ربما كان ينبغي إطلاق حملة إعلانيّة ضخمة، واستحضار "نجمات" ومواضيع تهمّ أصحاب المؤسسات الإعلامية المنتشرة في لبنان حتى تمتلىء نقابة الصحافة اللبنانية بمراسلي هذه المؤسسات لتغطية المؤتمر الذي عقده زياد بطرس لاطلاق ألبومه الجديد "على خط النار".
المؤتمر الصحافي الذي ضمّ الى جانب الملحّن اللبناني، كل من الفنان معين شريف، والمنشد علي العطار، والشاعرين غسان مطر ونبيل أبو عبدو، غابت عنه الكثير من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية العاملة في بيروت. ولم يحضر سوى "مايكرو" قنوات "الجزيرة" القطرية، و"المجموعة اللبنانية للاعلام" (المنار)، و"الجرس"، وإذاعة "صوت المدى" والقليل القليل من موفدي الإعلام المكتوب.
النشيد الوطني اللبناني كان فاتحة اللقاء. والملفت أنّ جميع مَن حضر أنشده في ظاهرة تسجّل للمرة الأولى في مؤتمر صحافي، ربما لأنّ طابع الطرح الفني "ملتزم" نسبياً. ثم رحّب نقيب الصحافة اللبنانية محمد بعلبكي بالحضور على رأسهم بطرس الذي ينتمي الى أسرة وطنية ملتزمة على طريقتها الفنية الراقية.
بعدها، رحّب بطرس بكل من حضر ليواكبه في خطّه وعمله، وقال: "أشكر لكم مواكبتكم لي في إطلاق عملي "زياد بطرس على خط النار" وهذه ليست المرة الأولى التي أختار فيها الوقوف على هذا الخط، بل هو هويتي. وقد تعمّد الآن بهذا العمل الذي يضم ثماني أغنيات وطنية". وأضاف: "من رحم المعاناة، يولد الشعر والموسيقى. ومن موقعنا كعائلة فنية، نبقى نقدّم اللحن والأغنية الثورية التي تخدم قضيتنا".
وشكر بطرس كل من أسهم في إنجاز هذا العمل من موسيقيين، ومؤدين، وفنيين، والشعراء الذين قدّموا قصائد تزاوجت مع ألحانه وهم: نبيل أبو عبدو، وغسان مطر، وفادي الراعي، وجهاد أبي خليل، والسيد جواد نصرالله.
وعن قلّة الحضور الإعلامي، أجاب بطرس:" يكفيني وجودكم، والقصة ليست قصة حشد بل هي القدرة على إيصال الرسالة. وإذا تمكّنتُ من إيصالها حتى للذين لم يحضروا، فهذا كافٍ بالنسبة إليّ".
لكن بعد هذا المشهد الإعلامي المؤسف، نسأل بطرس إذا كان لا يزال مصراً على مقولة أنّ عمله لكلّ اللبنانيين؟ فيجيب: "أجل، ما زلت مصرّاً على أنّ عملي هو لكل اللبنانيين، والغائب عذره معه، ولستُ في وارد تقييم وجهة نظر الجميع حول الفن الذي أقدّمه. وأكثر من ذلك، أنا أساساً لم أكن أتوقّع وجود هذا العدد، ومجرد وجودكم هو إثراء لي وأشكركم عليه".
من جهته، أكّد الفنان معين شريف لموقع "أنا زهرة" بأنّه لا يقدّم أغنيةً في الإطار التجاري، لذلك لا يستعجل الأمور: "أنا لست متقاعساً لكني أنتظر المادة الجيدة، شعراً ولحناً كي أضع صوتي عليها. وللأسف، هناك كثيرون من تجّار الكلام الذين يتعاملون مع الحس الوطني كموضة، وهؤلاء لا أعمل معهم. لكن عندما يكون هناك شيء صادقاً ونابعاً من القلب، أكون أول المتحمسين والمشاركين فيه. وهذا ما حصل في "على خط النار" مع الملحن زياد بطرس. ثم لا يجب أن ننسى بأنّ الشركات المنتجة التي نعمل معها لا تنفّذ أعمالاً من هذا النوع. وبصراحة، لا أعرف السبب والسؤال يجب أن يوجّه الى القائمين على هذه الشركات".
وحول التأثير الإعلامي السلبي على معين شريف الفنان جراء مشاركته في عمل فني "ملتزم" يجيب: "لا أريد استباق الأحداث. عملنا موجّه إلى جميع الأحرار في العالم، وليس لفئة معينة من الناس، وكل انسان حرّ سيسمعه ويتفاعل معه".
"زياد بطرس على خط النار"! لعل العنوان استفز جزءاً كبيراً من الوسط الفني والإعلامي وعليه تم وضع بطرس في خانة سياسية لبنانية معيّنة. وربما لا أهمية لما يقدّمه ملحّن بحجم بطرس في نظر بعضهم، خصوصاً لهؤلاء المهتمين بفضائح "فنانات" هذا الزمن، وإعلانهن الاعتزال تارة، وتعرّضهن لحوادث السير والسرقة طوراً وزواجهن بالسر.. في ممازحة جانبية قلنا لصوفي بطرس: فليلحن زياد أغنية لـ "نجمة" "الواوا" كي يكون الحشد خانقاً! فردّت: "لسنا بحاجة إلى حشد من هذا النوع ولن نغيّر وجهتنا".