يمثل التوثيق ذاكرة وطنية مهمة، ومع تطور طرق تقنية المعلومات وحفظها بات الأرشيف الرقمي يضطلع بأدوار ثقافية وعلمية هائلة. آلاء إدريس، رئيس مساعد قسم المطبوعات والتربية المتحفية في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي، تلقي لـ«زهرة الخليج» إضاءة على الأرشيف الرقمي الذي دشنته الجامعة مؤخراً، سعياً إلى توفير منصة تجمع بين الفنانين والقيّمين المشاركين في المعارض السابقة للرواق.
* ما أهمية وجود أرشيف رقمي لرواق الفن؟ وما الهدف منه؟
- يُعتبر ضرورة في الوقت الذي يتجه فيه الناس نحو عالم رقمي تتوافر فيه المعلومات بسهولة وغزارة. وهدفنا كمتحف أكاديمي تقديم نسخة رقمية مما نقوم به من معارض فنية وبرامج ومطبوعات على شبكة الإنترنت، ليسهل للجميع التعرف عن قرب، إلى إنتاجنا الفني والثقافي والذي يسهم بدوره في إثراء المشهد الفني المحلي والعالمي.
* ما مدى استجابة الفنانين والمبدعين لهذا الحراك الذي يحدثه رواق الفن خلال جائحة كورونا؟
- رحب الفنانون والقيمون الفنيون بهذه المنصة الافتراضية، واستجابوا لها بشكل إيجابي من خلال انضمامهم للفعاليات ومشاركتهم في حلقات النقاش. لاحظنا أيضاً زيادة ملحوظة في عدد زوار موقعنا الإلكتروني، واهتمام الجمهور من فنانين وقيمين ومؤرخين لتاريخ الفن بالمواد التعليمية والبحثية التي نقدمها من خلال هذه المنصة.
فرصة للتأني
* ما الرسالة التي يطمح رواق الفن لبثها للجمهور، خاصة في هذا الوقت؟
- رسالتنا الأولى للجمهور هي الالتزام بالقوانين والاحترازات التي تحد من انتشار فيروس كورونا، وندعوهم إلى النظر لهذه الفترة كفرصة للتأني والتأمل في التغييرات التي نشهدها، وكيف تنعكس على مفهومنا للحياة الطبيعية. وفي حال كانت لديهم الرغبة في التعمق واستكشاف أفق ثقافية جديدة، فنحن ندعوهم إلى زيارة أرشيفنا الرقمي وقضاء بعض الوقت مع فنانين وبرامج الرواق والاطلاع على المصادر التي نوفرها.
* ما الدور الذي تؤديه الفعاليات الافتراضية؟ وكيف يمكن أن تسهم في تحقيق الوقاية من «كوفيد 19»؟
- وجود الفعاليات الافتراضية مهم، ولكن قد ينعكس ذلك بشكل سلبي، حيث رأينا زخماً من الفعاليات من مختلف المؤسسات الثقافية والمتاحف، فضلاً عن مبادرات فردية من قبل بعض الفنانين، مما قد يؤدي إلى إرباك الجمهور ما قد يؤثر سلبياً في محتوى الفعاليات وجودتها. الفعاليات مهمة لاستمرارية النقاش وتتأقلم مع الأحداث الراهنة، من حيث تنوع مواضيعها المختلفة والتي تتلاءم مع الاهتمامات الفردية للجمهور، ولكن يجب اختيارها بعناية لكي تعم الفائدة.
بصمة ثقافية
* ما أهم بصمة وضعها رواق الفن في المشهد الثقافي والفني في أبوظبي؟ وما الفلسفة التي يقوم عليها عمله؟
- مشاريعنا البحثية والثقافية متمثلة في المعارض والمطبوعات المصاحبة لها، حيث نسرد ونعاود سرد تاريخ الفن في سياق دولة الإمارات والمنطقة، مما يضيف إلى إرثها الفني والثقافي. ويعتبر أهم أهداف رواق الفن هو بناء بيئة ثقافية تعليمية متنوعة، تجمع بين الفنانين والقيمين والباحثين، لطرح مواضيع ذات صلة على النطاقين المحلي والعالمي من خلال مساحتنا المتحفية، والتي تقع ضمن مؤسسة تعليمية هدفها إيصال العلم والفن والثقافة للجميع.
أود أن أسلط الضوء على معرض وكتاب (لا نراهم.. لكننا) والذي يعتبر أول كتاب بحثي لتاريخ فن مجموعة رائدة من الفنانين المعاصرين الإماراتيين وزملائهم من المقيمين، من ضمنهم حسن شريف ومحمد كاظم وابتسام عبد العزيز. قمنا بإنتاج وإصدار هذا الكتاب بالتعاون مع مجموعة مميزة من المثقفين والقيمين والفنانين، ويعتبر مصدراً أساسياً لكل من هو مهتم بتاريخ الفن المعاصر في دولة الإمارات.