من أكثر الأمراض التي يُمكن أن تصيب الأظافر بالإزعاج والإيلام مرض الأظافر الفطرية،
وهو عندما تصيب الأظافر عدوى فطريات ضارة، تُغيِّـر لون الظفر وتجعله يَتفتَّت، فهل تعرفين ما يكفي عن هذا المرض؟

تحدث عدوى الأظافر الفطرية، عندما تنتقل الفطريات إلى ظفر واحد أو أكثر من أظافر اليد أو القدَم. ويمكن أن تظهر هذه العدوى في البداية في شكل بقع بيضاء أو صفراء تحت طرف الظفر. وعندما تستشري الفطريات عميقاً في الظفر فإنها قد تَتسبَّب في فقد الظفر لونه، وتجعله يَتفتَّت ويَتفسَّخ عند الأطراف، وهو ما يُمكن أن يُسبِّب ألمَاً شديداً مع مرور الوقت. ويمكن أن تكون الإصابة بعدوى الأظافر الفطرية صعبة العلاج، وقد يَصاب المريض بها من جديد مرة أُخرى بعد العلاج، لكن العلاج مُتوَافـر وفعَّال.

 

تَفتُّت وتَشوُّه

لأنّ الفطريات تحتل مكاناً غير مرئي تحت الظفر أو في جانبه، ولأنها لا تُسبِّب أي ألم في بدايتها، فإن أغلب المصابين بالأظافر الفطرية، لا يُلاحظون إصابتهم بهذا المرض في مرحلته الأولى. ومن أعراض هذا المرض أن الظفر المصاب بفطريات الأظافر، يُصبح أكثر سُمْكاً ويَتغيَّر لونه ويتشوّه صفاؤه ببقع بيضاء أو صفراء. ومع مرور الوقت يفقد الظفر صلابته وقوته، ويُصبح ضعيفاً وسهل التفتُّت. ومن خلال الشقوق التي تُصيبه، تبدأ الأوساخ والبكتيريا في الدخول إلى ما تحت الظفر، ثم يصبح داكن اللون بسبب ذلك، ليزداد الوضع سوءاً، حتى يَتحلَّـل الظفر ويسقط بالكامل. ومن النَّادر جداً أن تُصاب إصبَع واحدة بهذه العدوى وأن تصل إلى مرحلة متقدِّمة من دون أن تنتقل إلى باقي الأظافر، وذلك لأن مرض الأظافر الفطرية مَرضٌ مُعدٍ جداً، ولا ينتقل بين أظافر اليدين فقط، بل يمكن أن يُعدي أيضاً أظافر الرجلين أو العكس، أي من أظافر الرجلين إلى أظافر اليدين.

 

الرطوبة والحرارة

الفطريات أو الخَمَائر، هي كائنات «ميكروسكوبية» صغيرة جداً، لا تحتاج إلى أشعة الشمس لكي تعيش، وهناك بعض الفطريات التي يستعملها الإنسان في أغراض مفيدة، بينما هناك فطريات مُضرَّة وتُسبِّب الأمراض والعدوى.
الأظافر الفطرية هي مرض يحدث في أغلب الأحيان بسبب فطريات من فصيلة « ديرماتوفيتس» لكن هذا لا يمنع أن هناك أنواعاً أخرى من الخمائر تسببه. وكل هذه الكائنات الميكروسكوبية الضارة تعيش بشكل جيد وتنمو في الأماكن الرطبة (حيث يوجد ماء أو عَرق) والدافئة، بما في ذلك المسابح والحمامات. ويمكنها إن لامست الجسم أن تدخل إليه عن طريق أية جروح في البشرة صغيرة وغير ظاهرة للعين المجردة، أو عن طريق فتحات صغيرة بين البشرة والظفر، وتسبب مشكلاً صحياً فقط للشخص دائم التعرض للدفء والرطوبة أو الماء، فتلك هي البيئة المثالية لنمو أية فطريات. ومرض الأظافر الفطرية بمجرد أن يبدأ فإنه يمكن أن يستشري بشكل لا محدود إن لم يعالج، لهذا على المريض بمجرد أن يلاحظ أول أعراض المرض، مثل تَغيُّر لون أجزاء من الظفر أو ظهور بقع عليه، أن يُبادر إلى زيارة الطبيب.

 

علاجات

في بعض الحالات يكون علاج الأصابع الفطرية صعباً وطويلاً، كما أن حدوث إصابة جديدة بعد الشفاء هو أمر وارد. المراهم التي يشتريها المريض من الصيدلية من دون زيارة الطبيب متوافرة بكثرة لكنها ليست فعّالة جداً. ومن الأدوية التي توصف للمريض بالأظافر الفطرية، أدوية تؤخذ عن طريق الفم، سيصفها الطبيب للمريض، خاصة إذا كان المريض مصاباً بداء السكري أو بالتهاب النسيج الخلوي، أو في تاريخ عائلته إصابات سابقة بهذا المرض، وإذا كان يشعر بألم أو انزعاج بسبب إصابته بالفطريات. هذه النوعية من الأدوية تساعد على نمو ظفر جديد يعوض الجزء المصاب من الظفر الأصلي. ويستمر المريض في تناول هذه الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعاً، لكن النتيجة النهائية لهذه الأدوية لن تكون ملموسة إلا بعد أن ينمو الظفر الجديد تماماً. فالقضاء النهائي على المرض قد يستغرق أربعة أشهر أو أكثر، ويمكن أن يعود المرض إلى الظهور مرة أخرى بعد العلاج إذا لم تُتبع أساليب الوقاية. لهذا على المريض أن يبتعد عن تعريض الأظافر للدفء والرطوبة، فينظف يديه ورجليه في كل الأوقات ويحرص على تنظيفها جيداً. وتجدر الإشارة إلى أن للأدوية المضادة للفطريات بعض التأثيرات الجانبية، التي تتفاوت من شخص إلى آخر بين طفح جلدي والتأثير في الكبد، لهذا لا يُنصح بإعطاء مضادات الفطريات مرضى الكبد أو القلب.


إذا كان المريض يُعاني إصابة خفيفة أو متوسطة بالفطريات، فإن الطبيب قد يصف له طلاء أظافر طبياً مضاداً لها، حيث يطلي الظفر كله والمنطقة المحيطة به بهذا الطلاء ثم يمسح لاحقاً بسائل فيه كحول.
وقد يختار الطبيب وصف علاج موضعي مثل المراهم، وهذا النوع من الأدوية غالباً لا يشفي المرض لوحده، لكنه يُوصف إلى جانب دواء آخر يُتناول عبر الفم.
ُوالجراحة هي آخر الحلول التي يُلجأ إليها إذا كان مرض الأظافر الفطرية قد وصل مرحلة متقدمة أو كان مؤلماً جداً، حينها يتجه الطبيب إلى العملية لإزالة الظفر بأكمله، بحيث ينمو بدلاً منه ظفر جديد، لكن ذلك يستغرق حوالي السنة.

 

وقاية

إنَّ الحفاظ على نظافة وجفاف القدمين واليدين، هو عنصر مهم تقوم عليه الوقاية من مرض الأظافر الفطرية والحد من انتشار عدواه. وللنجاح في ذلك، ينصح باتباع النصائح التالية:
- الحفاظ على الأظافر قصيرة وجافة ونظيفة، وتجفيف اليدين والقدمين جيداً بعد كل غسل أو استحمام، بما في ذلك ما بين الأصابع، باستعمال فوط نظيفة وجافة.
- ارتداء جوارب مناسبة في القدمين، فجوارب طبية تساعد على التخلص من الرطوبة وتحافظ على القدمين جافتين، أكثر من جفاف جوارب القطن أو الصوف. ينبغي العمل على تغيير هذه الجوارب باستمرار، خاصة إذا كانت القدمان من النوع شديد التعرق. كما يجب الحرص على إزالة الحذاء عدة مرات عدة في اليوم، وكلما سنحت الفرصة حتى تتاح فرصة للقدمين لكي تجفا ويقل التعرق، ويفضل ارتداء أحذية مفتوحة من الأمام بدل الأحذية المغلقة.
- استعمال بخاخ أو مسحوق مضاد للفطريات على القدمين أو داخل الحذاء.
- استعمال قفازات بلاستيكية لحماية اليدين من التعرُّض كثيراً للماء. وبين كل استعمال وآخر يُنصح بأن تقلب القفازات، بحيث يكون باطنها إلى الخارج وذلك حتى تجف من الداخل.
- تَجنُّب إزالة الجلد الزائد حول الأظافر، لأن ذلك يعطي الفطريات فتحات في البشرة، يمكنها من خلالها الدخول إليها وإلى تحت الظفر.
- تجنّب المشي حافياً في الأماكن العامة مثل المسابح والحمامات وغرف تغيير الملابس.
- بالنسبة إلى النساء، ينصح باختيار «صالون تجميل» ذي سمعة جيدة في ما يتعلق بالنظافة، وتعقيم أدوات تقليم الأظافر، و«المانيكير» و«البيديكير»، بل يُفضَّل أن تشتري المرأة أدواتها الخاصة، وتُحضرها معها في كل مرة، حتى تطمئن إلى أن لا أحد غيرها يستخدمها.
إذا كانت المرأة مصابة بفطريات الأظافر، فإنها تُنصح بأن تَتجنب وضع الأظافر المستعارة أو طلاء أظافرها، لأن ذلك قد يُزيد الوضع سوءاً.
- الحرص على غسل اليدين في كل مرة يتم فيها لمس ظفر مصاب، أو وضع المرهم عليه، لأنّ فطريات الأصابع تنتقل بسهولة من ظفر إلى آخر.