العدد رقم 1635 من مجلة زهرة الخليج

 

سر نجاحها أنها تشبه أغنياتها، أو ربما أنها تختار أغنيات تشبهها، فهي رقيقة رقة الألحان التي تشدو بها، وجميلة كالقوافي التي تترنم بها، وعذبة الحديث كما الغناء. إنها أنغام، التي لا تعزف إلا على نغم الصدق والوضوح، فلهذا هي ناجحة باختياراتها كنجاحها في حياتها العامة.

على شرفة أحد الفنادق الراقية في بيروت، وبحضور والدتها ولهو ابنها الصغير عبدالرحمن، اختارت أنغام أن تقضي بضعة أيام بعيدة عن الاستديوهات والنوت الموسيقية والألحان والأغاني وما يتبع ذلك من إعلام وأضواء، منهية بذلك مرحلة منهكة من العمل على ألبومها الجديد المختلف كلياً عن أعمالها السابقة. فألبوم أنغام الجديد لن ينتظر العيد، حاله كحال بقية الأعمال الفنية، بل هو ألبوم مخصص لشهر رمضان الكريم، في تجربة فريدة تقدمها أنغام بعد غياب طويل عن عالم الأغنيات الدينية، وهي كما أوضحت، ترمي من وراء هذه التجربة الفائدة العامة لكل من يستمع إلى ألبومها الجديد.
«زهرة الخليج» استطاعت، بحكم الصداقة التي تجمعها مع الفنانة أنغام، أن تقتحم إجازتها، وحاورتها بحديث من القلب إلى القلب، لتزين هذه النجمة الحساسة غلاف هذا العدد، ولتكن ضيفة عزيزة علينا بحوار صيفي رائع.
• أنغام، نلتقيك في بيروت وأنت تقضين إجازة الصيف هنا برفقة والدتك وابنك الصغير، بداية أخبريني عن صيف 2010 بالنسبة إليك من الناحية الفنية؟
- استغللت صيف هذا العام بالعمل المكثف، خاصة بالنسبة إلى التحضير للألبوم الديني الجديد، الذي سيطرح تزامناً مع شهر رمضان الكريم. وبالفعل انتهيت من تسجيل كل الأغنيات وتركيب صوتي عليها، وأعتبر أن هذا العمل إنجاز بالنسبة إليَّ، وأنا سعيدة جداً بهذا العمل، ومتفائلة بأن يحقق نجاحاً جيداً، الألبوم. بالطبع هو عن أمهات المؤمنين، كتبه د. نبيل خلف ولحنه وليد سعد ووزعه موسيقياً أسامة الهندي، كما أنني أقوم بتحضير مجموعة متنوعة من الأغنيات المنفصلة، ولكنني لم أحدد موعداً لطرح هذه الأغنيات، ولكنها ستكون إما في عيد الفطر أو في عيد الأضحى بإذن الله.


• الملاحظ أن المجموعة التي قامت بصياغة هذا العمل هي نفسها المجموعة التي قدمت مع وائل جسار ألبومه الديني الأخير، فهل نجاح تلك التجربة شجعك على خوض هذه التجربة أنت أيضاً؟
- بالتأكيد هذا أمر مهم شجعني، إضافة إلى ثقتي مسبقاً بهذه الأسماء، علماً بأن الفكرة مختلفة، فهو قدم ألبومه ضمن فكرة «في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم»، بينما موضوعات أغنيات ألبومي تدور حول أمهات المؤمنين، رضي الله عنهن جميعاً. ولكن لاشك في أن الألبوم الذي قدمه وائل جسار أعجبني جداً حقيقة، وقد حقق نجاحاً كبيراً، وأثر في الناس. وأنا أتمنى أن ينال ألبومي المقبل الاهتمام نفسه وأن يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً لدى الناس.


• وائل جسار رجل، بينما أنت أنثى، وكما هو معلوم فإن هناك إشارة استفهام دينياً على الغناء، وخاصة بالنسبة إلى النساء، فهل تتوقعين أن يتقبلك الجمهور باللون الديني؟
- لا أفهم ما علاقة الغناء الديني بالأنثى؟


• يعني من المفترض أن تكوني محجبة وما إلى هنالك؟
- لا لا، الغناء ليس حراماً، والفن شيء راقٍ، وهو غذاء لروح الناس، ثم إنها ليست المرة الأولى التي أقدم فيها الغناء الديني، بل سبق أن غنيت في بداياتي هذا اللون الجميل، وبالتالي ليس لديّ أدنى شك في هذه المسألة، كما أنني لا أشك مطلقاً في وعي الناس، بل أنا واثقة بأن هذا العمل سيلقى القبول المطلوب والرواج الضروري. ثم إنني أقدم عملاً يحتوي على حكايات أمهات المؤمنين، قد لا يكون الجميع قد قرأها في الكتب أو السيرة النبوية الشريفة، ونحن قدمناها بشكل مختصر وبسيط جداً، سيكون له الأثر الإيجابي في تقريب شخصيات مهمة جداً، عاشت في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، سيحبها الجمهور، وقد يلتفت البعض إلى هذه الشخصيات أكثر، فيعود إلى السيرة النبوية لقراءتها، وهنا تكمن قيمة الفن. فالفن يستطيع أن يلفت النظر إلى التاريخ والدين بالشكل الصحيح ومن دون تشدد.


• هل ستقومين بتصوير أغنيات هذا الألبوم؟
- من المفروض أنه سيتم تصوير بضع أغنيات منه، ولكنني اقترحت ألا أظهر أنا في الـ«كليبات»، لأن الفكرة ليست دعاية لي نهائياً، وإنما أنا هدفي تقديم عمل ثقافي فني وأقدمه للجيل الحالي والأجيال المقبلة بهدف التوعية والإضاءة على سيرة أمهات المؤمنين. لهذا، فأنا سعيدة بأنني أنجزت هذا العمل، وأتمنى أن يجد النجاح المطلوب ويحقق أهدافه ورسالته.


• لو عدنا قليلاً للوراء، قدمت ألبوم «نفسي أحبك»، وكان الأخير مع «روتانا»، ولم تجددي العقد، في وقت سمعنا فيه تصريحات عن عدم نيتك التجديد، فما هي المشكلة بينك وبين شركة «روتانا»، لتتخذي هذا الموقف؟
- ليست هناك أي مشكلة، ولكننا لم نتفق على بنود التجديد. فالعرض الذي قدموه لي لتجديد العقد لم يتناسب معي فرفضت. هذا هو الموضوع ببساطة، ولكن لا توجد أي مشاكل غير ذلك بيننا.


• إلى أين تنوين التوجه؟
- ما زال مبكراً الحديث عن عقد جديد، لأن كل ما يحدث الآن هو في طور المناقشات، ولم يحدث أمر حقيقي ولم يتضح مشروع كامل أستطيع الحديث عنه، ولكن مجرد أن أصل إلى مشروع اتفاق مقنع فسأعلنه بكل تأكيد.
• هل يمكننا أن نعتبر هذا الألبوم الديني بمثابة «Test» أو تجربة بينك وبين شركة «أرابيكا»، وبالتالي نتوقع انتقالك قريباً إليها؟
ــ لا ليس «Test» نهائياً، ما حدث أنهم عرضوا مشروع هذا الألبوم عليّ وأعجبتني الفكرة، وبصراحة شديدة، حتى اللحظة لم أوقع أي عقد مع شركة «أرابيكا» حتى في ما يخص هذا الألبوم، الذي أنهيته بالكامل، أنا عملت على هذا الألبوم بمنتهى الحب وبمنتهى حسن النية، ونحن قدمنا هذا العمل بنوايا صافية تماماً، بعيداً عن كل العقود والأوراق الرسمية، ولقد أنهيت العمل من دون رسميات، لأنهم أشخاص محترمون وأنا عندي ثقة كبيرة بهم، وما زالت الأمور الرسمية قيد التنفيذ حتى أننا لم نتباحث فيها حتى الآن.
• هل صحيح أن الخلاف الرئيسي، الذي سبق إنهاء التعاقد بينك وبين «روتانا»، كان بسبب عدم التزام الشركة، كما نشر البعض، بعدد الـ«كليبات» المتفق على تصويرها وضعف الدعاية والإعلان؟
- هذا كلام حقيقي وصحيح، فهم لم يلتزموا بعدد الـ«كليبات» التي كان متفقاً عليها في العقد، وأنا لم أرغب في إثارة المشاكل بيننا، لأن المشاكل بين الفنان والشركة تؤخر العمل ولا تقدمه، وكل ما كان يهمني هو أن أنهي عقدي وأن ألتزم من جهتي بكل ما تعاقدت معهم عليه، وهذا ما حدث بالفعل، فأنا التزمت وأنهيت عقدي، والموضوع انتهى عند هذه النقطة، وأنا لست مستعدة أن أدخل مع أي جهة أو شخص في مشاكل.
• مما سمعناه أيضاً أن هناك تعاوناً سيجمعك بالفنان ماجد المهندس؟
- صحيح، وهذا التعاون هو ضمن الأغنيات المنفصلة التي أشرت إليها، والتي أنوي طرحها بعد شهر رمضان المبارك، والأغنية من كلمات الشاعر السعودي رياض عزيز وألحان ماجد المهندس وتوزيع محمد مصطفى، وإن شاء الله سنقوم بتصويرها بأسلوب الـ«فيديو كليب» أيضاً.
• وبأي لهجة؟
- هنــــا المفــــارقة، فعلى الـــــرغم من أن الشـــــــاعر من السعودية إلا أنه كتب الأغنية باللهجة المصرية، وماجد تعامل مع العمل بصيغة عربية ولكن بقالب مصري جميل. لهذا فالأغنية هي أغنية مصرية.
• تحدثت عن صيف 2010 من حيث الإنتاجات الفنية الجديدة، ولكن الصيف كما هو معروف بأنه شهر الحفلات بالنسبة إلى الفنان، إلا أنك شبه غائبة عن الحفلات هذا العام، على الرغم من أن ألبومك «نفسي أحبك» ما زال جديداً؟
- الصراحة أنا لم أتعاقد على أي حفل خلال هذا الصيف، لأن الصيف قصير أساساً، بدأ مع المونديال وسينتهي مع بداية شهر رمضان المبارك، لهذا فضلت ألا أتعاقد على أي حفل والتفرغ بدلاً من ذلك للعمل على الألبوم الديني، وهذا ما حصل بالفعل.
• هل هذا هو السبب الوحيد أم أن موسم الحفلات «مضروب» كما يقال؟
- لا أعرف، لا أستطيع أن أقول إن الموسم مضروب، لأنه في الأساس لم يكن هناك وقت لنتبين إن كان مضروباً أم لا، فزحمة المواعيد وتداخل المناسبات ببعضها بعضاً كان لهما تأثير واضح في صيف هذا العام. وعلى فكرة ليست الحفلات الغنائية الوحيدة التي تأثرت، بل كل المجالات الفنية، فحتى في السينما، الأفلام الجديدة تلاحقت في مواعيدها وتكدست في دور السينما، علها تقطف ما تبقى من موسم صيف هذا العام.


• هل تابعت كأس العالم؟
- طبعاً تابعت بعض المباريات، لن أدعي أنني متابعة جيدة لكل المباريات ولكنني اخترت مجموعة منتقاة وجميلة من المباريات.
• من كنت تتوقعين أن يصل إلى المباراة النهائية؟
- صدقني لو قلت لك إنني كنت أتوقع وصول كل من إسبانيا وهولندا إلى النهائي، بعد أن تخطيا الأدوار الأولى، لأنهما فريقان لعبا بشكل جميل، وكان من الظريف أن يصلا إلى المباراة النهائية وهما لا يحملان في رصيدهما أي كأس عالم سابق، وأنا استمتعت بالمباراة النهائية التي فازت بها إسبانيا عن استحقاق وجدارة.
• صورت من ألبومك الأخير أغنية «ساعات كتير» مع المخرجة رندة علم (تبتسم) أراك تبتسمين، فما تعليقك على هذا الـ«كليب»؟
- بالعكس أنا سعيدة جداً بهذا الـ«كليب»، وبتجربتي مع رندة علم، رندة فنانة رائعة ومخرجة متمكنة جداً، وشاطرة وملتزمة، وشخصية لطيفة لأبعد الدرجات، وأنا بالفعل كنت سعيدة بهذا العمل.
• من الانتقادات التي وجهت إليك مؤخراً، كان في ما يتعلق بهذا الـ«كليب»، أنه يتضمن بعض الإيحاءات الجنسية، فما ردك على منتقديك؟
- لم أر ذلك أبداً. وأنا حقيقة قرأت ذلك الكلام، وأشكرك لأنك سألتني عن هذا الموضوع، (بأسلوب ساخر): من كتب هذا الكلام، هم أناس يمتلكون عقليات فذة، وأنا لم أصل إلى عبقريتهم حتى الآن، وبالتأكيد إن في نيتهم أشياء نحن لم نقصدها أساساً، وعقلياتهم قد تكون أرجح من عقلياتنا، ولكننا بصراحة نحن لم نقصد أي شيء مما أوردوه في تعليقاتهم.
• ما رأيك في ما يقدم من «كليبات» اليوم؟
- الملاحظ أن الصورة في جميع الـ«كليبات» تقدمت، بغض النظر عن جمالية الـ«كليب» بشكل عام، ولكن بالنسبة إلى الأفكار، فأنا حالي حال أي متابع لا تعجبني جميع الأفكار، كما أنني لا أجد أن جميع الأفكار سيئة، هناك «كليبات» جميلة ومكلفة، وهناك كليبات لا معنى لها. في النهاية الفن رؤية ووجهة نظر، ونحن نعيش في عصر الفضاء المفتوح، ولكل واحد الحرية في تقديم وجهة نظره.
• لماذا اخترت رندة علم تحديداً، هل لكونها أنثى، أم لكونها لبنانية، وبالتالي أحببت أن تظهري بأسلوب مختلف من حيث الشكل؟
- لا هذا ولا ذاك، بل اخترتها كونها تمتلك صورة راقية، وعندها ذلك الحس بالخط الدرامي الذي أحبه في عملي، وتستطيع توظيفه بشكل مناسب وناعم، فلا تظهر الأغنية مفككة، وأنا بالطبع شاهدت أعمالها السابقة وكنت معجبة جداً بما تقدمه، ولهذه الأسباب قررت التعامل مع رندة.


• كانت لك تجربة طويلة مع أحمد المهدي، وأنت من الفنانات القليلات اللواتي حرصن على التعاون معه، فما الفرق بين المخرج والمخرجة؟
- لا يوجد أي فرق، فالاثنان يمتلكان رؤية راقية، أضف إلى ذلك أن رندة داخل موقع التصوير هي «فنان» وقائد للعمل، وتنسى أمام شخصيتها إن كانت رجلاً أم إمرأة، صحيح أن شكلها أنثى جميلة جداً، ولكنها بتصرفاتها هي قائد قادر على قيادة العمل بشكل حازم وصارم.
• على المستوى الإنساني، شهد صيف 2010 ولادات عدد من الفنانات على رأسهن الفنانة أحلام والفنانة شيرين، فهل باركت لهما؟
- (تبتسم) أنا فرحت جداً لهما، وعلى فكرة، أنا حاولت أن أتصل بأحلام مراراً على هاتفها الشخصي وعلى هاتف زوجها مبارك، للتهنئة من جهة ولأطمئن على صحتها، بعدما سمعت أنها عانت من بعض الصعوبات بعد الولادة، ولكنني لم أستطع أن أكلمهما.بالطبع أنا اطمأننت عليها باستمرار ومازلت حتى الآن أطمئن عليها من خلال الصديق طوني سمعان، ومما نشر عنها في الصحافة، ولكنني أقسم بأنني حاولت أن أتكلم معها شخصياً أكثر من مرة لأطمئن عليها شخصياً ولكن هواتفها لم تكن تجيب، وطبعاً عذرها معها في ذلك، (هنا تتدخل والدة أنغام، التي كانت حاضرة الحوار، لتؤكد ما تقوله ابنتها، قبل أن تتابع أنغام): وأنا من خلال «زهرة الخليج» أوجه رسالة محبة وتهنئة لأحلام، وأتمنى لها كل السعادة مع أبنائها الثلاثة، وأتمنى أن تكون قد تماثلت للشفاء تماماً، وأقول لها ألف ألف حمد لله على السلامة وأنا كنت قلقة كثيراً عليها، والحمد لله أن ربنا نجاها مما أصابها. أما شيرين فزرتها في القاهرة بعد الولادة، ورأيت «البنوتة» الجديدة وباركت لها ولزوجها محمد، وطبعاً نحن دائماً على اتصال.
• هل أنت مع عدد الأولاد الكبير للفنانات؟ فأحلام أم لثلاثة أبناء وأنت وشيرين أمهات لمرتين، والخير إلى الأمام بإذن الله..
- ما شاء الله، أساساً هذه أرقام ليست كبيرة، الأولاد نعمة من عند رب العالمين، ثم لا يجب حساب الموضوع بأنه عدد أبناء للفنانة، وإنما بعدد الإخوة، فشيرين جلبت أختاً لابنتها مريم، وأحلام خاوت فاهد وفاطمة مع لولوة، والله يكرمهما وتنجبان المزيد من الإخوة والأخوات لأبنائهما، ومادامت السيدة قادرة على التوفيق بين عملها وأسرتها فما الضير في أن تنجب المزيد، وأنا أمي ربنا يديمها فوق رأسي، تعاونني في تربية أولادي، فالأمور تتيسر في تربية الأولاد وليست هناك مشكلة، ومن يستطيع أن يفعل ذلك، فلم لا؟ هنا الفنانة لا تفكر من منطلق فنها، وإنما تفكر في تأسيس عائلة وفي عمرها ومقدرتها على الإنجاب، وفي أولادها الذين يجب أن يكون لهم إخوة وأخوات. والفن لن يدوم لأحد بل العائلة هي التي ستستمر بالنسبة إلى كل واحدة منا، وبالمناسبة العائلة والأبناء يمنحون الفنانة شكلاً أكثر اتزاناً واستقراراً معنوياً، وأتمنى أن يرزق رب العالمين كل من تريد طفلاً، لأن الأمومة تجعل المرأة أكثر سعادة من أي شيء آخر.
• هناك سؤال قد يعتبره البعض تقليدياً، ولكن بالنسبة إليك ليس كذلك، كونك بدأت الغناء في سن مبكرة وكنت طفلة، فهل أنت مع دخول أبنائك عالم الفن مثلاً؟
- أنا ظروفي كانت مختلفة، فوالدي كان بجانبي، وكان هو السبب والسند لي في دخولي الوسط الفني، وفي البداية قدمت أغنياته وألحانه كما بات معروفاً للجميع. أما بالنسبة إلى أولادي، فأنا لم أكتشف حتى الآن من منهما يمتلك الموهبة الفنية أو أي موهبة أخرى، ولكن يبدو لي أن ابني الكبير يحب كرة القدم، وهو يلعبها بشكل رائع وموهوب فيها. أما الصغير عبدالرحمن فيبدو أن لديه ميولاً نحو الموسيقى، ولكن الله أعلم، ولا أستطيع أن أحكم الآن بسبب صغر سنهما (عمر 13 سنة وعبدالرحمن 4 سنوات)، فهل سيبقيان على هذه الحال بعد سنة أو سنتين أم أنها مجرد مواهب عابرة أو تجريبية، هذا ما ستكشفه لي الأيام ووقتئذ سأساعدهما في اختياراتهما، المهم أن يفعلا ما يحبانه وما هما موهوبان فيه، فأنا أحب أن أعيش مع جميع من حولي بحالة من الديمقراطية، وأحب أن يحيا الجميع بحرية تامة، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بأولادي؟
• هل هناك توريث في الفن؟ عبدالرحمن مثلاً ابن لفنان وفنانة وحفيد فنان، فهل سيرث الفن عنكم؟
- ليس بالضرورة، ولكن بكل تأكيد هو مؤهل، فكما أن الجينات مسؤولة عن توريث الشكل وكل شيء من الأبوين إلى الأبناء، فقد تنتقل أيضاً الجينات الفنية، ولكن هذا أمر ليس حتمياً، فليس كل الفنانين أولادهم فنانون، وليس كل أبناء المغنيات يتمتعون بصوت جميل.
• باعتبار أنك ذكرت والدك الموسيقار محمد علي سليمان، وعلى الرغم من أن هذا الموضوع قد أشبع من الصحافة، ولكن أين وصلتما مؤخراً؟
- حقيقة لم أعد أرغب في الحديث عن هذا الأمر، يكفي أن أقول إن علاقتنا طيبة ولا يوجد أي شيء بيننا.
• كتب في الإعلام أكثر من مرة عن علاقة عاطفية تجمعك بالفنان أحمد عز، فهل لك أن توضحي هذا الأمر؟
ــ أنا لن أعلق على هذا الموضوع، لأنه تم إغلاقه بعد أن أخذ أكبر من حجمه بكثير، «فلا تعليق» هو جوابي النهائي عن هذا الموضوع.
• هل تعيشين اليوم حالة حب؟
ــ أنا عاهدت نفسي على ألا أسمح لأحد بأن يتدخل في حياتي الشخصية، لأن هذه المسألة أصبحت أكبر من احتمالي، فأنا مررت بظروف عديدة اقتحمت فيها الصحافة حياتي الشخصية بشكل لم أكن أرغب فيه ولا أريده، ولم يكن الوضع مريحاً لي أو لمن حولي أو لأولادي أو عائلتي. لهذا، أنا استسمح الناس والصحافة أن يتركوني في حالي في المسائل الشخصية أياً كانت، وأن يحترموا خصوصياتي وعدم رغبتي في الحديث عن حياتي الشخصية نهائياً.
• كيف تقيمين وضعك مع الصحافة عموماً، هل هي معك أم ضدك؟
- عمر الصحافة لم تكن ضدي، ولم يكن هناك من يقف ضدي على الدوام أو باستمرار، طبعاً تتوتر أحياناً العلاقة، ولكنها لا تلبث أن تعود إلى طبيعتها، خاصة أنه ليس من طبعي الوقوف في وجه أحد أو افتعال المشاكل أو المعاتبة واللوم، أترك الأمور تسير على هواها، في النهاية أنا فنانة ولهم عندي أن أقدم فناً، ولهم أن يكتبوا عن فني كما يرون من وجهة نظرهم، وأنا أحترم رأي كل الناس وكل الصحافة.
• مما تردد حولك قضية جنائية مع مصلحة الضرائب في مصر، فما هي القصة؟
- (متفاجئة) أنا عندي قضية مع الضرائب؟ أبداً، أنا أموري مع الضرائب تسير بالشكل السليم والقانوني وليست لديّ أي قضية من هذا النوع في المحكمة.
• ولكن عندك قضية ما زالت عالقة في المحكمة وهي قضية الخلع على ما أعتقد؟
- هي قضية شخصية مجمدة ولا يوجد أي جديد طرأ عليها منذ فترة طويلة.
• اخترت بيروت لتقضي فيها إجازة الصيف، فما سبب اختيارك لهذه المدينة؟
- بيروت مدينة تستطيع أن تعيش فيها كل شيء، وكل أنواع السعادة موجودة فيها: فيها أماكن منوعة، كما أن لي أصدقاء كثراً هنا أحبهم ويحبونني، ولهذا أستطيع أن أقول إن لي بيوتاً عديدة هنا، ثم إنني أتيت لحضور عرض «وطن» للدكتور نبيل خلف، ووجدتها فرصة مناسبة لنقضي أنا وأمي وابني عبدالرحمن بضعة أيام هنا.
• هل تنوين الغناء باللهجة اللبنانية؟
- كنت أتمنى وما زلت، ولكنني حتى الآن لم أجد النص الذي أصدق من خلاله نفسي وأنا أنطق اللهجة اللبنانية، كل المشكلة هي في أن أجد ما أقتنع به وأنا أغنيه.
• أخيراً، الملاحظ قلة ظهور أصوات جديدة على الساحة الغنائية المصرية، ما سبب هذا الضعف من وجهة نظرك؟
- أعتقد لعدم وجود شركات إنتاج قادرة على القيام بتقديم الفرص المناسبة للأصوات الجديدة، ولم تعد الشركات تملك الجرأة على صناعة نجم من البداية، لأن أغلبها يعاني مشاكل اقتصادية كبيرة جداً، ويفضلون بالتالي التعاون مع الأسماء المضمونة الناجحة وصاحبة الرصيد الكبير عند الجمهور، وهذا أسهل بالنسبة إليهم من صناعة صوت جديد.
• كلمة أخيرة؟
- الحقيقة لا أملك إلا كلمات العزاء لأسرة الشاب نجم «ستار أكاديمي» رامي الشمالي، الذي توفي إثر الحادث الأليم، وأتمنى من الله الشفاء العاجل لصديقه محمود شكري. رامي كان مميزاً في الأكاديمية وهو شاب «زي الفل» والله يلهم أمه الصبر والسلوان بالدرجة الأولى وبقية عائلته أيضاً. الحقيقة إنني أصبت بالحزن الشديد عندما سمعت هذا النبأ، خاصة أنني تابعت عدداً من الحلقات وحللت ضيفة على إحداها.