كزهرة استوائية كبرى، تشق طريقها عبر الأراضي الصخرية، يقف مبنى «متحف نيتيروي للفن المعاصر» قريباً من العاصمة البرازيلية السابقة ريو دي جانيرو، شاهداً على الحداثة والجمال وبتصميمه الجذاب والساحر، يلفت انتباه الكثيرين من محبي الثقافة والمعمار.
يقع المتحف الذي تم افتتاحه عام 1996، على شاطئ خليج جوانابارا في مدينة نيتيروي، وعلى بعد 15 كيلو متراً من مدينة ريو دي جانيرو، وصمم بتعاون بين المهندس المعماري البرازيلي البارز أوسكار نيماير والمهندس الإنشائي برونو كونتاريني، حيث قد نال الأول لقب (المعماري الرسمي للبرازيل) لكثرة تصاميمه ولمساته الفنية في كافة مدن البرازيل وغيرها من مدن العالم.
قبة خرسانية
أنشئ المتحف على شكل قبة خرسانية بيضاء، تبرز فوق البحر وأسفلها الشاطئ ويبلغ ارتفاعها 16 متراً وقطرها 50 متراً ومقسمة إلى منطقتين كبيرتين للمعارض. إذ يمتد المبنى الذي تبلغ مساحته 2500 متر مربع على شكل (مخروط مقلوب)، يشبه بشكل غامض صحناً طائراً، يقف في وسط بركة دائرية مثل زهرة مائية عملاقة، بني المتحف في الغالب من الخرسانة المسلحة المطلية باللون الأبيض، وينقسم إلى أربعة مستويات، متصلة بدرج حلزوني، يحتوي الطابق السفلي الغارق جزئياً على مناطق تخزين ومقهى ومطعم وقاعة صغيرة من 54 مقعداً، يتسع الطابق الأول لوبي المتحف والمكاتب الإدارية. ويضم الطابق الثاني خمس غرف عرض متوسطة الحجم وقاعة عرض مزدوجة الارتفاع 393 متراً مربعاً، وأخيراً يحتوي الطابق الثالث، الذي تعلوه قبة دائرية بقطر 50 متراً، على ما يقرب من 700 متر مربع من مساحة العرض، مقسمة إلى خمسة معارض.
إطلالة بانورامية
يوجد متنزهان بانوراميان، يحد كلاً منهما نافذة شريطية مستمرة على الجانب الخارجي، يعملان على محيط المستويين الثاني والثالث، مما يوفر إطلالات خلابة على الخليج والمدينة، يربط منحدر طويل منحني الشكل الطريق الساحلي، بمدخل المتحف في الطابق الأول ومخرج الزوار في الطابق الثاني، وبالتالي خلق مساراً مستمراً من دون انقطاع. يتكرر النموذج الدائري في المتحف: المسبح، المنحدر، الشرفات الداخلية، الدرابزين، حتى المصابيح وطاولة المطعم ، كلها مستديرة والمبنى محاط بشكل طبيعي ببركة عاكسة، ويشتهر المدخل بمنحدره الأحمر المتصاعد والمتميز للغاية.
مجموعات
يتكون جوهر مجموعة المتحف من حوالي 1200 قطعة، تبرع بها رجل الأعمال وجامع الفن جواو ساتاميني، وتم إنشاؤها في الغالب من قبل فنانين برازيليين من الخمسينات إلى أوائل التسعينات، بما في ذلك أعمال ليجيا كلارك، جواو كارلوس غولدبرغ، فرانز كراجبرج، تومي أوهتيك، أبراهام بالاتنيك، ميرا شندل، وكارلوس فيرجارا، ويعد قبلة محبي الفن البرازيلي والعالمي المعاصر.