استطاعت الإذاعية اللبنانية ريما نجيم أن تستدرج دموعاً من عيني نجوى كرم عند الحديث عن شقيقها الحاج نقولا كرم التي صالحته أخيراً حين دخل المستشفى. وكانت القطيعة بينهما استمرت لسنوات على خلفية زواجها وطلاقها من المتعهّد يوسف حرب. في هذا اللقاء الإعلامي، سادت فترة صمت حين غصّت "شمس الأغنية اللبنانية" بالبكاء، مؤكدة على أنّها تمنت لو كانت هي المريضة وليس شقيقها. وقالت: "ربما لو كنت أنا المريضة، لما زارني ليصالحني. لكنّ قلبي لا يستطيع ألا يحبه". ووصفت ريما بالشريرة لأنّها أبكتها. وصرّحت الفنانة اللبنانية بأنها تمسح دموعها بنفسها ونفت أن يكون ذلك قسوةً، في ردّ منها على جملة ريما "ما اقساك!" وأكملت أنّها تجفف مخدتها التي تغرق في دموعها بمجفّف الشعر، لتبدأ بعدها يوماً جديداً.
ولم تخفِ نجوى تأثرها بالمقدمة التي قالتها عنها ريما نجيم، خصوصاً لدى الحديث عن "لبنانية" نجوى التي لديها ضعف تجاهها وتجاه انتمائها للوطن، كما صرّحت بأنّ الوطن يهزها أكثر من صوتها، فهي كما تردّد دائماً غنت لأجل لبنان. وأكدت نجوى على تعصّبها له ولـ "زحلاويتها" أيضاً نسبة إلى مسقط رأسها في البقاع اللبناني. ورأت أنّها تحب لبنان مثلما وصفته فيروز في إحدى أغنياتها "كيف ما كنت بحبك" بفوضويته وجنونه.
نجوى التي اعتادت أن تبهر الجمهور بإطلالتها وغنائها، لم يقلّ حديثها صراحةً وصدقاً عن فنها. إذ تحدثت للمرة الأولى عن علاقتها بالموسيقار ملحم بركات الذي أعلن سابقاً أنّ ألحانه لم تنجح مع نجوى كرم، وهي تفضل مساراً غنائياً آخر. لكنّ نجوى عرفت كيف ترد وتكرّم الموسيقار بكلماتها الموزونة التي تنم عن صداقة كبيرة تجمعها ببركات. إذ اعتبرت بأنّه فنان ناجح، لكنّه لا يستطيع أن يلغي إحساسها وأذنها الموسيقية حين يخصّها بأغنية من ألحانه.
غنيت" الجواب" و"القرار"
ورداً على سؤال ريما: "لماذا نجوى ووائل هما اللذان يكرّمان وديع الصافي" في إشارة إلى التكريم الذي أقامه "مهرجان بيبلوس" للعملاق اللبناني، أجابت: "لماذا لا نكون أنا ووائل في تكريم وديع الصافي؟!". علماً بأنّها وقفت بين الصافي وكفوري وغنّت على طبقة الرجال. وقد قال لها الصافي إنّها وصلت إلى "الجواب"، فيما اتصل بها ملحم بركات من سوريا وقال لها إنّها وصلت إلى "القرار"! وهذا يعني كما قالت نجوى بتواضع "أنّني أصبحت مطربة. فقد أخذت شهادتين من الأستاذ وديع الصافي والموسيقار ملحم بركات بأنّني غنيت "الجواب" و"القرار" وهذا وحده كافٍ".
لا كيمياء بيني وبين إليسا
وعن إليسا التي كانت حاضرة خلال تكريم وديع الصافي في جبيل، أكّدت نجوى على أنّ "لا كيمياء بيني وبين إليسا"، مضيفةً "ما بحب كثّر حكي" لكن أكنّ محبةً لكل الناس". وقالت إنّها لم تهنئها خلال المهرجان، لأنّهما لم تلتقيا. لكنّ إليسا "نقزت" على حد تعبير نجوى حين سمعتها تغني موّال "يابني" من أغنية "صرخة بطل". وأرجعت نجوى السبب إلى أنّ إليسا لم تكن تتوقع أن تغنّي امراة هذا الموّال، ولأنها ظنّت أنّ الذي سيغنّيه رجل فقط. وقالت "لو كنت مكانها، أنا كمان كنت نقزت". ورداً على سؤال ريما حول ما إذا كانت إليسا صفّقت لها بعد انتهاء الموال، أجابت نجوى بأنّها لم تنتبه إلى ذلك. لكنها أكّدت على أنّ "إليسا أكيد ستصفق" لأنّها كما تحسّ بأغانيها، تحسّ بكل إنسان يغنّي. وصرّحت بأنّها أحبت أغنية إليسا التي ترتدي فيها الأبيض أي "عا بالي حبيبي" لأنّ موضوعها جديد.
لو طلبتُ نصف روتانا، لأعطوني إياها!
وعند الحديث مع نجوى كرم، هناك حتماً حصّة للتكلّم عن "روتانا". فنجوى لم تخفِ بأنّها عانت بعض المماطلة في القرارات حول إنتاجها الجديد. لذلك، أصدرت أغنية "بالروح بالدم" على حسابها. وقالت إنّها على علاقة طيبة بالشركة لكنّها غير مدللة، وعاتبت أصالة حين التقت بها في الطائرة لأنّ الفنانة السورية قالت إنّ نجوى مدللة على حساب الفنانات الأخريات في الشركة السعودية. وتحدّت نجوى المطربة السورية إن كانت أغنياتها المصوّرة تعرض أكثر من أي فنانة أخرى تنتمي إلى الشركة نفسها. وأكّدت على أنّها حتى الآن، لم تجدّد العقد وأنها لو طلبت من "روتانا" أن يعطوها نصف الشركة، لفعلوا.
نجوى كرم اختارت أربع فنانات ليكملن ما بدأه جيل العمالقة وهن: أنغام، ونوال الكويتية، وأحلام وأصالة. وتحدثت عن ملحم بركات أيضاً ووائل كفوري. وختمت بالكلام عن القاهرة. إذ قالت إنّها لا تجيد الغناء باللهجة المصرية، وقد ارتضت حمل لواء الأغنية اللبنانية، مضيفةً أنّ الهجوم الأخير عليها ضخّمته الصحافة المصرية، وأنّ الوتيرة خفت اليوم بعض الشيء. وقالت: "أفرح لغيري من الفنانات بالغناء باللهجة المصرية، ومن بينهن نانسي عجرم التي أدخلت إلى أذهان أطفالنا كلمات مصريةً مثل "شخبط شخابيط" و"الصبورة". لكن بالنسبة إليّ، لا أجد نفسي في الغناء باللهجة المصرية".
يذكر أن نجوى غنّت قبل أيام في حفلة "الحبتور" حيث ختمت الأمسية بأغنية "ودارت الأيام" للسيدة أم كلثوم.