ليس كل الآثار التي خلفتها جائحة كورونا سالبة، فهنالك جانب مشرق من الأزمة، حيث إن انخفاض حركة الأفراد والمركبات، وتقليص حجم الأنشطة التجارية والصناعية خلال إجراءات البقاء في المنزل، كان لها أثر ايجابي على البيئة والحياة الطبيعية والموائل في أبوظبي.
ومع تحسن جودة الهواء، والانخفاض الكبير بمستويات ثاني أكسيد النيتروجين في أبوظبي. وانخفاض مستويات التلوث في الإمارة، أفادت تقارير هيئة البيئة - أبوظبي أن التنوع البيولوجي والغطاء النباتي قد ازدهر في الإمارة خلال الفترة الماضية، وقامت الهيئة من خلال ذلك برصد تأثير هذه العوامل على الحياة البرية، ضمن جهودها الهادفة إلى الاستمرار في مراقبتها والمحافظة عليها.
الطهر العربي
في جبل حفيت، شوهدت أنثى الطهر العربي في قاعدة الجبل (المنطقة الأرضية بأسفل الجبل) لأول مرة، برغم أن وجود تلك الأنواع يكون عادةً في المناطق المرتفعة، وكذلك تم رصد ثلاثة أعشاش لطائر البومة الصغير. كما كان انخفاض الضجيج والأمطار الاستثنائية لهذا العام في جبل حفيت، عاملاً محفزاً لنمو النباتات، حيث وثّقت الهيئة نمو غطاء نباتياً متنوعاً.
كذلك زاد نشاط تعشيش السلاحف البحرية على سواحل البر الرئيسي لإمارة أبوظبي، لا سيما في محمية رأس غناضة البحرية ومنطقة السلع، ويعتبر ذلك مؤشراً إلى صحة البيئة البحرية.
طيور
كما ارتفعت أعداد أنواع مختلفة من الطيور في الإمارة، مع تسجيل زيادة في تكاثر الطيور الصغيرة مثل طيور الزقزاق وطيور أبو المغازل ذات الأجنحة السوداء، بسبب غياب الضجيج البشري في محمية الوثبة للأراضي الرطبة. وبشكل مشابه.
فلامنجو
أفادت تقارير هيئة البيئة بارتفاع في معدلات تكاثر طيور الفلامنجو بأكثر من 12% مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع عدد أعشاش هذه الطيور من 1050 في عام 2019 مقابل 1260 عشاً في عام 2020، إضافة إلى ذلك شوهدت طيور الفلامنجو أيضاً بالقرب من المناطق والممرات التي كانت تتجنب المرور عبرها أو الوجود فيها سابقاً.
غزلان
في المناطق الحضرية، شوهدت أعداد كبيرة من الغزلان الجبلية في المنطقة المحيطة بملعب الغولف في جزيرة السعديات، حيث سمح انخفاض الحركة والتلوث الضوئي والسمعي للحيوانات بالتجول بحرية أكبر في المنطقة، كما شهدت المناطق السكنية عودة أعداد كبيرة من الطيور إليها، مما دعا سكان هذه المناطق إلى الترحيب بها على طريقتهم الخاصة من خلال تقديم الطعام لها.