في الوقت الذي يتم فيه الحديث كثيرا عن ثروة الفنانين والأجور العالية المبالغ فيها التي يتقاضونها ، إلا أنه كثيرا ما تحمل تصريحات الفنانين تلميحات عن أن دخل الفن لايكفي لـتأمين المستقبل ، أو لتكوين ثروة تحمي الفنان في آخر حياته ، لذلك يتجه كثير من الفنانين للعمل بالتجارة بجانب الفن وذلك ربما تجنبا لنهايات عدد كبير من الفنانين الذين كانوا نجوم عصرهم ولم يجدوا في آخر أيامهم ثمنا لعلاجهم والأمثلة كثيرة ، فيم البعض الآخر يجد أن تقديم الإعلانات عملا مربحا يدر عليه دخلا كبيرا إذا كان المنتج المعلن عنه اسم كبير ومعروف ولعل الفنانة إليسا أكثر فنانة استثمرت اسمها في الإعلانات التي تدر مالا كبيرا.
تنافس على الإعلانات
في الوقت الذي كان فيه الفنان منذ أكثر من 20 عاما يرى أن تقديم الإعلانات التجارية أمرا يسئ له ولفنه ، ولقي الفنان عمر الشريف هجوما شديدا عندما قدم إعلانا تجاريا للسجائرمنذ سنوات طويلة ، نجد أن فنانين هذا العصر وجدوا أن تقديم الإعلانات التجارية أمرا مربحا ويدل على أهمية ونجومية الفنان بل أصبحت الإعلانات تتويجا للنجومية ، فشهدت الساحة الفنية صراعات عديدة على عقود الإعلانات التي يتهافتوا عليها أكثر من الأعمال الفنية.
ويعتبر الفنان عمرو دياب أول من دخل مجال الإعلانات وهو صاحب أعلى أجر في هذا المجال، حيث تعاقد عمرو دياب مع شركة مشروبات غازية على تقديم سلسلة إعلانات منذ عدة سنوات، وحصل على نصف مليون دولار عن كل إعلان. بعد عمرو تأتي الفنانة إليسا التي انتقدت كثيرا بسبب كثرة الإعلانات التي قدمتها حيث قدمت إعلانا لمشروب غازي وكذلك قدمت إعلانا لمجوهرات وكانت سفيرة لمجلس الذهب العالمي، ومن المتعارف عليه أن سعر إعلان الذهب يصل إلى مليون دولار، إضافة لحملة إعلانية لنظارات عالمية وغيرها الكثير . كذلك الفنانة نانسي عجرم طرقت مجال الإعلانات كمصدر دخل إضافي بجانب الفن فقدمت حملة إعلانية لمشروب غازي وكانت وجها إعلانيا لمجوهرات شهيرة جدا.
مطاعم الفنانين تجارة رابحة
يعتبر الفنان راغب علامة من اوائل الفنانين الذي خاضوا في مجال الأعمال بجانب الفن إذ لديه مدارس خاصة يشرف عليها ويديرها شقيقه أحمد علامة كما لديه مشاريع تجارية عديدة إضافة لمصنع مجوهرات خاص بزوجته جيهان علامة ، إلا أن اغلب الفنانين عند توجههم لعالم الأعمال يفضلوا إفتتاح المقاهي والمطاعم ، ربما رغبة منهم بإستغلال شهرتهم في جذب الزبائن لإرتياد تلك الأماكن .
ومن أبرز الفنانين الذين افتتحوا مطاعم الفنان فضل شاكر الذي لديه مطعما في مدينة صيدا اللبنانية واطلق عليه اسم ابنته "ألحان" وكثيرا ما يتواجد فضل هناك ويغني في المطعم .
وكذلك الفنان عاصي حلاني لديه مقهى ومطعما اطلق عليه اسم "الكيف"و يلقى إقبالا كثيرا وخصوصا لدى مدخني "الأرجيلة" أو " الشيشة" ويتواجد عاصي هناك بشكل دائم.
ويمتلك الفنان جو أشقر ملهى ليليا شهيرا وكازينو ومطعما في منطقة السوديكو ببيروت، ويعد من أهم الملاهي الليلية في لبنان، واكثر رواده من الأثرياء و المشاهير ويغني جو ليلة واحدة من كل أسبوع في الملهى. وكذلك الفنان جورج وسوف قام مؤخرا بإفتتاح ملهي ليلي يحمل اسمه. وكذلك الفنان هاني العمري افتتح مطعما خاصا به.
كما قامت الفنانة أمل حجازي منذ عام تقريبا بإفتتاح مطعما خاصا بها في وسط بيروت وصرحت وقتها أنها ستسلم إدارته لشقيق زوجها وصرحت وقتها أنها تحب التجارة وتتمنى أن توفق به فهي كما تصرح دائما أنها تعمل في الفن كهاوية وليس من أجل الكسب المادي و أرادت أن يكون لديها عملا خاصا بها تتسلى به . لكن يبدو أن أمل لم تفلح كثيرا بذلك فأدى ذلك إلى تكبد المطعم خسائر كثيرة و إقفاله لفترة ، ثم دخول شريك جديد وتغيير إسم المطعم وافتتاحه بإدارة جديدة.
ومن سوريا اقتحم الفنان ياسر المصري مؤخرا عالم الأعمال ، حيث أسس شركة إنتاج فنية وافتتح مطعماً، حيث صرح أن تدني أجور الفنانين في سوريا جعله منذ فترة طويلة يفكر بدخل مادي إضافي يضمن له ولأسرته الحياة الكريمة.
وأضاف أن دخوله مجال الـ "بيزنس" كان خوفاَ من الزمن وأن يصل إلى مرحلة يؤدي فيها دوراَ لا يود القيام به بسبب الضغوط المالية.
الفنانات ..مجرد هواية
وإذا كان الفنان ياسر المصري صرح أنه اتجه للتجارة والأعمال لأنه يرغب بتحسين دخله إلا أن بعض الفنانات ينفين ذلك . فقد صرحت الفنانة رولا سعد والتي تملك مجموعة محلات لبيع الملابس الجاهزة الخاصة بالمراهقين أنها لم تتجه للتجارة لتأمين مستقبلها بل لأنها تحب الملابس ولديها هواية تصميم الأزياء ، والتجارة شيء تحبه وهي بالنسبة لها هواية ، وهي فقط تختار موديلات الملابس بينما شقيتها هي التي تهتم بإدارة المحلات.
وتؤكد الفنانة دومنيك حوراني والتي سبق لها أن اطلقت ماركة ملابس داخلية خاصة بها وتوقفت بسبب إنشغالها في الفن ، وتملك اسمها في شركات زوجها المليادير الإيراني الأصل : "انها لاتفهم كثيرا في التجارة وهي ليست المديرة في شركات زوجها بل يوجد مدراء يقومون بهذه المهة".
وأضافت قائلة أنها لم تقصد أن تدخل عالم التجارة والأعمال لأنها فاشلة بذلك وعادة الفنان قلبه رقيق لايجيد التعامل مع الأرقام والحسابات، قائلة :" لكن جاءتني الفرصة عبر شركات زوجي الذي يريد أن استفيد وان اضمن مستقبلي ومستقبل أولادي عبر الإستفادة من اسهمي في شركته ، مؤكدة أن "الفن لايطعم خبزا" وانها في عملها في الفن لا تسعى لكسب المال و انها قد تحيي حفلة وتشتري بثمنها فستانا أو تصرفه على شيء له علاقة بالفن.
كذلك أطلقت الفنانة السعودية وعد أيضا منذ فترة مجموعة ملابس خاصة بها "وعد أون لاين" وتقول وعد أنها دخلت عالم تصميم الملابس كهواية وليس من أجل أن يكون مصدرا للدخل حيث أرادت أن تستغل اسمها كونها شخصية عامة وكانت ملابسها التي ترتديها من تصميمها تلقى إعجابا لدى السيدات لذلك فكرت بالإتجاه لتصميم الملابس.
حتى لا يلقوا نفس المصير
وسواء كانت دخول الفنانين عالم التجارة والأعمال كهواية أو غيرها ، إلا أنهم استوعبوا ممن سبقهم من الجيل القديم "قيمة القرش الأبيض لليوم الأسود" فعملوا على تأمين مصادر دخل لهم تجنبهم الوصول إلى نهايات مأوساوية كالتي شهدها الوسط الفني نهايات لنجوم الفن الذي تألقوا في الثلاثينات والأربعينات وكانوا نجوم شباك وصف أول ، لكنهم في اخر أيامهم لم يجدوا المأوى كما حصل مع الفنانة فاطمة رشدي التي كانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن كشفت جريدة الوفد المصرية حياتها البائسة وتدخل وقتها الراحل فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها . وكذلك الفنان علي الكسار الذي أصيب بالالتهاب الرئوي الحاد دخل إثره المستشفى، ولم يستطع تحمل تكاليف العلاج الباهضة فتراكمت عليه الديون وحجزت مصلحة الضرائب على ممتلكاته وبقي له من ثروته 10 جنيهات فقط. أما الفنان حسن فايق صاحب الضحكة الشهيرة والمميزة فقد أصيب بالشلل الذي افقده الحركة واقعده الفراش لمدة 15 عاما وتوفي وهو معدم
.وتكرر الأمر نفسه مع الراحل رياض القصبجي الشهير بـ "الشاويش عطية" الرفيق الدائم للفنان الراحل إسماعيل ياسين حيث صارع المرض لمدة خمسة أعوام وتوفي دون أن يكون بحوزته تكاليف الجنازة.