بعد غياب عن الساحة الفنية، عادت عبير صبري محمّلةً بطاقات فنّية كبيرة وبأحلام سينمائيّة ضخمة، حاولت تحقيقها في الأعمال التي عرضت عليها في الفترة الأخيرة. هكذا، قدّمت أحد أجمل أدوارها وهو دور "بسيمة" في فيلم "عصافير النيل" الذي عرض أخيراً. وهو الدور الذي بدت فيه أكثر نضجاً واحترافاً. لكنها في الوقت نفسه، وافقت على أدوار لم يكن منتظراً أن توافق عليها، ومنها دور شقيقة البطلة (منة شلبي) في فيلم "نور عيني". وقد تبرأت عبير صبري من هذا الدور، وتحدّثت عن أسباب موافقتها على تأديته وحيثيات تبرّئها منه في هذا الحوار:
لماذا وافقت على دور بديعة مصابني في مسلسل "الضاحك الباكي" بعدما رفضته من قبل؟
رفضته لانشغالي في تصوير عدد من المسلسلات، وعدت إليه بعدما اعتذرت عن عدم المشاركة في بعض هذه الأعمال. وقد أعجبني الدور منذ البداية، وكنت أتمنى أن أقدّمه لأنّه مميز، وبديعة شخصيّة مختلفة عايشت الكثير من الأحداث المهمة، فوافقت على أداء الدور.
من المسلسلات التي اعتذرت عنها "مملكة الجبل" بعدما أعلنت موافقتك على الدور؟
في البداية، وافقت على العمل مع المخرج مجدي أحمد علي الذي سبق أن تعاونت معه في فيلم "عصافير النيل" قبل قراءة السيناريو، لكن بعد قراءته، اكتشفت بأنّ الدور صغير جداً لا يناسبني، فاعتذرت عنه.
هل سمعت عن نية سلاف فواخرجي تقديم شخصية بديعة مصابني في مسلسل تلفزيوني؟
لا أعرف شيئاً عن هذا الأمر، لكني اتفقت على تقديم الدور في المسلسل منذ فترة طويلة ولا يوجد ما يزعجني في تقديم سلاف فواخرجي الدور.
وافقت على بطولة "عصافير النيل" وهو فيلم مهم، كما وافقتِ على المشاركة في "نور عيني" وهو فيلم تجاري، هل أردتِ التنويع أم أنّ الأمر عائد إلى تشتّت في طريقة تفكيرك؟
هو ليس تشتتاً، لكنّه نوع من إثبات الوجود على الساحة الفنية. أنا الآن في مرحلة العودة إلى الساحة بعد غياب، أحتاج لإثبات نفسي وأن أقول للمنتجين وللجمهور بأنّني موجودة، وأصلح لأداء كلّ الأدوار والأعمال. بعدها، قد أفكر في التركيز على نوعية واحدة من الأفلام، قد تكون جماهيريةً أو أفلام مهرجانات أو قد أقدّم النوعين. لكني في هذه المرحلة، لا يمكنني التخصّص في تقديم نوع واحد فقط.
ما الذي أعجبك في دور "بسيمة" في فيلم "عصافير النيل"؟
الدور كلّه أعجبني منذ البداية حتى النهاية. بسيمة هي محرك أحداث الفيلم، وهي شخصية تكتنف تناقضات بشريةً وإنسانيةً تغري أي ممثّلة لتجسيدها، بالإضافة إلى أنّ العمل يتناول حياتها في مختلف مراحل عمرها تقريباً.
هل وجدت صعوبة في تقديم الدور بمراحله العمرية المختلفة؟ وما هي المرحلة الأصعب في نظرك؟
الصعوبة كانت في الحفاظ على إيقاع الأحداث طوال الفيلم، والمرحلة الثانية كانت الأصعب بالنسبة إليّ، لأنّها احتوت على نقلات إنسانيةٍ حادة في حياة بسيمة.
ما حقيقة خلافك مع المنتج محمد السبكي على خلفية فيلم "نور عيني"؟
ما حدث يعتبر إهانةً لي. وافقتُ على تقديم 21 مشهداً كونه شريطاً يقوم ببطولته تامر حسني ومنة شلبي، وأنا أحبهما على المستوى الشخصي. لكني فوجئت بعدها بأنّ مشاهدي قُلِّصت إلى 17 فقط ولم أعترض. لكن المفاجأة كانت في حذف معظم المشاهد التي صوّرتها من الفيلم ولا أعرف من المسؤول عما حدث.
هل أزعجك تجاهل صورتك في الأفيشات؟
بالتاكيد أزعجني هذا الأمر. فاتفاقي معهم منذ البداية كان على أن يضم الأفيش صورة تامر حسني ومنة شلبي فقط، فوافقت على تجاهل صورتي. لكني فوجئت بعدها بأنّ الأفيش يضم صور باقي الممثلين فيما وُضعت صورتي بشكل مهين على الأفيش الوحيد الذي اعترضت على فكرته منذ البداية. وأبلغت اعتراضي لصنّاع العمل، كأن إزعاجي كان مقصوداً. هذا بالإضافة إلى تيترات الفيلم التي كتب عليها اسمي بعد وجه جديد شارك في بطولة الفيلم. وهذا الأمر أزعجني بالتأكيد. ولا أعرف إن كان المنتج محمد السبكي مسؤولاً عن ذلك أم أنّه المخرج وائل احسان. لكن في كل الأحوال، فقد تمّ تشويهي وتعرضت لظلم شديد.
ما حقيقة الخلاف الذي نشب بينك وبين محمد السبكي خلال تصوير الفيلم؟
هو ليس خلافاً بالمعنى المعروف، لكني اعترضتُ على الأسلوب العشوائي في تنظيم مواعيد تصوير الفيلم. كان أمر التصوير يأتيني صباحاً في حين كنّا نبدأ التصوير عصراً. وطوال هذه المدة، كنتُ لا أفعل شيئاً سوى الانتظار, رغم أنّني مرتبطة بمواعيد تصوير أعمال أخرى تعاقدت عليها قبل فيلم " نورعيني". وبالتالي، كان عليّ الالتزام أمام صنّاعها، بالإضافة إلى أنني فنانة ملتزمة بطبعي، ولا أحبّ تغيير هذه الصورة أمام صنّاع السينما.
لماذا لم تواجهي محمد السبكي باعتراضاتك؟
واجهته أكثر من مرة، ونصحته بتنظيم مواعيد العمل، لكن يبدو أنّ نصيحتي أغضبته، فقرر أن يردها لي بطريقته الخاصة.
لماذا لم تنسحبي من تصوير الفيلم؟
لم أفضّل التسبّب في مشاكل للفيلم، بالإضافة إلى رغبتي في الظهور في العمل لأني كنت أعرف منذ البداية أنّه فيلم جماهيري. ويبدو أن رغبتي في الظهور في أكثر من عمل دفعتني إلى القيام بأفعال ما كان يجب أن أستمر فيها مثل استئنافي تصوير الفيلم بعد كل ما حدث.
اشتهرت بأدوارك الجريئة في فترة سابقة، ثم عدتِ إليها بعد خلع الحجاب، لكن هذه المرة في ظل مدّ ديني محافظ، ألم تخشي الهجوم عليك بسبب هذه الأدوار؟
أنا لا أفضّل التفكير على طريقة "امشي جنب الحيط، يحتار عدوك فيك". أفضّل أن أسير وسط الشارع وقد أصطدم بالسيارات، وقد أعود إلى منزلي سالمةً. ولولا هذه المغامرات في حياة الانسان، لما كان للحياة أي طعم. أما بالنسبة إلى الجرأة، فهي تكمن في الفكر، وليس في المشاهد. أفضّل الفيلم الذي يعتمد على الفكرة الجريئة والمقاربة المختلفة، وليس على المشاهد الساخنة غير المبرّرة.
لكن الوضع اختلف حالياًن وأصبح هناك مد ديني محافظ قد يعرّضك للانتقاد في حال تمسكك بقناعاتك الفنية؟
لا أخشى الهجوم طالما أنّني لا أرتكب أخطاءً. أنا أفعل ما يناسبني بغض الطرف عن الهجوم.
خلال فترة تحجّبك وابتعادك عن السينما، تقدمت نجمات جيلك وظهر جيل جديد من الفنانات وصلن إلى الصفوف الأولى، هل يزعجك هذا الأمر؟
كان لابتعادي عن السينما تأثير سلبي في مسيرتي، لكنّي لا أنظر إلى غيري ولا أهتم سوى بنفسي. وابتعادي عن السينما كان نصيباً وقدراً، ولستُ نادمة على أي قرار اتخذته. طالما اتخذته، فأنا مقتنعة به. حالياً، أحاول تعويض هذه الفترة من خلال الموافقة على معظم الأدوار المعروضة عليّ شرط أن تناسب قناعاتي الفنية.