأعمال التطوعية التي قامت بها من خلال عملها ومجهوداتها في تعزيز حقوق الإنسان في السلك الشرطي بشكل خاص وبالمجتمع بشكل عام، حيث تخصصت في مجال حقوق الإنسان نتيجة لميولها الشخصية وحبها في صنع السلام في المجتمع بالحصول على شهادة الماجستير في حقوق الإنسان وشهادة مهنية في المجال ذاته. وتؤكد اعتزازها لكونها سفيرة للسعادة ومسؤولة عن الشرطة النسائية بالقطاع، حيث حصلت على العديد من الجوائز، والأوسمة والنياشين، ومايزيد على 34 شهادة شكر وتقدير داخلية وخارجية.
رعاية المرأة
تشير النقيب مريم علي عبيد الزعابي من مديرية الطوارئ والسلامة العامة، إدارة الإسعاف والمبتعثة حاليا للدراسة في استراليا، إن دولة الإمارات أولت المرأة الاهتمام والرعاية والدعم في مختلف المجالات، وعملت على دمجها في عملية التنمية، ما أدى إلى تحقيقها إنجازات متعددة في المجالات المختلفة. وأوضحت أن عملها ضابط مسعف متقدم، وفر لها الفرصة للتميز في خدمة الوطن والتعامل مع الحالات الطارئة، والاسهام في تقليل المضاعفات والحد من خطورة الإصابات أو الحالات المرضية، والعمل على تحقيق هدف تقليل زمن الاستجابة، إلى جانب الإسهام في توعية المجتمع بأهمية الإسعافات الأولية وطريقة الاتصال بالعمليات والتبليغ عن الحالات وأهمية التصرف الصحيح. وتضيف: «تم تدريبي على امتلاك الخبرات والمهارات المتميزة في المجال الإسعافي، التي تقوم بتوظيفها في أماكن وميادين العمل المختلفة الإدارية والميدانية والتخطيط الاستراتيجي، مما ساهم في الحرص على تمثيل الهوية الوطنية في جميع المشاركات والمحافل، عبر المحافظة على القيم والعادات والهوية الوطنية في التسامح والاحترام داخل الدولة وخارجها خلال الفعاليات والمهام الرسمية والدراسة».
العطاء والتميز
تبين المدني رقية عبده شايف، مدير فرع التنسيق المجتمعي في قسم التأهيل والإصلاح في إدارة رعاية الأحداث بمديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية في قطاع أمن المجتمع بشرطة أبوظبي، أن انضمامها للشرطة برغبة كبيرة للعطاء والتميز وإثبات جدارة المرأة في العمل الشرطي. وتشيد رقية بالدعم الكبير من القيادة الرشيدة، موضحة: «فتحت القيادة الرشيدة الأبواب للمرأة الإماراتية لتثبت جدارتها في مختلف ميادين العمل خصوصا بالمجالات الشرطية والأمنية، ومنحها مناصب عليا تقديراً لجهودها وتحملها للمسؤوليات وقدرتها على المشاركة في مسيرة الخير والتطوير في الدولة». وأوضحت أن طبيعة عملها تركز على التنسيق والتواصل مع الجهات المجتمعية، لعمل البرامج والفعاليات للأحداث في الإدارة والمساهمة في تطوير العمل بمختلف الجوانب التأهيلية لخدمة الحدث والإسهام في الحد من الجريمة. وتؤكد رقية اهتمام الإدارة بتقديم أفضل البرامج للأحداث بالتعاون مع الشركاء والجهات المجتمعية التي تخدم العملية العلاجية والتأهيلية للحدث، مما يسهم في إعادة الحدث ودمجه في المجتمع.