فرضت جائحة «كوفيد 19» تحديات كبيرة على مستوى العالم، نتج عنها تبني ممارسات جديدة في جميع القطاعات والمجالات ومن بينها أسلوب الحياة.
وللحد من تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، لجأت شركات الطيران إلى اتباع إجراءات مشددة حرصاً على سلامة ضيوفها وطواقمها في المقام الأول، وسلامة المجتمعات التي تخدمها على العموم.
«زهرة الخليج» التقت مجموعة من أفراد أسرة «الاتحاد للطيران»، تحدثوا عن الإجراءات والممارسات المتبعة في ظل كورونا، للحفاظ على الصحة والسلامة.
عيادة مخصصة
تقول الدكتورة غادة الحضرمي، طبيبة أخصائية في مركز الاتحاد للطيران الطبي: «مع انطلاق الجائحة، أوكلت إلينا مهام ومسؤوليات جديدة وإضافية، فقد أصبحت لدينا اليوم عيادة مخصصة لـ«كوفيد 19»، نقوم فيها بإجراء الفحوصات والتقييمات للمرضى المشتبه في إصابتهم بالفيروس، حيث نقوم بإجراء تقييمات مكثفة وصارمة لكافة المرضى في مركز الاتحاد للطيران الطبي، كما نقوم بمهمة إعلام المرضى بنتائجهم والمتابعة معهم».
وتشير إلى أن المركز يتولى تقديم خدمات استشارية عبر الإنترنت على مدار الساعة، لتجنب استقبال الحالات غير الطارئة أو المستعجلة في العيادة. وتضيف: «أصبح المرضى اليوم أكثر حيطة وحذراً وعلى دراية بتبعات الإصابة بالفيروس، صاروا ينتبهون أكثر لنظافة اليدين والأماكن التي يقصدونها، ويلتزمون أكثر بالتعليمات والإرشادات الصحية، يرتدون الكمامات والقفازات الطبية ويحافظون على التباعد. وكأطباء أصبح لزاماً علينا ارتداء الكمامات الطبية طوال الوقت وتعقيم مكاتبنا بالكامل بعد كل مراجعة لمريض، كما ينبغي علينا أن نكون محصنين بالكامل عند زيارة العيادة».
وقال جون إريك مانغالايل، ممرض في مركز الاتحاد للطيران الطبي: «سابقاً كنا نكتفي بلبس أرديتنا الطبية المعتادة، إلا أن ذلك اختلف مع ظهور الجائحة، فالوضع يحتاج لتوخي مزيد من الحذر وأخذ احتياطات الحماية والوقاية من العدوى ليس فقط لحماية المرضى وحسب، بل وللحفاظ على صحتنا وصحة المتعاملين».
إجراءات مشددة
على صعيد الرحلات الجوية، تحدّثت شريفة البلوشي، مساعد طيار أول عن تجربتها مع الإجراءات الصارمة الجديدة للسفر والفحوصات والتقييمات التي يخضع لها الطاقم الجوي قبل وبعد رحلته، قائلة: «فرضت الجائحة إجراءات مشددة على جميع المستويات، فخلال الرحلات نخضع لإجراءات صارمة من فحوصات طبية وتقييمات. على الرغم من كل ذلك ولحبي الكبير لما أقوم به، فضلت التحليق ومواصلة الطيران سواء من خلال رحلات الإجلاء أو الشحن، والإسهام ولو بجزء بسيط في رد الجميل لوطني وعائلتي».
وتضيف: «قدت رحلات إجلاء وشحن إلى ومن كل من أمستردام وميونيخ وإيطاليا والصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية وملبورن. وكلي أمل اليوم بعودة الرحلات المنتظمة، وها نحن نخطو أولى خطواتنا في اتجاه ذلك».
وبدوره، قال منصور محمد الحمّادي، مساعد طيار أول: «في الفترة التي اقتصرت فيها الرحلات على توصيل المساعدات أو إجلاء المسافرين منها وإعادة العالقين لبلدانهم. صرنا نفتقد وجود المسافرين، ومع رحلات الشحن أحياناً لا يوجد سواي إلى جانب الطيار الآخر مما يجعل الطريق موحشاً. لكن، أكثر ما عزز شعور الفرح داخلي وقيمة ما أقوم به من رحلات، هو نظرة الامتنان والسعادة التي كنت أراها في وجوه المواطنين والإخوة الذين نقوم بإجلائهم، عدا المساعدات الغذائية والطبية التي نقوم بإيصالها للمحتاجين. ومن المشاهد الرائعة التي بدأت ألاحظها اليوم، هي عودة الحياة لطبيعتها من جديد في بعض الوجهات التي بدأت تنتعش وتدخل طور التعافي، بالطبع مع وجود بعض القيود التي هي في الغالب لتعزيز الحماية والحفاظ على مستويات الوقاية الصحية الضرورية لبث مزيد من الراحة والاطمئنان. إن مجرد مشاهدة الناس في الطرقات والمراكز التجارية والترفيهية يعيد الأمل للقلوب».
المطارات والخدمات
على مستوى المطارات والخدمات الأرضية، يقول أنصاري فؤاد أحمد، قائد فريق في قسم خدمات الضيوف في مطار أبوظبي الدولي: «نحرص على تقديم أعلى مستويات الخدمة واضعين بعين الاعتبار أفضل الممارسات التي تتبناها الاتحاد للطيران، والتي تغطي كافة نقاط التواصل المباشر مع الضيوف سواء عند منافذ إتمام إجراءات السفر أو بوابات الصعود للطائرة»، ويضيف: «اختلفت الفترات الزمنية اللازمة عند كل نقطة تماس مع الضيف على امتداد مراحل رحلته، فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي يحتاج فيه الضيف على متن الدرجة السياحية لنحو 20 إلى 30 دقيقة تقريباً ليصل لمرحلة الصعود للطائرة، بدءاً من نقطة إتمام إجراءات السفر، فإن تلك المدة تضاعفت نظراً لإدخال إجراءات الفحص الطبي والإفصاح عن الحالة الصحية للضيف وما يترتب عليها من موافقات وغير ذلك». وفيما يخص الإجراءات والتدابير الوقائية، يوضحها أنصاري قائلاً: «استخدام معدات الوقاية الشخصية على امتداد فترات المناوبة، والتباعد الاجتماعي سواء بين الموظفين والضيوف أو بين الموظفين أنفسهم، مع وجود ملصقات إرشادية ولافتات في مختلف أنحاء المطار».
عودة السفر
يقول مارسيل فان وايسن، مدير عمليات الاتحاد للطيران في المطار: «بوادر الانفراج بدأت تظهر مع فتح الأجواء، ومع كل الإجراءات والاحتياطات التي تتخذها الاتحاد للطيران للحفاظ على سلامة وأمن ضيوفها وطواقمها لن يكون السفر مصدر قلق بعد اليوم، على أمل انقضاء الأزمة والعودة للحياة من جديد».