شنّت الصحافة المصرية هجوماً عنيفاً على نجوى كرم بسبب تصريحها في برنامج "تاراتاتا" بأنّها تغني باللهجة المصرية إذا غنّى عمرو دياب باللهجة اللبنانية. هكذا، انهالت الأقلام الناقدة على الفنانة اللبنانية الأصيلة التي لم يكن سلاحها يوماً سوى الفن! وفي وقت لم تفتح مصر ذراعيها لـ "شمس الأغنية اللبنانية"، احتضنت فنانات الكليبات اللبنانيات وأصبحن نجمات من "الطراز الأول"، يتهافت عليهن متعهّدو الحفلات في المحروسة. في حين أنّ لبنان لا "يعيرهن أي إهتمام" ولا تقام أي حفلةٍ لهن. مع ذلك، نشرت جريدة "الوفد" المصرية منذ عام مقالاً بعنوان "آمال ماهر تغني في قلب عاصمة البورنو كليب" بعدما قدّمت الفنانة المصريّة حفلةً أسطورية في "مهرجانات بيت الدين" في لبنان وكانت موضع إحتفاء الصحافة اللبنانية التي تقدّر الفن الأصيل. فيما تناست الجريدة المصرية وقتها إنتقاد إحتفاء مصر بـ "فنانات البورنو كليب" كما سمّتهن. ولم تذكر شيئاً عن غناء مي حريري في دار الأوبرا المصرية العريقة التي خرّجت آمال ماهر. كما تغفل الصحافة المصرية أنّ كلمات أغاني الفنانات "إياهن" هي "صناعة مصرية" أي تحمل توقيع ملحّنين وشعراء مصريّين. في حين أنّ أغاني نجوى كرم تحمل توقيع شعراء وملحّنيين لبنانيين. مع ذلك، تحظى نجوى بشعبيةٍ واحترام في كلّ العالم العربي، على رأسها مصر. والدليل على شعبية نجوى كرم في مصر حضور طفلة مصرية لا تتعدى خمس سنوات إلى بيروت للمشاركة في برنامج "ستار صغار" الذي كانت ضيفته نجوى كرم. إذ غنّت الطفلة كنزي لنجوى أغنية "ما عاش مين زعلك"، لتؤكد بذلك أنّ هذه الفنّانة اللبنانيّة إستطاعت دخول مصر بأغانيها اللبنانية التي وصفها بعض الشعراء والملحّنين المصريين بأنهّا فاشلة وتحتاج إلى الجمهور المصري وليس العكس. ووصل الأمر بأحدهم إلى القول عن نجوى: "ليتك بقيتِ صامتة ولم تفتحي فمك إلا للغناء".
والد كنزي صرّح لـ "أنا زهرة" بأنّه من أشد المعجبين بنجوى كرم، وبأنّه منذ أن ظهرت على الساحة الفنية، يتابع ويحفظ جميع أغانيها هو وعائلته الصغيرة خصوصاً إبنته كنزي. وأضاف أنّه لم يتردد لحظة بمشاركة إبنته في الحلقة، مشيراً إلى أنّه ليس الوحيد المعجب بنجوى في مصر "بل لديها جمهور كبير يعشق فنها الأصيل".
فإذا كانت كنزي إختصرت على كثيرين هاجموا نجوى كرم وإنتقدوها، وغنّت لها بكلّ حب وبراءة وبلهجة "لبنانية"... فهل يتعلّم الكبار من الصغار!