تقوم بعض النساء بصبغ شعرهن بأنفسهن في المنزل، بعضهن تعتقد أن لديها الخبرة لتعرف ماتريده. وبعضهن لديها الثقة الكافية بنفسها وآخريات يلجأن لذلك توفيراً للوقت والمال، خاصة و أن أسعار الصبغات تختلف حسب المكان ونوعية الصبغة وطول الشعر. وعلى أي حال فإن كل امرأة لديها أسبابها لتقوم بصبغ شعرها بنفسها. وفي البداية لابد من الحديث حول أهم الأخطاء التي ترتكبها المرأة حين تصبغ شعرها في المنزل. وأكبر خطأ تقع فيه المرأة أن تبتعد كثيراً عن لون شعرها الطبيعي. فما أن تبتعد المرأة ثلاثة درجات عن لون شعرها الطبيعي تدخل في خطأ الوقوع في المخاطرة بمظهرها كلّه.
ألوان خطرة وهناك ألوان خطرة فعلاً ينبغي أن تبتعد عنها المرأة التي تصبغ شعرها في البيت تماماً، وعلى رأسها البرتقالي والأحمر والذهبي. وطبعاً فإن صبغ الشعر في البيت بالصبغات المتوفرة في السوق ليس أمراً صعباً، شريطة أن تلتزمي بلون أفتح بدرجة أو درجتين عن لون شعرك الطبيعي. ولكن قبل كل شيء اقرأي ما كتب على العلبة جيداً، ثم افهمي تماماً ما ينبغي عليكِ فعله، والوقت المحدد لذلك وكيفية وضع الصبغة على الشعر وتطبيق اللون. ثم ابدأي بالعملية. أما طريقة اختيار اللون المناسب ففيه صعوبة أنك لن تعرفي، مثلما يفعل الخبير، درجة لون بشرتك. لذلك تذكري بالعودة إلى اللون الأغمق من لون بشرتك بدرجة، وكذلك لا تتجاوزي لون شعرك الطبيعي كثيراً وبهذه الطريقة تكونين في وضع آمن.
التتفتيح بالليمون ومن الممكن تفتيح لون الشعر بالليمون. كما تقول خبيرة التجميل سوزان طحاوي فإن عصير الليمون حمضي ولذلك فلدى وضعه على الشعر والخروج في الشمس والتعرض لملح البحر وكلورين المسابح فإن ما يحدث أن الشعر يصير أفتح من لونه الطبيعي قليلاً. من جهته، يشير مدير اتحاد مصففي الشعر الألمان فرانس جوزيف كوفيلر لوكالة د ب أ، إلى ضرورة أن تدرك السيدات جيداً أن كثرة التجريب قد يكون لها عواقب وخيمة في حال فشلهن في إتمام عملية الصبغ بأنفسهن، ما يستدعي ضرورة إصلاح التلفيات التي لحقت بالشعر لدى مصفف شعر متخصص. وكي لا يصل الأمر إلى هذا الحد ينبغي مراعاة بعض النصائح والإرشادات عند صبغ الشعر أو تلوينه بدرجات لونية خفيفة.
هذا ليس لوناً يكمن الفخ الأول في سبيلك لصبغ الشعر بنفسك على رف السوبر ماركت، حيث تحذر خبيرة التجميل لدى جهاز حماية المستهلك هانا فيدر، من أن وجود مصطلح «درجة لونية» على العبوة لا يعني بالضرورة أن العبوة تحتوي على درجة لونية بالفعل، فقد تكون صبغة مستديمة. ولمعرفة ماهية المنتج الحقيقية ينبغي قبل الشراء إلقاء نظرة بداخل العبوة، فإذا كانت تحتوي على سائلين يجب خلطهما سوياً، فإن هذا يُعد دليلاً على لون متأكسد، ومن ثم صبغة وليس درجة لونية.
من دون أمونياك ولأسباب صحية تنصح الخبيرة الألمانية هانا بالابتعاد عن الصبغات المحتوية على مادة الديامين، فهذه المركبات الكيميائية التي تستخدم غالباً في صبغات الشعر باللون الأسود والبني الداكن من المقرر أن تُحظر في أوروبا قريباً. وتعزي هانا السبب في ذلك إلى أن هذه الصبغات لا تهاجم فروة الرأس فحسب، بل يمكن أيضاً أن تتغلغل إلى داخل الجسم، حيث يشتبه في أنها تلحق ضرراً بالمكون الوراثي للفرد. لذا تنصح هانا بقراءة بيانات المحتويات على العبوة بتمعن، مشيرة إلى أن بعض العبارات على العبوة من قبيل «بدون لون متأكسد» و«بدون أمونياك» تُعد مؤشراً على أن لون الصبغة غير ضار. ومن المهم للغاية أثناء صبغ الشعر اتباع تعليمات الاستعمال المدونة على العبوة بدقة متناهية، وإلا فقد تقع كوارث. وتشير هانا إلى أنه من الأفضل عدم غسل الشعر قبل صبغه، لأن غسل الشعر يؤدي إلى انتفاخ فروة الرأس وزيادة كثافة الشعر. وعند صبغ الشعر تنصح هانا بارتداء القفازات المخصصة للاستعمال مرة واحدة وخلع الملابس الفوقية، لأن المنشفة المستخدمة ستتعرض للاتساخ.
خصلة خصلة من جانبها تبين طحاوي كيف تكون الطريقة المثالية لصبغ الشعر في المنزل قائبلة "بعد خلط الصبغة يجب وضعها بشكل متساو على الشعر، كي لا يبدو اللون ملطخاً فيما بعد". وعن كيفية إتمام ذلك توضح "ينبغي سحب أجزاء معينة من الشعر بواسطة المشط وفصل الخصلات به مع مراعاة عدم وضع اللون على الجزء المحدد كله، وإنما توزيعه على خصلات الشعر كل على حدة". وبعد ذلك ينبغي الالتزام بالوقت المخصص لبقاء الصبغة على الشعر بدقة متناهية. وفي النهاية ينبغي غسل الشعر جيداً مع مراعاة ألا يكون الماء دافئاً، لأنه يسبب إجهاداً للشعر وفروة الرأس دون داع.
لحظة الحقيقة والنظر إلى المرآة إذن فقد انتهيت الآن وغسلت شعرك وجففته بالمجفف، وهاهي لحظة الحقيقة انظري إلى المرآة. هل أخفقت؟ لا تختبئي في المنزل إلى أن يختفي اللون. حاولي مرة أخرى أن تصححي خطأك بأن تذهبي إلى مصفف متخصص لأن استخدام الصبغات اعتباطياً سيجعل كلفة تصليح الشعر أكثر بكثير مما توقعت، اذهبي إلى الخبير على الأقل ليقدم لك النصيحة. وكقاعدة عامة يسري ما يلي: من ترغب في إخفاء بعض الشعر الأبيض أو تغيير لون الشعر بمقدار درجة أو درجتين، فيمكنها أن تقوم بذلك بنفسها بسهولة، أما من ترغب في إبراز أجزاء معينة من الشعر، فينبغي أن يتم ذلك على يد مصفف شعر محترف.