اسم لامع في عالم الأزياء، انفرد بتصميم فساتين الأعراس والسهرة الخاصة بالنخبة في منطقة الخليج، فمن بيت أزياء إيمانيلا، أكبر بيوت الأزياء في الكويت الذي يمثل محطته الأولى، ولغاية «دار عمر بونسو للخياطة الراقية»، مر عمر بمراحل كثيرة ليلامس اليوم النجومية. الكثير من الأسرار خلف قصة عمر بونسو نعرفها في هذا الحوار.

 

• متى كانت البداية في عالم التصميم؟
- خلال سنوات دراستي الجامعية الأولى عام 1992 كانت البداية بتصاميم تحمل طابع البساطة والأناقة معاً، أثارت حينها أعجاب المقربين من حولي، ما شجعني على المضي في هذا المجال، ومن ثم الاحتراف عام 1994 والتخلي عن الدراسات العليا في الاقتصاد، مع تزايد عدد الزبونات المعجبات بتصاميمي.


• تصاميمك مزيج بين الموضة الحديثة والتقاليد المحلية الموروثة بتقنية عالية، ما الذي تعكسه في هذا المزيج؟
- أرغب فـــــــي اظهـــار جمال وقـــــــدرة المرأة الشرقية على التنوع والاشراق بتصاميم غربية من دون أن تفقد سحرها وأصالتها الشرقية. فالتنوع والتمازج بين الثقافات ضروريان وجميــــلان خصوصاً إذا نفذا بإتقان.


• ثمَّة تخصص في فساتين الأعراس والسهرة، لأيّ أمر تعزو الأسباب؟
فكرة الخياطة الراقية (كوتور) تعتمد على هذا النوع من الفساتين، التي تحمل مساحة واسعة للابتكار والخيال بكل مستلزماتها، من أقمشة وألوان وخطوط واكسسوارات.


• ما قصة دار «عمر بونسو كوتور»؟
- طالما تمنّيت إنشاء دار أزياء راقية تغطي كل احتياجات المرأة العصرية من مستلزمات الأناقة والجمال التي تقتقر إليها المنطقة. ومثلت «دار عمر بونسو للأزياء» بفرعيها في دبي والعين الانطلاقة الحقيقية لتحقيق هذا الحلم بتغطية كل احتياجات المرأة من حقائب وأحذية واكسسوارات ومجوهرات، إضافة إلى فساتين السهرة الجاهزة التي انفردت بها الدار.


• ما الذي يمثله تصميم الأزياء بالنسبة إليك؟
- هو انعكاس لوجهة نظري تجاه المرأة والأناقة، وإعادة طرح أفكار جديدة من خلال التصماميم.


• هل تحاول الخروج على المألوف؟
- الخروج على المألوف ليس هدفاً بالنسبة إليَّ، وإن حصل يكون بالانفراد بقصات أو أقمشة، أو تمازجات لونية غير معتادة، من دون أن تتغلب الغرابة على الأناقة والتناسق العام للتصميم.


• بمن تأثرت؟
- تأثرت بسلفادور دالي وبيكاسو، وكذلك بالايطالي مايكل أنجلو. وفي مجال الأزياء (غاليانو) من دار ديور و(لاغرفيلد) من شانيل و(لاكروا). وعلى الصعيد العربي يعجبني نجاح وتألق إيلي صعب ودخوله العالمية.


• من أين يستوحي عمر بونسو تصاميمه؟
- كل جميل يحيطني هو مصدر إلهامي، من الألبسة التقليدية لشعوب العالم، كجنوب أميركا وأفريقيا وآسيا، وكذلك من الأرشيف العالمي لكبار المصممين العالميين.


• كـــيـــف تفـسر بصمتـــك الخاصة؟
- أحب أن تحــمــل صفة الرقي من جهة، والبساطة والعملية وإبراز الأنوثة من جهة أخرى، مع هامش كبير من الخيال والابتكار.


• أي الأقمشة والألوان تحبذ استخدامها؟
- أعشق كل الأقمشة، لكني أميل كثيراً إلى الراقية منها، كالدانتيل والتافتا والشيفون والتول، التي أستمتع بالعمل فيها بشكل خاص والدمج بينها. أما الألوان فأميل إلى الفاتحة المشرقة أو الغـــــــــــامقـــة بتـــدرجـــاتها، ولكني أحرص دائماً على حضور الأسود والأبيض في أغلب المجموعات.


• عُــرفـت بمصمِّم الأُســــر الحـاكمة فـي الإمارات والكويــــــت، بــــم تــــمـــيــــزت تصاميمك عن غيرك؟
- أحاول أن أعكس شخصية الزبونة وذوقها العام من خلال التصميم، لكن من دون الخروج عن بصمة عمر بونسو، من حيث الخطوط والشكل، عبر جلسات مناقشة معها للتوصل إلى ما تحلم به ويشعرها بالراحة.


• مثلت سنة 2004 التحول الأهم في حياتك المهنية، ماذا أضاف هذا المنعطف إلى تاريخك المهني؟
- شهدت سنة 2004 إطلاق مجموعة «ثوري» التي حاولت من خلالها تغيير الصبغة النمطية للمرأة العربية، بإبراز الجانب الجريء منها من دون التقليل من أنوثتها. وسائل الإعلام من جانبها تلقفت المجموعة بشيء من الاهتمام، مسلطة عليها الأضواء، ولربما كان هذا السبب في لفت الانتباه إلى الدار كعنصر فاعل في الموضة في هذا الجزء من العالم.


• ما التحدِّيات التي واجهتك؟
لا تتجاوز تلك المتعلقة بتحويل الحلم إلى حقيقة، ومن أفكار مرسومة على الورق إلى فساتين من أجمل الأقمشة والألوان، وكيفية إبرازها وسط هذا الكم الهائل من التصاميم في ساحة ازدحمت بشتى الألوان والأشكال.


• حزت العديد من الجوائز خلال مسيرتك مع الموضة، أهمها جائزة التقدير من جامعة الإمارات العربية المتحدة، إضــــافـــة إلــى جوائز أخرى، حدّثنا عنها؟
- الجائزة هي دافع معنوي كبير إلى المزيد من الجهد والإنتاج. والجوائز التي حصلت عليها، ما هي إلا تقدير لي وللعاملين في دار عمر بونسو، لكن يبقى تقديري الحقيقي عندما ألمس سعادة وفرحة الزبونة عند رؤية الفستان بعد إنجازه، الذي يفوق توقعاتها.


• كيف تصف موجة الأزياء اليوم، وبروز العديد من الأسماء في ساحة الموضة العربية والعالمية؟
- الأزياء كغيرها من الصناعات الرائجة تجتذب الطامحين إلى الاستثمار فيها، وتتباين أسواقها بين الصعود والهبوط وتزدحم بالكثير من الأسماء اللامعة، فمنهم من ينسحب بعد سنوات قصيرة ومنهم من يصمد في وجه الصعوبات والتحديات. وهؤلاء هم مَن يُكتب لهم النجاح بعد سنوات طويلة من العمل، وأظن أن الساحة العربية ستشهد غياب الكثير من الأسماء الموجودة في الوقت الراهن خلال السنوات الخمس المقبلة.


• أي الأزياء والخطوط الأكثر رواجاً اليوم في رأيك؟
لا يوجد خط عام حالياً في الأزياء الراقية، فكل يغني على ليلاه، وكل مصمم يذهب بعيداً في اختياراته من ألوان وقصات وتسريحات واكسسوارات، بينما يميل البعض إلى زيادة الزخارف، وينحو البعض الآخر إلى البساطة الشديدة في تصاميمهم.


• بعيــداً عـن الأزيــاء, مـا هـي اهتماماتك؟
- أقرأ كثيراً حول كل ما يتعلق بالأزياء والفنون التشكيلية والتصوير، كما أني من المواظبين على ممارسة رياضة ركوب الخيل والتنس والسباحة.


• فلسفتك في الحياة؟
- لا شي مستحيلاً، وكل حلم يصبح حقيقة، إذا اجتهدنا في تحقيقه وعرفنا كيف نحدد اختياراتنا بذكاء.