وجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية، هيئة البيئة-أبوظبي بإكثار شجرة السرح المعمرة، انطلاقاً من إرث الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بالمحافظة على الأشجار والاهتمام بها ورعايتها. وقال سموه، في تغريدة على منصة (تويتر)، إن أشجارنا المحلية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالمنطقة منذ القدم وتعد شاهداً حياً على تاريخ الدولة ومن أهم معالمها التاريخية والأثرية. وكانت هيئة البيئة – أبوظبي أدخلت شجرة السرح، التي تتواجد في الدولة بشكل قليل ونادر جداً، ضمن برامجها لحفظ وإكثار النباتات المحلية المهمة ومحاولات إكثارها بالعقل والبذور إن توفرت ابتداءً من فصل الخريف المقبل.
100 عام
سجلت الهيئة ووثقت وجود شجرة واحدة فقط في إمارة أبوظبي وتحديداً ضمن أحد التشكيلات الصخرية في منطقة ملاقط شرقي مدينة العين قرب من الحدود مع سلطنة عُمان، ضمن منطقة محاطة بشبك يصعب الدخول إليها الأمر الذي أسهم في توفير الحماية للشجرة الأخيرة من هذا النوع في الإمارة، ويقدر بعض من أهالي ملاقط عمر الشجرة بما يزيد عن 100 عام والذي يستذكرون استخدام أفرعها الدقيقة كعود لتكحيل العين وهو ما يسمى في كل من اللغة العربية الفصحى واللهجة المحلية «المرود».
دراسة معمقة تدرس الهيئة من خلالها الوضع الحالي لشجرة السرح وإعداد خطة صون لها بما يضمن ديمومتها، كما تعمل الهيئة مع مراكز البحث العلمي في الجامعات المحلية لإجراء محاولات لإكثارها بالأنسجة وقياس مدى النجاح، وفي حال النجاح بإكثارها ستتم عمليات إعادة التأهيل لهذا النوع ضمن مواقع مختارة من موائله الطبيعية. وتعد شجرة السرح، التي تم تسجيلها في دولة الإمارات، فقط في رأس الخيمة، هي شجرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار تقريباً ذات أوراق صغيرة بيضوية جلدية الملمس وهي تكون كثيفة على الأفرع مما يعطي للشجرة تاجا خضريا كرويا كثيفا يؤمن الظل بشكل ممتاز عند اكتمال نموه.
ثمار قرنية
وأزهارها شعاعية مفردة تتشكل في شهر يناير وفبراير وتتحول إلى ثمار قرنية صغيرة تنضج في شهري مارس وأبريل. وتعتبر شجرة السرح من الأشجار ذات الانتشار الأفريقي والذي تتسرب في انتشارها في حدود دنيا إلى شبه الجزيرة العربية في كل من المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين وجمهورية اليمن والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة. وتمثل كل من سلطنة عُمان ودولة الإمارات الحد الشرقي العالمي لانتشار هذا النوع حيث يقف فيها ولا يتجاوزها شرقاً.
فوائد طبية
جميع أجزاء شجرة السرح تدخل في الوصفات الطبية التقليدية لمداواة الأمراض الصدرية وأمراض الفم والأسنان وكمليِّن معوي. ذكرها ابن سينا في كتابه (قانون الطب) ومنه اشتق الاسم العلمي اللاتيني لها.