أجور خيالية لنجوم رمضان... و"الزعيم" يتصدّر القائمة

هل كنّا نتخيّل أن يأتي ذلك اليوم الذي تصل فيه أجور أربعة ممثلين فقط إلى 55 مليون جنيه مقابل قيامهم ببطولة أربعة أعمال تلفزيونية في شهر واحد؟
أجور الممثلين في الدراما التلفزيونية لم تشهد هذا الإرتفاع الخيالي سوى في الفترة الأخيرة. إذ يدور الحديث عن تلك الأجور التي تعاقد عليها نجوم السينما لتقديم أعمال رمضانية تعرض في عام 2011.


يتصدّر عادل أمام قائمة نجوم السينما الذين تعاقدوا على بطولة أعمال تلفزيونية بأجر خيالي بلغ 30 مليون جنيه حصل عليها من المنتج صفوت غطاس مقابل قيامه ببطولة مسلسل "العرّاب" الذي يعود به بعد غياب 30 عاماً، وذلك منذ آخر عمل تلفزيوني قدمه "الزعيم" وحمل عنوان "دموع في عيون وقحة". يومها، حقّق إمام نجاحاً غير مسبوق في الدراما التلفزيونية، وهو ما دفع المنتج صفوت غطاس إلى دخول المزاد على رفع أجر "الزعيم" وهو يعلم تماماً أنّه سيعوض هذه المبالغ من خلال قيمة الإعلانات التي ستنهال على المسلسل في مختلف القنوات الفضائية التي ستقوم بشراء حق عرضه. وبالفعل، تردّد أنّ التلفزيون المصري قام بشراء حق عرض المسلسل مقابل 60 مليون جنيه بعدما تمّ تقدير قيمة الفقرات الإعلانية بمائة مليون جنيه، وهو رقم جديد على منتجي التلفزيون.

 

هنيدي... عشرون مليون
في القائمة نفسها، يأتي محمد هنيدي الذي وصل أجره إلى 20 مليون جنيه مقابل قيامه ببطولة مسلسل تلفزيوني في شهر رمضان 2011. وهو المسلسل الذي تصل ميزانيته إلى 50 مليون جنيه بما فيها أجور باقي الممثلين. بينما اكتفى كريم عبد العزيز بالحصول على 18 مليون جنيه مقابل قيامه ببطولة مسلسل جديد بعنوان "عساكر" قام بتأليفه وحيد حامد، ليبقى أجر محمد سعد عن مسلسل "ألف لمبي ولمبي" هو الأقل بين نجوم جيله. إذ لم يتجاوز الـ12 مليون جنيه، لنجد أنّ إجمالي أجور النجوم الأربعة بلغ 55 مليون جنيه.
كل ذلك يدفعنا إلى التساؤل عن سبب الإرتفاع الخيالي في أجور نجوم السينما في التلفزيون. هل يعود ذلك إلى تردّي وضع السينما وبلوغها انسداداً يصعب تجاوزه؟.

 

اخطف وإجري..
هذه الظاهرة فسّرها المنتج محمد العدل بفلسفة "اخطف واجري" التي يعتمدها المنتجون حالياً. فكلّ منهم يفكر فقط في رفع نسبة الإعلانات على مسلسله بغض الطرف عما يمكن أن يحققه هذا المزاد على أجور الممثلين من خراب.
وأضاف العدل "أنا شخصياً لا أعرف كيف يفكّر هؤلاء المنتجون، فهل يتخيلون أنّهم سيعوضون هذه التكاليف؟ ليفهِمونا إذن، ربما نكون مخطئين في حساباتنا. المسلسل الذي تصل كلفته إلى 30 مليون جنيه، يفترض أن يعوّض هذه الكلفة من خلال استقطاب مليون جنيه يومياً. فهل هناك مسلسل ــ أياً كان اسم نجمه ــ قادر على تحقيق هذه الأرقام في الوقت الحالي خصوصاً في ظل الأزمة المالية العالمية وتضاؤل سوق توزيع المسلسلات المصرية على المحطات الخليجية؟".

 

أنقذوا السوق
بينما يرى المنتج ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما ورئيس إتّحاد النقابات الفنية، أنّ نتائج هذا المزاد ستظهر بوضوح بعد عام 2011 لأنّ سوق التلفزيون لن يتحمل كثيراً وسينهار سريعاً لأنه ليس بقوة سوق السينما الذي يستطيع الإحتمال لسنوات قبل الإنهيار.
من جهته، يرى المنتج هاني جرجس فوزي أنّ المنتجين أنفسهم يسيرون على الدرب نفسها التي شهدت إنهيار صناعة السينما. وفي هذا الوقت، لا يفّكر النجوم في حلول لأزمة السينما التي كانوا أحد أهم أسباب إنهيارها. ويتابع فوزي قائلاً:" لقد دفعونا كمنتجين إلى التخلي عنهم وانجاز أفلام لا تعتمد على النجم الأوحد، هرباً من أجورهم الخيالية في السينما. هكذا، قدّمنا أفلاماً مثل "كباريه" والفرح" وأحاسيس"... فهل يدفعون منتجي التلفزيون إلى الخطوة نفسها؟".