بدأ مسيرته الفنيّة حين كان في السادسة من عمره. لم يمنعه طموحه من دراسة الفن أكاديمياً ليظهر مواهبه على الشاشة من خلال وقوفه أمام كبار النجوم. أبدع في أدواره المتنوّعة، وحرص على الابتعاد عن الأدوار النمطية والتكرار. من "عودة غوار" إلى "الفصول الأربعة" و"قتل الربيع" مروراً بـ "عصر الجنون" و"الخط الأحمر" و"باب الحارة" بأجزائه الخمسة، استطاع الممثل ميلاد يوسف أن يحجز لنفسه مكاناً مرموقاً على خارطة الدراما السورية.
في لقائه مع "أنا زهرة"، كشف الممثل السوري عن هوسه بالتمثيل الذي بدأ في المرحلة الإبتدائية. يومها، كان يكتب مسرحيات، ويقوم بتأديتها على مسرح المدرسة إلى أن قام المخرج المسرحي وليد فاضل بتوجيهه لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان الطالب الأصغر في دفعته. يضيف يوسف عن بداياته أنّه حين شاهده الفنان القدير دريد لحام في مشروع التخرج، أعجُب كثيراً به، وقام بترشيحه لاحقاً لأوّل عمل يدخل به الدراما السورية ألا وهو "عودة غوار".

 

شخصية خجولة
يؤكد يوسف بأنّ العمل في الدراما أسهم في تعزيز شخصيته الخجولة، وساعد بأن يكون اليوم معروفاً في مختلف أنحاء العالم العربي. ويشير إلى أنّ مسلسل "باب الحارة" كان له الفضل الأكبر في شهرته بعدما انهالت عليه العروض من كل مكان، كان آخرها المشاركة في المسلسل السعودي "بني جان" الذي يقوم على عدد من اللوحات. ووصف يوسف التجربة بالجميلة، خصوصاً مع تنوّع اللهجات العربية.

 

لا للمنافسة غير الشريفة
أما عن العروض المصرية، فيقول يوسف إنّ عدم مشاركته في الدراما أو السينما المصريتين، يعود إلى رفضه التكلم باللهجة المصرية. وأضاف: "من الجميل أن يعتزّ الفنان بلهجته، وببلده وبما وصل إليه، خصوصاً أنّ المنافس أمامه هو منافس غير شريف". ولدى سؤال "أنا زهرة" عما إذا كان يقصد الدراما المصرية بالمنافس غير الشريف، أجاب بأنّه بعدما صرّح أحد الممثلين المصريين بأنّهم يستقطبون ممثلين سوريين لأجورهم المنخفضة، تغيّرت المعادلة تماماً، وهذا يحزنه كثيراً لأنّه يعتبر بأنّ المشاركة في الدراما المصرية يدلّ على نجاح الممثل بغض النظر عن أجره.
وعما يتردد في الأوساط الفنية عن إعادة فتح قضية تدنّي أجر الممثل السوري، قال: "في سوريا، هناك إنتاجات كثيرة، والدليل أنّه لدينا هذا العام أكثر من 40 عملاً، وهذا ما أعتبره إيجابياً. إذ أنّ الممثل يقوم بأدوار وشخصيات عدة. وهذا أفضل من أن يقدّم دوراً واحداً، وشخصيةً واحدةً في عمل قد لا يُكتب له النجاح". ويرى يوسف أنّ مشكلة أجر الفنان السوري ستزول قريباً لأنّ الدراما السورية قائمة على مشروع جماعي، وليست مشروع نجم. وأضاف أنّ المنتجين السوريين سيعودون إلى القاعدة الأساسية المعروفة في الدراما السورية، وخصوصاً بعد فشل تجربة النجم الواحد في العمل الدرامي السوري من خلال تجارب سابقة.

 

زواج للمرة الثالثة
وعن شخصية "عصام" في "باب الحارة"، كشف يوسف لـ "أنا زهرة" بأنّ الجزء الخامس الذي يحمل توقيع المخرج مؤمن الملا، سيشهد تطورات كثيرة لجهة الشخصيات، وسيتم التركيز على إعادة إبراز الجانب الاجتماعي في تلك الفترة، بالإضافة إلى الجانب السياسي والاقتصادي. أما عن شخصية "عصام"، فقال إنّه سيتم التركيز في هذا الجزء على علاقته بوالدته وبزوجاته. وهناك شائعة تنتشر في الحارة عن زواجه للمرة الثالثة!
ويقول يوسف إنّه حاول الهرب من النمط الذي عرفه به الجمهور في الجزءين الأوّل والثاني، حتى لا يبقى مطبوعاً في ذاكرة الناس، ذاك الشاب الذي يعاني من عدم توازن في شخصيته. كما حاول أن يكون لديه زخم ومردود مرافق لشخصية "عصام" في أعماله وحضوره.

 

فشل عاطفي ... وتفاوت طبقي
أما عن مشاركته مع نجدت أنزور في مسلسل "ما ملكت ايمانكم"، فأكد يوسف بأنّ آلية العمل معه بحد ذاتها تجربة مميزة، خصوصاً أنّه مخرج من النوع السهل الممتنع، يعرف تماماً ماذا يريد. ويجسّد يوسف في المسلسل دور رسّام ابن تاجر كبير في البلد، تجمعه علاقة حب بإحدى الفتيات، لكنّها تفشل بسبب التفاوت الطبقي بينهما.
وعن دعوة اتحاد المغتربين السوريين في السويد للقاء الجالية السورية هناك، أعرب يوسف عن سعادته بذلك، حيث يتم دعوة كل عام فنانين من سوريا من بينهم دريد لحام، وجمال سليمان، وسامر المصري. ويضيف بأنّه يعتبر هذه الزيارة مهمّةً جداً، لأنّه دخل البرلمان السويدي حيث قابل بعض النوّاب.

 

مشاركات رمضانية
يوسف يشارك هذا العام في عدد من الأعمال الدرامية. بالإضافة إلى الجزء الخامس من "باب الحارة" و"ما ملكت أيمانكم"، يشارك أيضاً في مسلسل "ساعة الصفر" مع المخرج يوسف رزق حيث يجسّد شخصية "سامر" خريج الصحافة الذي يسعى دائماً إلى تحقيق ذاته عبر البحث عن فرصة عمل مناسبة. ومن خلال عمله في مقهى، يتعرض لمشكلات عدّة، ينجح في تجاوزها في النهاية. كما يشارك في "أقاصيص مسافر" من تأليف زكريا تامر، وإخراج خالد الخالد، ويجسّد مجموعة لوحات شامية بكاراكترات مختلفة.
من جهة أخرى، أعرب يوسف عن سعادته بعودته إلى السينما من خلال فيلم "دمشق مع حبي" للمخرج محمد عبد العزيز. وعلّق على هذه التجربة، قائلاً: "شعرت بأنّني أقدم شيئاً جديداً ضمن إيقاع مختلف عن الإيقاع التلفزيوني. وفي الوقت نفسه، تبرز هذه التجربة احترافية الفنان السوري، ومدى قدرة الآخرين على استغلال إمكاناته في عمل سينمائي مع بلوغه مرحلةً عاليةً من الاحتراف".

المزيد على أنا زهرة: