يعتبر بعض المعالجين النفسيين أن التسوّق (الشوبينغ) مرض العصر وقد يصيب الفتيات في أعمار معينة، خصوصاً اللواتي يُقدمن عليه محبةً بصرف الأموال أو لأنهنّ يتابعن الموضة بشكلٍ دقيق ومبالغٍ فيه.
يعدّ التسوّق بمثابة هواية عند بعض الفنانات اللواتي يفضّلن الظهور بمظهرٍ ملفتٍ وجميلٍ ومختلفٍ عن زميلاتهن، وهذا هو الحال بالنسبة إلى الفنانة ميسم نحاس التي تشير إلى أن التسوّق يجري بدمها منذ صغرها ومن ضمن هواياتها المفضّلة لديها التي تشعرها بالسعادة والحرية، وخصوصاً عندما تتواجد في بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا فتقضي غالبية وقتها في التسوق بكثرة و"تموّن" ثياباً لفترة طويلة وتتابع عروض الأزياء في العالم وفي لبنان. وتلفت الفنانة الشابة إلى أنها تستمتع بالتسوّق كثيراً لأنه يخفّف عنها الضغط الذي تعيشه جراء زحمة عملها، إضافة إلى أنها تتمتع بقوامٍ رشيق وتليق بها غالبية الموديلات. تحبّ نحاس تبديل الملابس كل فترة وملاحقة صيحات الموضة، لكنها لم تصل بعد لدرجة الهوس بالتسوّق، لأنها تحكّم عقلها و"يوجعها" قلبها إذا صرفت الكثير من الأموال. تلفت نحاس إلى أنها مولعة بشراء الثياب والحقائب كثيراً إضافة إلى النظارات الشمسية التي تعود لبعض الماركات العالمية المميزة، وتبقى على إطلاع على آخر موديلاتها خصوصاً التي تطرح خلال فصل الصيف.


مفاجأة
تفضّل نحاس عدم الخوض في مجال الأرقام التي تصرفها على التسوّق، لكنها في الوقت نفسه تلفت إلى أنها أرقامٌ لابأس بها وقد تتفاوت شهرياً مع نسبة سفرها إلى الخارج ونفسيتها التي تؤثر على طريقة تسوّقها. وتلفت إلى أنها غالباً ما تتفاجأ بأسعار بعض الثياب، لذلك تحاول أن تكبح يديها قليلاً ولا تبذّر الأموال، لأن لديها مسؤوليات كبيرة تجاه عائلتها وبالتحديد إبنها، فتفضّل صرف الأموال عليه بدلاً من شراء بعض الثياب الباهظة الثمن التي لا تفيد بشيء ويمكن شراؤها بأسعار أقلّ بعد فترة وجيزة.


إعلامية
رغم أن الإعلامية رابعة الزيات التي تقدّم برنامج "الحياة أحلى" على شاشة NBN اللبنانية، تلجأ إلى الشوبينغ شهرياً إلا أنها ليست مدمنة على التسوّق بل تحكّم عقلها ولا تغرق فيه كثيراً لأن سلبياته لا يستهان بها وقد تنعكس على الحياة الزوجية اليومية. وتصف الإعلامية الشابة علاقتها بالشوبنغ بأنها جيّدة وعقلانية ومدروسة، ولا تتمادى كثيراً في التسوّق لأن الإدمان عليه يؤثر على توازن الإنسان الفكري والجسدي وقد يصل أحياناً إلى درجة التبذير ودفع الأموال من أجل أشياء "تافهة" لا حاجة لها ولا تفيده في حياته اليومية والعملية.


نسبة
تشير الزيات إلى أنها تصرف نحو 20% من مدخولها على التسوّق، وقد ترتفع تلك النسبة قليلاً أو تنخفض وذلك حسب حاجياتها الشهرية، وهي تملك قلباً قوياً لتبضّع أثاثٍ لمنزلها وتحب شراء الأحذية والملابس لها. وتوضح الزيات أنه إذا كانت قطعة الثياب غالية الثمن لا تشتريها حتى لو أعجبتها كثيراً، وقد لا تقترب منها أبداً، لأنها لا تضحّي بأموالها من أجلها، وهي تطبّق قاعدة "خير الأمور أوسطها"، لأن المرأة بطبيعتها تحبّ التسوّق وحتى لو أنها ليست محتاجة لشيء. وتلفت إلى أنها لم تتفاجأ يوماً بفاتورة بطاقة الائتمان لأنها تدرس كل خطواتها، وليست أنانية بطريقة شرائها لأن لديها واجباتٍ تجاه عائلتها التي تنتظر منها الكثير، خصوصاً بعدما أصبحت الحياة اليومية غالية ومكلفة ومتعبة للزوجين.

 

مبلغ
تختلف علاقة ربة المنزل وفاء شدّاد (38 عاماً) بالشوبيغ عن وضع ميسم نحاس ورابعة الزيات، وتلفت إلى أنها إذا أعجبت بقطة ثياب غالية الثمن ولا تشتريها تصاب بإحباط كبير قد يدفعها إلى شرائها في اليوم التالي. وتوضح أن التسوّق بالنسبة لها هو إدمان رافقها منذ صغرها حاولت مراراً وتكراراً معالجته، وأنها تشتري الكثير من الحقائب والأحذية لدرجة أنها لم تعد تذكر ما لديها في خزانتها، لذلك تعمد كل فترة وجيزة إلى توزيع بعضها على الأشخاص المحتاجين الذين يشعرون بالسعادة فيها.


أموال
تلفت شدّاد إلى أنها تشعر بالندم أحياناً إذا دفعت أموالاً باهظة لقاء بعض الملابس، لأنها تعتقد أنها تنفق الأموال سدى من دون تفكير. ولا تخفي الشابة أنها حالياً قد خفّت وطأة الشوبينغ لديها كثيراً، لأن عائلتها قد أصبحت كبيرة ولم تعد تصرف الأموال كما في السابق، حيث صدمت ببعض فواتير بطاقة الائتمان الأمر الذي سبّب لها مشاكل جمّة مع زوجها وصلت في بعض الأحيان إلى الإنفصال.