يعرف جمهور الغناء الخليجي جيداً صوت المطربة السعودية الراحلة عتاب (30 ديسمبر 1947 – 19 أغسطس 2007)، فطروف عبد الخير آدم هوساوي الشهيرة بعتاب، ومعها ابتسام لطفي وتوحه، هن من أوائل المطربات السعوديات اللاتي ظهرن في الساحة الفنية الخليجية، غير أن عتاب وصل حس صوتها لأرجاء العالم العربي أكثر، بسبب أغانيها التي لاقت استحسان الجمهور، وأشهرها: (جاني الأسمر، بشروني عني، أسمر وعيونه وسيعه، صدفه تلاقينا، من فينا يا هل ترى، الله حسيبك)، عدا عن إعادة تقديم أشهر أغاني مكتشفها فنياً، خالد الذكر الفنان طلال مداح. 

حكايتها الأولى
لم يدعم الموسيقار الراحل طلال مداح، الطفلة عتاب (13 عاماً) من فراغ، فصوتها كان يبشر بقدرات غير عادية، فتبناها فنياً وساعدها كي تسجل مجموعة من الأغنيات الأولى التي عرفت الجمهور على صوتها. عتاب الشابة لاحقاً، أصبحت بعد 10 سنوات من لقائها الأول مع طلال مداح، من أشهر مغنيات الأفراح والمناسبات الاجتماعية طيلة فترة السبعينيات في السعودية، إلا أنها استمعت لصوت قلبها، وقررت الرضوخ لنصائح كبار الفنانين والموسيقيين، والتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة، للاستفادة من المناخ الفني هناك وتطور استديوهات التسجيل، كخطوة أولى في طريق احترافها الغناء بشكل فعلي.

دعم عبد الحليم
غادرت عتاب السعودية إلى القاهرة عام 1980، برفقة زوجها المصري محب فاروق، مرتكزة على نجاح بعض أغانيها، فضلاً عن دعم المطرب الراحل عبد الحليم حافظ لها، في الحفل الذي شاركته الغناء فيه، إذ قدمها للجمهور المصري باعتبارها صوتاً عربياً أصيلاً، وهناك افتتحت في شارع الهرم الشهير مركزاً فنياً باسمها كانت تغني فيه، حتى كانت أغنيتها ذائعة الصيت (جاني الأسمر جاني) من كلمات ثريا قابل وألحان فوزي محسون، بمثابة القنبلة التي هزت الوسط الفني العربي، وصارت عتاب إثرها تغني في العديد من الحفلات الجماهيرية، وخلال وجودها في مصر، تعاونت مع الملحن محمد الموجي في أغنية (فك القيود)، إضافة لتسجيل أعمالها الفنية في استديو عمار الشريعي التي تعاونت فيها مع شعراء وملحنين كبار، مثل: طلال مداح، عبد الرب إدريس، سراج عمر، ريم البوادي، محمد زكي ملاح، خالد الفيصل وفوزي محسون.

نهاية محزنة
لم تشفع النجومية والشهرة لعتاب كي تصمد أمام إصابتها بالسرطان، إذ مرت بظروف قاسية في أواخر أيامها بعدما ابتعدت مجبرة عن الغناء بسبب المرض، وبعد رحلة طويلة من الألم والعلاج، توفيت يوم (19 أغسطس 2007) ودفنت في مدافن أكتوبر بالقاهرة. وكان محرك البحث العالمي (جوجل) قد احتفى قبل عامين، بذكرى ميلاد الفنانة السعودية الراحلة عتاب (30 ديسمبر)، وقام بتغيير صورة محركه الأصلية ووضع إحدى صورها، وذلك تقديراً لجهودها في إثراء ونهضة الموسيقى العربية، حيث نالت شهرة كبيرة جداً بين أنحاء الوطن العربي بأكمله.