ليس بالضرورة أن من يرتدي عقداً تتوسّطه عين زرقاء أن يكون مؤمناً بـ"صيبة العين" وقد ارتداها مخافةً منها، بل لأن ذلك العقد رائج حالياً وبشكلٍ كبير بين الفتيات الباحثات عن الجديد.
منذ زمنٍ طويل عرفت النساء بمحبتهن لارتداء العقود ذات العين الزرقاء، لإيمانهن بأهمية العين وقدرتها على جذب الناظر إليها وبأنها تبعد نظر الحسّاد عنهن وتجلب الأمور الإيجابية إلى الحياة. اليوم تعود تلك الموضة إلى الواجهة وتزيّن رقبة الفتيات، معلنةً ولادة صيحةٍ شرقيةٍ محبّبة وبعيدةٍ عن التكلّف ومتوفرة بجميع الأسعار.


تعتبر رانيا شعبان، موظفة في محلات "تيرّينا" للأكسسوارات، أن العقد الذي تتوسطه عين لا يعتبر موضة بل هو موجودٌ منذ مئات السنين، وثابتٌ في أذهاننا وقد ورثناه عن أجدادنا وسوف ننقله إلى أولادنا. لافتةً إلى أن العين محبوبة لدى غالبية الفتيات ويمكن ارتداؤها في كل المناسبات، إن كانت سهرة أو غداء عمل أو حتى في الخطوبة، وهي متوفرة في غالبية المعادن كالذهب والفضّة والألماس وحتى الحديد أو النحاس. توضح شعبان أنه بالإضافة إلى العين، تعود موضة ارتداء عقود الأسماء والأحرف الكبيرة إلى الانتشار بين الشباب، وهي موجود بكل الأشكال والأحجام واللغات وذلك حسب الاذواق. تشير الشابة إلى أن تلك الموضة ذائعة في الصيف، لأن المرأة قد ترتدي كنزاتٍ مفتوحة على الرقبة أو قمصاناً واسعة الأمر الذي يظهر الأكسسوار بشكلٍ واضح، إلا أنها في الوقت نفسه تلفت إلى أن موضة الأكسسوارت هي موحّدة بين الشرق والغرب. وتشير الشابة إلى أن الأكسسوارت في "تيرينا" تصنّع في معملٍ مخصّص لها ولا تصدّر إلى الخارج بل تكتفي بالسوق المحليّ اللبناني، وهي تلقى إقبالاً كبيراً خصوصاً من المرأة الخليجية التي تتميّز بذوقها الرفيع.


أسماء
ترتدي هناء زيادة (30 عاماً) عقداً من الذهب تتوسّطه عين زرقاء كبيرة، وتعتبرها بمثابة حارس لها من الحسّاد، لكنها في الوقت عينه، تلفت إلى أن العين تجذب النظر إليها ويمكن ارتداؤها يومياً، وهي ورثتها عن أمها وتعتبرها قطعةً غاليةً على قلبها. تشير الشابة إلى أنها اشترت لإبنتها الصغيرة عقداً بإسمها باللغة العربية، لأنه موضة رائجة للفتيات. أما زينة بركات (25 عاماً) فتتوسّط عنقها حرف z كبير مصنوع من الفضّة ومزّين ببعض حبوب "الستراس"، وتشير إلى أنها مولعة بذلك العقد لأنه يدلّ عليها ويمكن للناس معرفة إسمها بمجرّد النظر إلى الحرف. لدى بركات مجموعة كبيرة من الخواتم والأقراط من أحرف إسمها وبكل اللغات لكنها تفضّل العربية لأنها لغتها الأم، وتأتي اللغة الصينية بالمرتبة الثانية لأنها غريبة.


شرقية
تمضي نورا سعيد وهي مصمّمة أكسسوارات شرقية، غالبية وقتها في البرازيل، إلا أنها تعتبر أن الأكسسوار الشرقي يعود بقوّة إلى الساحة وينافس زميله الغربي، ولذلك نجد أهمّ الفنانات في العالم يرتدين أكسسوارات كبيرة تفوح منها رائحة الشرق وتراثه الغنيّ. تشير المصممة الشابة إلى أن العين التي تتوسط العقد هي موجودة في التاريخ وهي من ضمن عاداتنا وتقاليدنا الراسخة في أذهاننا، وهي موجهّة للنساء على اختلاف أعمارهن، ومتوفرة على شكل عقد أو "بلاك" أو حتى قراط وخواتم. وتشير سعيد إلى أنه إلى جانب العين هناك أيضاً بعض الآيات والكلمات القرآنية الكريمة أو كلمة الله، وكلها يزداد الإقبال عليها يوماً بعد يوم وفي كل المناسبات والأوقات. توضح سعيد أنها تنفذ كل الأكسسوارات بيديها، وتركّز على الموديلات الشرقية التقليدية، لأنها تلفت النظر ومطلوبة حتى في الدول الغربية، على الرغم من أنهم لا يعرفون معنى الكلمة التي يشترونها، لكنهم يجدونها ملفتة وشكلها غريب. توضح الشابة أن المرأة الخليجية تتبع الموضة بكل حذافيرها، وهي اليوم تتجه نحو شراء الأكسسوارات الشرقية، وتليق بها لأنها تشببها شكلاً ومضموناً وتعرف معناها جيداً. أما من ناحية الألوان فتوضح سعيد أن الأزرق هو لون العين الأكثر رواجاً لأنه يبعد الحسد، ولأن العين الزرقاء محبّبة إلى القلب وقد تغنّى بها كبار الشعراء والكتّاب. تركّز سعيد على تنفيذ أكسسواراتٍ تحاكي الموضة السائدة اليوم وقد تتنوّع من سنةٍ إلى أخرى، وما هو رائج حالياً قد يختفي مع الوقت، لكنها تلفت إلى أن العين تعتبر رفيقة المرأة الدائمة التي تدفع عنها "الشر"، لأن العين من أهمّ الأعضاء البشرية التي لا يمكن الاستغناء عنها.