الأربعاء 9 يونيو 2010


يبدو ان الحرب بين نجم الجيل "تامر حسني" وهضبته "عمرو دياب" لن تنتهي قريبا فالمؤشرات كلها تشير لتزايد الحرب بينهما يوما بعد الآخر، فكل منهما يتابع خطوات الآخر بتصيد ويكرر نفس الخطوات بنفس الترتيب بشكل ملحوظ وفي النهاية يصر كليهما على نفي شبهة التنافس بينهما بكل اشكاله.
احدث حلقات الصراع بين عمرو دياب وتامر حسني هي تلك الحرب التي دارت بينهما مؤخرا على جائزة البيج ابل ميوزك اواردز "Big Apple Music Awards" وهي الحرب التي أثبتت ان كل منهما يضع الآخر نصب عينيه حتى وان اصرا على الانكار بكل ما يملكان من قوة.
بدأت الحرب عندما اعلن تامر حسني عن فوزه بجائزة البيج ابل ميوزك اواردز لهذا العام وهي الجائزة التي فاز بها العام الماضي عمرو دياب، وأصدر تامر حسني بيان رسمي من منظمو الجائزة يفيد حصوله على الجائزة وصرح انه رفض أكثر من مره الحصول على جائزة الميوزك اواردز العالمية لكونها تباع وتشترى وهو الأمر الذي يبدو أنه استفز عمرو دياب لكونه حصل على الجائزة العالمية التي يتحدث عنها تامر من قبل.
بعد مرور أسبوعين على تصريحات تامر النارية فاجأ عمرو دياب جمهوره بأنه فاز بجائزة البيج ابل ميوزك اواردز للمره الثانية على التوالي واعلن عن الخطاب الذي تلقاه من منظمو الجائزة والذي يفيد حصوله على الجائزة وهو نفس الخطاب الذي تلقاه تامر حسني لكن مع تغيير البيانات وهو الامر الذي زاد الموضوع سخونة خصوصا بعدما تجاهل الموقع الرسمي للجائزة تامر حسني نهائيا والاكتفاء بالاحتفاء بعمرو دياب على اعتبار انه الفائز المصري الوحيد هذا العام.
تامر حسني من جهته أرد ان يرد الضربة لعمرو دياب بطريقته الخاصة من خلال مزايده سريعة على عدوه اللدود، فأرسل بيان صحفي يؤكد خلاله اعتذاره عن استلام الجائزة في أمريكا لمشاركة اسرائيليين في الحفل وهو ما وضع عمرو دياب في موقف حرج أمام جمهوره.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشتعل فيها الحرب بين نجمي الغناء في مصر والوطن العربي فقد اشتعلت من قبل أكثر من مره أولها عندما أصر كل منهما على طرح ألبوماتهما الغنائية في نفس التوقيت من العام قبل الماضي وتم الترويج للألبومين بـ "بوسترات" دعائية في مواجهة كل منهما الاخر في شوارع القاهره، بعدها بفتره انتشرت اخبارا عن اكاديمية جديده يجهز لها عمرو دياب بهدف اكتشاف المواهب الغنائية الشابة وهو نفس هدف الاكاديمية التي بدا تامر حسني في التجهيز لها، كما بدأ تامر حسني في التجهيز لبرنامجه الجديد الذي تنتجه شركة مزيكا والذي يحكي سيرته الذاتية تماما كما فعل عمرو دياب عندما صور برنامج يحكي سيرته الذاتية أطلق عليه اسم "الحلم" وعرض في شهر رمضان قبل الماضي.
ووجه تامر حسني ضربة جديده لعمرو دياب عندما استطاع ان يتعاقد مع احدى شركات المياه الغازية بعد ان انهت تعاقدها مع عمرو دياب مباشرة وقبل مرور عدة اشهر كان عمرو دياب قد رد الضربة لعدوه اللدود بتعاقده على احياء حفل الاستاد الذي تم خلاله تكريم منتخب مصر الفائز بكأس الامم الافريقية وهو الحفل الذي ذهب دخله لضحايا السيول وهو نفس الحفل الذي تردد من قبل ان تامر حسني كان قد اتفق عليه قبلها بأيام، وقبل مرور 48 ساعة كان تامر قد احيا حفلا غنائيا اخر في احد نوادي القاهره تم تخصيص دخله ايضا لصالح ضحايا السيول.


تامر حسني يكسب
من جهته اكد الناقد طارق الشناوي أن الحرب بينهما تأتي لصالح تامر حسني بكل تأكيد لأنه في مرحلة أقل من تلك التي يتواجد فيها عمرو دياب وهو ما أرجعه لذكاء تامر حسني نفسه فهو دائما ما كان يهرب من دخول أي حرب مع مطربين غير عمرو دياب، فهشام عباس حاول ان يدخل معه في صراع هرب منه كما هرب من قبل من المنافسة بينه وبين محمد حماقي.
وأضاف الشناوي قائلا :"ما حدث يذكرنا بما حدث عندما ظهر هاني شاكر وحاول البعض ان يعقد مقارنات بينه وبين عبد الحليم حافظ فرفض حليم الدخول في المعركة واستطاع بذكائه أن يجعل المعركة بين هاني شاكر وعماد عبد الحليم ليتفادى الدخول فيها وهو نفس ما فعله عندما حقق المطرب فهد بلان نجاحات كثيره في مصر فبدأ البعض في عقد مقارنات بينه وبين حليم فحول حليم المعركة بين فهد بلان مع محمد رشدي بل ان حليم بذكائه استطاع ان يصنع معركة بين محمد رشدي ومحرم فؤاد وصنع بينهما تنافسا لدرجة انه أوحى لبليغ حمدي بان يتنازل عن أغنية "متى أشوفك" لكل من محرم ورشدي فزادت المعركة بينهما سخونة كل هذا حتى يهرب من المعركة التي كانت ستجمع بينه وبين محمد رشدي وقت ظهوره وهو ما فشل فيه عمرو دياب فهو لم يستطع ان يهرب من الحرب التي ورطّه فيها تامر حسني".


صراع الأجيال
من جهتها ترى الناقدة ماجدة خيرالله ان الصراع بينهما منطقي يعود للصراع الأزلي بين الأجيال بين مطرب بدأ حياته الفنية في الثمانينيات وحقق نجاحات متتالية ومطرب آخر بدأ مؤخرا ويرى أن المطرب المخضرم يمثل عقبة في طريقه. وهو نفس ما حدث عندما ظهر عبد الحليم حافظ ،فرأى محمد عبد الوهاب ان عبد الحليم يمثل عقبة في طريقه لكنه لن يستطيع أن يزيحها فاستطاع عبد الوهاب بذكائه أن يستقطب عبد الحليم في صفه ودخل معه في شراكة لانتاج أفلام وأغاني وقام بالتلحين له ليستفيد من نجاحه ويشاركه فيه وهي وجهة نظر ومنطق نفتقده هذه الايام بدليل ان عمرو دياب نفسه عندما ظهر في بداياته كان يهاجم من قبله مثل عبد الحليم حافظ حتى تأكد ان هجومه على حليم سيخسره الكثير من جمهوره فبدأ في عمل دعاية إعلامية بهدف التقرب من جمهور حليم فزار منزله والتقط العديد من الصور له بجانب سرير حليم وفي جميع انحاء المنزل ونشر الصور في وسائل الاعلام المختلفة.