في ظل الأزمة المالية العالميّة التي ألقت بظلالها على سوق السينما والكاسيت معاً، لم تعد الوسائل الدعائية المعروفة للأعمال الفنية متاحةً أمام الفنانين بسبب ارتفاع كلفتها. هكذا، وجد بعض الفنانين ــ خصوصاً الجدد ـ وسيلةً أخرى للترويج لأعمالهم. وأرخص هذه الوسائل وأكثرها سهولةً هي افتعال مشكلةٍ مع هيئة الرقابة على المصنّفات الفنية أو مع الرقابة على التلفزيون المصري أو المحطات الفضائية، ومحاولة الاصطدام بالرقابة بأي طريقة من أجل إثارة ضجّةٍ إعلاميّة تفيد الحملة التسويقية للمطرب الشاب أو للعمل الفني.


أحدث هذه الخبطات ما فعله مطرب جديد هو كريم منقوبة، حين أعلن أنّ الرقابة رفضت كليبه الجديد "طفلة 2050" لأسباب سياسيّة تتعلّق بأنّ الكليب يتناول مشاكل البلد وواقعاً مصرياً نعيشه. وأضاف منقوبة أنّ الرقابة على التلفزيون المصري رفضت الكليب، وكذلك رقابة القنوات الفضائية. وعلمت "أنا زهرة" من مصادر مطلعة داخل قناة "روتانا" أنّ الكليب لم يُعرض أساساً على المسؤولين في المحطة، وهو الأمر الذي أكّدته أيضاً مصادر داخل محطتي "مزيكا" و"ميلودي". كما نفى رئيس "هيئة الرقابة على المصنّفات الفنية" سيد خطاب بأن يكون الكليب عُرض أساساً على الرقابة حتى ترفض عرضه على التلفزيون المصري، مضيفاً أنّ هذا الكلام لا أساس له من الصحة. وعن تلك المحاولات لافتعال ضجة مع الرقابة، يقول خطاب "اعتدنا في الفترة الأخيرة هذه الأساليب التي تهدف إلى الترويج للأعمال الفنية من خلال الاصطدام بهيئة الرقابة على المصنّفات الفنية والرقابة على التلفزيون المصري وغيره من المحطات".
الغريب أنّ الكليب لا يحتوي على أي مشاهد تستدعي الاستنكار. إذ تدور فكرته في إطار كوميدي وتتناول قصّة مطربٍ جديد يتحدث عن أزمة ارتفاع الأسعار من خلال مشاهد لشاب وفتاه يعيشان مشرّدين في الشارع بسبب عدم قدرتهما على شراء منزل.