يحمل «مسبار الأمل» أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، رسالة أمل لكل شعوب المنطقة، لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات، وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد إسهاماً إماراتياً في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.

وفي الوقت الذي تجرى فيه الاستعدادات الأخيرة لانطلاق «مسبار الأمل» في مهمته إلى المريخ منتصف يوليو المقبل، انطلاقاً من مركز تانيجاشيما الفضائي باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة MHI H2A، ليصل كما هو مقرر إلى مدار الكوكب الأحمر في فبراير 2021، يتم حالياً تجهيز متطلبات عملية العد التنازلي، التي ستنطلق قبل سبعة أيام من عملية إطلاق المسبار إلى الفضاء، والتي تشمل التأكد من سلامة وجاهزية المسبار للإطلاق، وجاهزية المحطة الأرضية وفريق العمليات، بالإضافة إلى التأكد الفني والتقني من جاهزية الصاروخ الذي سيحمل المسبار إلى الفضاء.

استراتيجية وطنية

وكانت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، أنجزا نقل «مسبار الأمل» بنجاح إلى موقع انطلاقه إلى الفضاء، من المحطة الفضائية بجزيرة تانيجاشيما في اليابان، تنفيذاً للمخطط له ضمن «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ». والمشروع مبادرة استراتيجية وطنية، بموجبها ستصبح دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، ويقدم «مسبار الأمل» أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، عندما يصل إلى الكوكب الأحمر مطلع عام 2021 بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة. وتستمر مهمة المسبار سنة مريخية واحدة، حيث سيساعد على الإجابة عن أسئلة علمية رئيسية حول الغلاف الجوي للمريخ وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجو.

مناخ الكوكب

يهدف «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» بشكل أساسي، إلى رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ كوكب المريخ. ويعمل فريق عمل المشروع على التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ، لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة. كما يدرس المشروع أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأكسجين، والتي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، فضلاً عن تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ. ومن المقرر أن يقدم المشروع الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم، حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.

وزن سيارة

يتكون «مسبار الأمل» من مجسم مضغوط سداسي الشكل، مع بنية صلبة وقوية ووزن خفيف، ومصنوع من الألمنيوم، مع ألواح صلبة بتصميم يشبه خلية النحل، بأبعاد 2.37 متر× 2.9 متر، ووزنه حوالي 1500 كيلوجرام وهو ما يعادل وزن سيارة صغيرة. وتم تزويده بكاميرا رقمية ذاتية التحكم تعمل على التقاط صور ملونة عالية الدقة وإرسالها إلى كوكب الأرض، كما تم تزويده ببرمجيات حاسوبية متطورة تعمل على توجيهه نحو المريخ.

ويمكن للمسبار عرض موجة نقل البيانات بـ 1.6 ميجابايت في الثانية عند أقرب نقطة بين المريخ والأرض.