د. مريم مطر درست «التجميل» وتخصصت في «الجينات»!
اختارت الدكتورة مريم مطر، مؤسسة ورئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية، دراسة علم الجينات، إسهاماً منها في رد الجميل لوطنها، فهذا التخصص الحديث ساعدها على تحقيق حلمها في الحياة لوقاية أكبر عدد ممكن من البشر، من التعرض لأمراض الدم. أسهمت أبحاثها عن معرفة الأمراض الجينية الأكثر شيوعاً في دولة الإمارات، في إصدار خمسة تشريعات أهمها فحص ما قبل الزواج والفحوصات الجينية لحديثي الولادة والاختبارات الوراثية الوقائية.
ومطر هي أول امرأة إماراتية تشغل منصب وكيل وزارة الصحة في حكومة دبي عام 2006، كما تعتبر من أهم العالمات في دولة الإمارات منذ عام 2014، واختيرت واحدة من أفضل 20 عالماً عربياً من قبل المجتمع العلمي البريطاني عام 2016.
مساعدة المجتمع
حول اختيارها لدراسة علم الجينات تقول مطر: «كنت أتمنى العمل في مجال طب التجميل، فأنا أعشق بشرتي كثيراً وأهتم بجمالها ونضارتها، لكنني بعد أن تخصصت في التجميل، وخلال سنوات الامتياز بعد البكالوريوس، لامست معاناة الناس مع الأمراض المختلفة، فقررت أن أتجه إلى تخصص طب الأسرة لمساعدة المجتمع على الشفاء من الأمراض».
دكتوراه يابانية
عن سبب اختيارها اليابان للحصول على شهادة الدكتوراه في الأمراض الوراثية، تقول مطر: «قدمت أوراقي لدراسة الدكتوراه في كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا واليابان، لكن الجامعات في أميركا وبريطانيا أصرت على أن تكون العينات البحثية وعناصر البحث من الداخل، ولم يسمحوا لي بعمل مسوحات من الإمارات، وهو ما وافقت عليه إحدى الجامعات الكبرى في اليابان، بأن تكون نصف الأبحاث من الإمارات والنصف الآخر من اليابان. فأنا كنت مصرة على أن يكون تطبيق الرسالة يخص مجتمع الإمارات، لأحقق النفع لأبناء وطني وأرد جزءاً من الجميل لبلدي».
عزوف الأطباء
توضح مطر السبب في عزوف الأطباء عن التخصص في علم الجينات، قائلة: «علم الجينات تخصص جديد على دولة الإمارات نوعاً ما، لاسيما أنه في الـ50 عاماً الماضية ركزت الأبحاث العلمية في العالم على الوصول للعلاج المناسب للأمراض، أما الآن فأصبح الاتجاه العلمي نحو الوقاية من المرض قبل ظهوره».
حول الفارق بين المرض الوراثي والمرض الجيني، تقول مطر: «يصاب الشخص بأحد الأمراض الوراثية بعد أن يكون قد ورث الطفرة الجينية من أحد الوالدين أو كليهما، أما المرض الجيني فهو مرض يصيب الشخص من دون أن يكون أحد الوالدين مصاباً به، وبهذا يكون ذلك الشخص هو أول جين في العائلة مصاب بهذا المرض».