لم تعد الإعلانات التي تبث على الشاشات، واللوحات الضخمة التي تنتشر على الطرقات وغيرها من الوسائل الترويجية، تُجدي نفعاً لدى الفنان في التسويق لعمله الجديد. إذ أصبح يفضّل اعتماد أساليبٍ أسرع لا تحتاج إلى إنفاق أموال كثيرة، وتساعده في لفت الأنظار إليه وفي إبقائه تحت الأضواء وعلى صفحات المجلات والجرائد. وتختلف هذه الأساليب حسب الحاجة. عمرو دياب مثلاً اعتمد قصة "تسريب الأغاني" وسيلةً إعلانيةً للترويج لألبومه الأخير "وياه". إذ قيل إنّ أربع أغنيات تسرّبت من الألبوم، فأجّل طرحه لأنّه سيسحب الأغاني المسرّبة من العمل ويستبدلها بأخرى. إنّها عملية "تشويق" لجمهوره ليس إلاّ، فتارةً يتّهم الملحّن بتسريب الأغاني، وطوراً يتّهم "روتانا"، ثم يتحدّث عن خلافه مع الشركة. وبعد ذلك، يصدر الألبوم فيما تكون الصحافة أكلت "الطعم"، واحتلّت أخبار عمرو دياب وألبومه الجديد صفحات المجلات والجرائد، وأصبحت حديث المنتديات والمواقع الإلكترونية. وأخيراً، حُكي عن تسريب أغنية من ألبوم فارس كرم الجديد وتم بثّها على الإذاعات قبل أسبوع من صدور الألبوم. ومنذ فترة وقبل صدور ألبوم "قانون كيفيك" لأصالة، سُرِّبت صورة للمطربة السورية قيل وقتها إنّها غلاف الألبوم، لتصرّح أصالة عند صدور الألبوم بأنّ الصورة ليست صورة الغلاف بل هي التي قامت بتسريبها. الأمر مختلف مع نجوى كرم التي اعتادت قبل صدور أي ألبوم لها في بداية الصيف، أن تطلق الأخبار عن خلاف مع "روتانا" وأنّها ستغادرها كنوع من الدعاية لعملها الجديد.
إغماءات تامر حسني
تامر حسني متهم باستئجار "معجبات" ليغمى عليهن في حفلاته. ويعود سبب هذه الشكوك إلى أنّ جميع حفلات "نجم الجيل" تتخلّلها الإغماءات نفسها. ولا تقع هذه الحوادث مع أي فنان آخر. وهو الأمر الذي يضع تامر في دائرة الشك بأنّه يختلق تلك "الإغماءات" ليثبت بأنّه "نجم الجيل" بحق وبأنّ حفلاته تغصّ بجمهور غفير، في رغبةٍ منه بجذب متعهدي الحفلات. وكانت الصحافة منذ فترة شنت هجوماً على تامر واتهمته بأنه يحضر فتيات خصيصاً لتمثيل حالات الإغماء. وكانت شيرين عبد الوهاب التي بدأت منذ سنوات الغناء مع تامر، استاءت من "إغماءات" تامر، فصرّحت بأنّه يقف وراء تلك الحالات المفبركة.
قتل وإعتقال
الفنان رامي عياش هو الآخر يفضّل الأساليب المبتكرة للترويج لنفسه ولعمله. وقد اعتاد الجمهور "فبركات" رامي الذي أطلّ منذ سنوات مع نيشان ليعلن بأنّه مصاب بالسرطان. ولاحقاً، اكتشف كل أنّ الأمر مجرّد لعبة كتبت لها السيناريو الصحافية نضال الأحمدية ونفّذها رامي بإتقان ترويجاً لألبومه في ذلك الوقت. لكن الناس والصحافة لم ينسوا ذلك أبداً وبقي رامي دائماً موضع اتهام وعدم مصداقية. ومنذ عام، أرسل المكتب الاعلامي لرامي بياناً ينفي ما تردد عن تهديدات بالقتل تلقّاها الفنان اللبناني إن غنّى في مصر، ليتضح بعد ذلك أن رامي نفسه يقف وراء إطلاق تلك الشائعة. وأخيراً، ترددت أخبار عن اعتقاله في تركيا تزامناً مع ألبومه المتوقع صدوره قريباً.
... واغتصاب أيضاً!
إذا كان رامي عياش لجأ إلى تهديد نفسه، فإنّ المغنية منار التي لم تستطع حصد أي نجاح منذ ظهورها حتى الآن، ولم يجدِ خلافها مع الفنانة مادونا أي نفع، "ابتدعت" وسيلةً ترويجيةً جديدة لم يسبقها إليها أحد. إذ دعت الصحافة إلى مؤتمر كي تكشف فيه حقيقة "اغتصابها". فقد أعلنت أنّها تعرضت للاغتصاب في سوريا، حين كانت مدعوةً لإحياء حفلة هناك، وتم إختطافها وتصويرها في أوضاع مخلّة. ووزّع مصدرٌ "مجهول" صوراً لها، وإن كانت منار بدت في الصور لا تشبه النساء "المغتصبات". وبدلاً من حصد "العطف"، تعرّضت منار للهجوم والنقد من قبل الصحافة التي اعتبرتها بأنّها تريد الترويج لنفسها لا أكثر.
ويبدو أنّ "إعلان التهديد" لا يقف عند رامي عياش وحده، بل هو الأكثر رواجاً عند الفنانين. ها هي المغنية مي حريري التي تجافيها النجومية، تحاول بشتى الوسائل لفت الإنظار. إذ صرّحت منذ عام بأنّها تتعرض للتهديد من "جهة لم تصرّح عنها". وخوفاً على حياتها، استعانت مي بـ"بادي غارد" كما قالت، وإن كنّا لم نعرف مَن يهدّدها أو "يطمح" إلى قتلها. وكذلك المغنية رولا سعد التي أصدرت هي الأخرى بياناً منذ عام ينفي تعرّضها للتهديد بالقتل، رغم أن أحداً لم يسمع بهذا التهديد.
"حملات الإعلانات المبتكرة" لدى الفنانين لن تتوقّف حتماً، ولن يكفّ هؤلاء عن اختلاق المفرقعات و"التهديدات" الوهميّة من أجل لفت الأنظار والشهرة و"البريستيج"، أو بحثاً عن بقعة ضوء. حتى أنّ الجمهور والصحافة معاً، صارا يترقّبان ماذا سيرافق العمل الجديد من تهديد أو تسريب أو "تفخيخ"!