مصادفة غير متوقعة قد تغير مجرى حياتك وتجعل منك شخصاً آخر فقد تقع عيناك على وجه في الطريق أو على كلمة تقرؤها مصادفة من بين آلاف الكلمات أو قد تمر بطريق فتلتقي شخصاً مجهولاً فتفتح تلك المصادفة نافذة على رؤية مختلفة للحياة وتصبح كحبات مطر كانت عالقة في سحابة راحلة فتمطر .. ومن نظرة عابرة في محطة سفر مع حقيبة مفقود مفتاحها وسط عاصفة رملية تحجب الرؤية إلى رؤية جلية ترى ما في تلك الحقيبة المغلقة وتدرك مكنونها .. تشعر نفسك وكأنك وادٍ نبت فيه النخيل من فتات ورقة ذابلة على صخرة قاسية، ليتبدل وجهك العجوز ويصبح صبوحاً بضحكة طفل محب محتجب وراء السحب ولكنه عرف الطريق لأمه.
مصادفة قد تغير حياتنا وتحولها إلى ذلك الشغف الذي يحوم حول الروح في محاولة لتلك المصادفة أن تجعله شغفاً باقياً فينا نقبض على أطرافه حتى لا يتسرب من بين أصابع الزمن وتخمد ناره المشتعلة بداخلنا وحتى لو خبت جذوته سنظل نقبض على رماده وكأننا نقبض على ذلك النور الذي سيشتعل من جديد حين تلامسه شعلة الروح التي لا تتوقف عن البحث وراء نور شغف متجدد يولد من قلب المصادفة التي تغير مسار حياتنا من الرماد إلى الاشتعال.
ويبقى السؤال ملحاً على الروح إلى متى يبقى اشتعال نور الشغف؟
ما أصعب أن يتحول محراب الشغف بداخلنا إلى رماد تنثره الرياح في صحراء العمر تحاول أن تمسك به ولكنه كسراب عدمي لامع .. يرحل وأرواحنا ترحل وراء رماده قد تلتصق بإحدى ذراتها لتحولها إلى مصادفة تشعل فيها روح شغف جديد ليستعيد رماد الروح اشتعال الحياة بمصادفة جديدة.
في لحظة تعترينا تلك الحالة من خمود الشغف ونظل في حالة انتظار جديدة لشرارة تسكن مصادفة أخرى ليسكننا شغف المصادفة.. ويمر العمر ونحن في حالة مراوحة ما بين المصادفة والشغف ورماد العمر الذي يتطاير مع رياح الانتظار لكن دائماً لا نتوقف لأننا نموت حين نتوقف عن الرحيل وراء شغف جديد.