من الطريف أن نعلم مقدار تأُثير الثقافة والموقع الجغرافي على مفهوم الجمال بين البشر، حيث يؤثر على ذلك أيضاً المناخ والتاريخ والموضة وتوجهاتها. وبالنسبة للبشرة فالقصة مشابهة حيث يختلف مفهوم جمال البشرة بين النساء من منطقة لأخرى حول العالم، ففي بعض مناطق العالم تفضّل الفتيات الحصول على بشرة داكنة، في حين تعتقد مجموعة أخرى أن علامة جمال البشرة هو لونها الطبيعي الفاتح، لذا نجد بعضهن ينفقن الوقت والمال على المعالجات لتغيير لون بشرتهن، فيما تبتعد ثلة أخرى تماماً عن أشعة الشمس.
د.زمّو: لا يوجد إجابة قاطعة بشأن الجمال
مستشار الأمراض الجلدية، في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز د.سمير زمّو والخبير الذي تستعين به Olay يدلي بنصائح للحصول على بشرة صحية، لا سيما ونحن نعيش أيام فصل الصيف، الذي يعد من أقسى الشهور على البشرة. يقول زمّو "عندما يتعلق الموضوع بالبشرة فإنه لا يوجد جواب يحدد بشكل قاطع ما هو الصحيح وما هو غير الصحيح بشأن الجمال، لأن الجمال كان وسيظل موضوعاًَ نسبياً يختلف من شخص لآخر، وعلى كل حال فإن الشيء الذي يجمع كل أنواع البشرة على اختلاف أنواعها هو أنها بحاجة للرعاية حتى نحافظ على صحتها".
ومع اقتراب فصل الصيف الحار تصبح الرغبة في الحصول على بشرة جميلة أكثر إلحاحاً، يبين زمّو، ليس فقط لأن كل شابة ترغب بأن تكون بشرتها جميلة طوال فصل الصيف، بل بسبب شدة تغير الفروقات الحرارية ما بين أشعة الشمس الساطعة والقوية في الخارج وتكييف الهواء البارد في الداخل والتناوب ما بين الدخول والخروج ما يؤثر أيضاً على صحة البشرة.
لذلك، وطالما أنه لا يمكنك تغيير حدة أشعة الشمس وتحتاجين إلى البقاء في الداخل تحت برودة المكيف، تستطيعين الإلتزام بنظام عناية بجلدك لجعله يبدو جميلاً في الصيف عن طريق الجمع ما بين العيش بأسلوب حياة صحي والترطيب السليم للجلد والعناية بالبشرة.
د.جربوع: ضعي اللوشن أكثر من الجيل والجيل أكثر من الكريم
من جهته أوضح أخصائي الأمراض الجلدية لدى مركز كايا للعناية بالبشرة في دبي تيسير رشيد جربوع، أن عدد المرات المثالي لتكرار وضع الكريم يتوقف على قوام المستحضر وما إذا كان الشخص المعني يعرق كثيراً أو كان يسبح في الماء.
لذا يفضل استعمال كريم أو لوشن أو جيل الحماية من الشمس مجدداً بعد السباحة مباشرة أو بعد التعرق الشديد. وفي حديثه لوكالة الأنباء الألمانية (dpa) قال أخصائي الأمراض الجلدية "ينبغي وضع اللوشن أكثر من الجيل ووضع الجيل أكثر من الكريم".
وسواء تم استعمال الكريم أو الجيل أو اللوشن فلابد أن يؤخذ بيعن الاعتبار أنه "كلما كان مُعامل الحماية من الشمس أعلى، كان ذلك أفضل". وبالإضافة إلى ذلك ينصح الخبير بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة في الفترة من 10:00 صباحاً وحتى 16:00 عصراً.
وحتى في الظل ينبغي أيضاً تغطية البشرة، لأن المسطحات المائية والرمال تعكس أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، وبذلك تصل دائماً الأشعة فوق البنفسجية إلى الظل على الشاطىء مثلاً بنسبة 15% .
الملابس والإكسسوارات الصحيحة تحمي من حروق الشمس
يمكن أيضاً أن تسهم الملابس والإكسسوارات الصحيحة في الحماية من حروق الشمس. وهنا ينصح جربوع بارتداء قبعات الشمس عريضة الحواف والنظارات الشمسية وملابس ذات أنسجة محاكة بغرز ضيقة قدر المستطاع وذات ألوان فاتحة، موضحاً "كلما كانت الملابس ذات ألوان فاتحة، كان بإمكانها توفير حماية أفضل، لأنها تعكس المزيد من أشعة الشمس". وفيما يتعلق بأنسجة الملابس ينبغي بالإضافة إلى ذلك الحرص على أن يكون مُعامل حمايتها من الأشعة فوق البنفسجية عالياً قدر المستطاع.
وإذا حدث أن تعرض الجلد لحروق بالفعل، فإن الأمر يتطلب سرعة تقديم العلاج. وفي حال حروق الشمس الخفيفة حتى المتوسطة ينصح أخصائي الأمراض الجلدية بارتداء ملابس باردة ومبتلة، مشيراً إلى أن مستحضرات جيل الألو فيرا الملطفة والأقراص المسكنة للألم تسهم هي الأخرى في التخفيف من وطأة الحروق. وبالإضافة إلى ذلك ينصح الخبير بشرب الكثير من الماء. أمّا في حال الحروق الشديدة فينبغي الذهاب إلى الطبيب.
ويشار إلى أن كثير من الأشخاص يستهينون بحروق الشمس ويتعرضون لها في إطار سعيهم للحصول على السُمرة المنشودة. غير أن حروق الشمس يمكن أن تلحق أضراراً جسيمة بالجلد، ويحذر جربوع قائلاً "حروق الشمس يمكن أن تتسبب في الإصابة بأمراض جلدية مثل الإكزيما والهربس البسيط".
وعلى المدى الطويل ومع تكرار الإصابة بحروق الشمس، يمكن أن يصل الأمر إلى حد تعرض الجلد لشيخوخة مبكرة والإصابة بسرطان الجلد.
طقوسك اليومية ليظل جلدك شاباً
من جانبه، أكد د.زمو أن اتباع نظام يومي للعناية بالبشرة يساهم في الحصول على بشرة نضرة ومتألقة يعتمد على اختيار المنتج المناسب لك، واتباع نظام يومي للعناية بالبشرة. وعن هذا النظام اليومي يبين زمّو الخطوات التي يجب اتباعها يومياً وهي:
التنظيف: قبل الذهاب إلى النوم وبعد الاستيقاظ يجب دائماً تنظيف الوجه لإزالة شوائبه، وتساعدك الرغوة اليومية
في الحصول على بشرة نظيفة بالكامل.
الترطيب: طريقك الوصول إلى بشرة جميلة لامعة ومتألقة. جرّبي استخدام كريم لحماية بشرتك من أضرار أشعة الشمس أثناء النهار. وفي المساء يمكنك أن تمنحي بشرتك مزيداً من التفتيح باستعمال كريم ليلي أيضاً.
التصحيح: وإن وجدت هالات سوداء تحت عينيك، يمكنك تخفيفها باستخدام مستحضر مخصص للجلد تحت العينين. وللتخلص من البثور استخدمي كريم معالجة البثور الذي يساعدك على التخفيف من مشاكل البشرة و يمنحك بشرة أفتح لوناً وأكثر إشراقاً.
وأثناء فصل الصيف وحرارته الملتهبة ربما يكون من الصعب المحافظة على المستوى الصحي للترطيب، لكن الحصول على الكمية الكافية من الماء، وتلبية حاجة الجسد من النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعني أن المرأة تفعل الشيء الصحيح تجاه جلدها ومن الداخل، لذلك يشير د. زمّو ومن الضروري أن يرافق هذا الاهتمام من الداخل برعاية للجلد من الخارج، وللحماية من أشعة الشمس أهمية قصوى، لأن الأضرار التي تصيب الجلد من جراء الشمس تجعله يبدو أكثر عمراً مما هو الواقع، أي يبدو هرِماً قليلاً، لذا فإن الحماية من أضرار أشعة الشمس هو أيضاً مهم للحفاظ على بشرة شابة. ولا تنسِ اختيار كريم يساند الجلد على مقاومة قلة الترطيب الناتجة عن الهواء الجاف والتعرض للشمس والرياح.
سهر الصيف الطويل يضر بك
يعني فصل الصيف بالنسبة للكثيرين موسم الشواء، والخروج وقضاء أوقات وليال طويلة مع الأصدقاء، لابأس من الاستمتاع بفصل الصيف ولكن مع المحافظة على العيش بطريقة صحية، وأولها، كما يقول خبير Olayد.زمّو هو الحصول على كمية كافية من النوم أثناء الليل، وتختلف كمية النوم التي يحتاجها الجسد من شخص لآخر، ولكن عموماً المدة المثالية للنوم هي ما بين 6 إلى 8 ساعات في الليل، والنوم مهم جداً للجلد حيث يمكّنه من الاسترخاء والتجدد.
ليس سهلاً القيام بالتمارين الرياضية تحت حرارة الصيف، إلا أنه ليس عسيراً القيام ببعض التمارين البسيطة خصوصاً عندما تكونين في المسبح أو على شاطئ البحر وهذا سيحافظ على صحتك، ونذكر بأن أشعة الشمس عند منتصف النهار تكون قاسية جداً على الجلد، كما يمكن إجراء بعض التعديلات البسيطة على أسلوب الحياة، منها مثلاً استخدام السلالم والدرج بدلاً من المصعد سواء في البيت أو المكتب، إن التمارين الرياضية مفيدة للجلد لأنها تمنحه الأوكسجين وتجعلك تتألقين صحة ونضارةً.