مع تقدم التكنولوجيا، يقضي الأشخاص المزيد من الوقت أمام الشاشات. وبناءً على دراسة أجرتها Hootsuite في عام 2019، فإن سكان دولة الإمارات يقضون معدلاً قدره 4 ساعات أمام الشاشة يومياً. في هذا التقرير تضئ الدكتورة لويزا إم. ساستري، الأخصائية في طب العيون وعلاج الشبكية في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون على هذا الموضوع من خلال المعلومات التالية:
تغيرت ظروف العمل والمدرسة والحياة الاجتماعية بالكامل إلى الإنترنت خلال هذا العام حيث أصبح على كثير من الأشخاص العمل من المنزل أو التعلم عبر الإنترنت. ويمكن أن يسبب قضاء وقت طويل أمام الشاشة في إجهاد العين الرقمي، والذي يتضمن مجموعة من المشاكل المرتبطة بالعين والرؤية والتي تنجم عن مشاهدة الشاشة الرقمية لفترات طويلة.
تأثير طويل
يؤثر إجهاد العين المرتبط بالأجهزة الرقمية على الأشخاص من جميع الأعمار. وإذا كان الشخص يمضي ساعات طويلة يومياً في استخدام الأجهزة الرقمية، فقد يلاحظ أن الرؤية تصبح مشوشة، وستشعر العين بالحكة والتعب. كما أن العين قد تصبح جافة ومدمعة. وباعتبار أنه من غير الممكن أن نتجنب الاعتماد على التقنيات الرقمية في الوقت الحالي، فإن فهم الأعراض والتدابير الوقائية لإجهاد العين الرقمي يمكن أن يساعد المرضى في الحد من احتمالية الإصابة بالأمراض ذات الصلة.
أعراض متلازمة
هناك مجموعتان من الأعراض المرتبطة بمتلازمة النظر للكمبيوتر، ومنها التي ترتبط بانخفاض رمشات العين وجفاف العينين، وأخرى مرتبطة بتركيز العدسة. إذ يمكن أن يؤدي انخفاض رمشات العين وجفاف العين إلى التهيج، والإحساس بالحرقة، وإجهاد العين، والعين المتعبة، وحساسية الضوء، وتلك المرتبطة بالتركيز، تشمل عدم وضوح الرؤية على المسافات القريبة والبعيدة والصداع بعد استخدام الجهاز الرقمي. ويمكن أن تحدث هذه الأعراض بسبب ضعف الإضاءة والوهج ومسافات المشاهدة غير الصحيحة.
فحص شامل
يمكن تشخيص متلازمة النظر للكمبيوتر من خلال فحص شامل للعين. قد يتضمن الاختبار، إلى جانب التركيز على المتطلبات البصرية للمسافة عن الكمبيوتر أو الجهاز الرقمي، تقييمًا لتاريخ المريض، وحدّة البصر، واختبار الانكسار لتأكيد قوة العدسة الصحيحة اللازمة للتعويض عن أي أخطاء انكسارية.
علاج الإجهاد
بينما تتنوع حلول مشاكل الرؤية المتعلقة بمشاهدة الشاشات الرقمية، يمكن عادةً التخفيف من حدتها بالحصول على رعاية منتظمة للعين وإجراء تغييرات في كيفية المشاهدة ومقدار الوقت الذي تشاهد فيه الشاشة. وفي بعض الحالات، قد يستفيد الأفراد الذين لا يحتاجون إلى استخدام النظارات في الأنشطة اليومية الأخرى، من النظارات الموصوفة خصيصا لاستخدام الكمبيوتر، وقد يحتاج الأشخاص الذين يرتدون نظارات بالفعل إلى وصفة طبية دقيقة للتعويض عن مضاعفات الشاشة الرقمية. في هذه الحالات، ننصح المرضى باستخدام عدسة متخصصة يمكن أن تساعد في زيادة القدرات البصرية والراحة أثناء استخدام التكنولوجيا.
رطوبة العين
الحفاظ على رطوبة العين وانتعاشها، أمر ضروري أيضاً لتخفيف وتقليل تطور متلازمة النظر للكمبيوتر. يمكن أن تساعد زيادة عدد المرات رمش العين (طريقة العين في الحصول على الرطوبة التي تحتاجها على سطحها)، واستخدام الدموع الاصطناعية وجهاز الترطيب في الحفاظ على ترطيب مثالي للعينين. بالإضافة إلى ذلك، عند مشاهدة الشاشات، قد يكون من المفيد ضبط السطوع والتباين لإعداد مريح وتقليل الوهج والجلوس بعيدا عن الكمبيوتر بمسافة ذراع.
وعلى مرضى إجهاد العين الرقمي، اتباع قاعدة 20-20-20، التي تنصح المرضى بأخذ استراحة مدتها 20 ثانية لمشاهدة شيء على بعد 20 قدماً، كل 20 دقيقة عند استخدام شاشة رقمية.