قبل بداية رمضان من كل عام، ينشغل الجمهور العربي بمتابعة أخبار أحدث المسلسلات الدرامية والبرامج التي ستعرض على الفضائيات العربية، كي يحدّد ماذا سيتابع طوال أيام الشهر الكريم، خصوصاً مع الانتشار الكبير للفضائيات والإنتاج الضخم للأعمال التي تنوعت بين الاجتماعية والكوميدية والتاريخية والبدوية.

ويبدو أن هذا العام ستكون المنافسة بين الدراما العربية حامية الوطيس. وفي المقابل، عدت الدراما السورية عدتها كي تتصدى لأي منافسة من قبل أي دراما عربية خصوصاً المصرية. إذ تستمر الأعمال البيئة الشامية التي اشتهرت بها الدراما السورية من خلال أربعة أعمال دفعةً واحدة وبمشاركة العديد من نجومها. كما تعود الأعمال الكوميدية هذا العام من خلال أربعة مسلسلات، بالإضافة إلى المسلسلات التاريخية التي كانت حصتها هذا العام ستة أعمال. أما الأعمال الاجتماعية المعاصرة التي اعتاد الجمهور السوري أن تفتح الملفات والقضايا الراهنة، فتربو على 15 مسلسلاً من إجمالي عدد المسلسلات السورية.

قبل بدء العرض الرمضاني، جالت "أنا زهرة" على الشارع السوري لتسأل الجمهور عن الأعمال التي سيشاهدها في رمضان كي يتم التعرف أيضاً إلى الأعمال التي أخذت ضجة قبل بدء عرضها.

الجمهور ملّ مسلسلات الحروب والسياسة
تقول ربة المنزل إيمان عبد الرحيم إنّها ستشاهد هذا العام مسلسل "أبو جانتي ملك التكسي"، مضيفةً أنّه سيكون من الأعمال الناجحة. وبرأيها، فإنّ السبب الرئيس هو وجود الممثل سامر المصري لأنّه يتمتع بشعبية كبيرة ليس فقط لدى الجمهور السوري بل في كل العالم العربي.
وتعتقد عبد الرحيم بأنّ الناس ملّوا المسلسلات التي تحوي "القصف والحروب والسياسة" ويشاهدها الناس يومياً من خلال نشرات الأخبار. وأشارت أيضاً إلى أنّ مسلسل "بقعة ضوء" سيحقق جماهيرية كبيرة بجزئه السابع لأنّ الجمهور افتقده العام الماضي. وتكمل أنّها ستقوم بمتابعة مسلسل "بعد السقوط" الذي يتحدّث عن حياة أشخاص تحت أنقاض منازلهم.

عودة إلى أيام الرجولة والشهامة
أمّا هالة الشلبي "محامية"، فترى أنّ المسلسلات الشعبية أمثال "باب الحارة" و"أهل الراية"، تلقى رواجاً كبيراً عند الجمهور العربي لما فيها من عودة إلى الشهامة والرجولة اللتين كان يتمتع بهما أهل الحارة الواحدة، بالإضافة إلى التواصل الإنساني بين الجيران والأهل الذي نفتقده حالياً بسبب العولمة. وتضيف أنّ الجمهور العربي يسعى عبر مشاهدته هذه الأعمال إلى الخروج من عباءة الحياة السريعة والاقتصاد الذي يشغل باله، والتكنولوجيا، ويسرح بعيداً عن الواقع. من خلال هذا الأعمال، يتحمّس المشاهد العربي ليقوم بأعمال الخير والتواصل. وتكمل الشلبي أنها من متابعي مسلسل "باب الحارة" بكافة أجزائه، وتنتظر عرض جزئه الخامس لتعرف ماذا سيحصل بأهل الحارة. بالإضافة إلى أنها تنتظر بفارغ الصبر مسلسل "أبو جانتي ملك التكسي" .

الأعمال الشامية تنقل أشياء سلبية إلى الجمهور
الطالبة الجامعية راما الحسين تعتبر بأنّ الأعمال الشامية تؤثر سلباً في الجمهور. إذ أضافت أن هناك العديد من الناس قد نقلوا بعض أعمال الشخصيات في هذه المسلسلات إلى الواقع المعاش كما حصل مع شخصية "النمس" التي صار الجمهور يحفظ سلامها وأفعالها لكن بشكل سيء جداً.
أما عن متابعاتها في شهر رمضان، فتقول "على ما يبدو، فإنّ مسلسل "تخت شرقي سيحظى بنسبة مشاهدة كبيرة لأنّه اجتماعي يتحدث عن الواقع الحالي، ويكفي أن تكون مخرجته رشا شربتجي التي قدمت العام الماضي مسلسلاً من أجمل الأعمال وهو "زمن العار"، وتكمل أنّها ستتابع كذلك مسلسل "الخبز الحرام"".

"ذاكرة الجسد" رواية عظيمة
من جهته، يؤكد الطالب الجامعي يزن مسلم بأنّ الأعمال الشامية قد نجحت بشكل كبير في السنوات الماضية، فهو من متابعي مسلسل "باب الحارة" وقد حزن جداً عندما خرج "العكيد أبو شهاب" (سامر المصري) و"أبو عصام" (عباس النوري). ويرى أنّ العمل بهتت شعبيته، لكنه ينتظر أن يشاهد ماذا سيحصل في الجزء الأخير، مضيفاً أنّه لم يعُجب بأداء سامر المصري العام الماضي في مسلسل "الشام العدية". ويكمل مسلم أنّه سيتابع أيضاً مسلسل "أبو جانتي ملك التكسي"، ومسلسل "أسعد الوراق"، ومسلسل "ذاكرة الجسد" لأنّه يعتبر رواية "ذاكرة الجسد" من أجمل الروايات التي قرأها لأحلام مستغانمي، وينتظر ليعرف كيف سيخرج نجدت أنزور هذه الرواية العظيمة حسب تعبيره.

رشا شربتجي... أعمالها متابعة بشكل كبير
أما طبيبة الأسنان دلال عرنوس، فتعتقد بأنّ مسلسلات المخرجة رشا شربتجي تحظى بنسبة مشاهدة عالية لما فيها من نقل للواقع بتفاصيله الكثيرة التي قد لا يشعر بها الناس في حياتهم اليومية. وتؤكد بأنّ مسلسل "باب الحارة" فقد مصداقيته كثيراً لأن المخرج بسام الملا أبعد نجوم المسلسل عن جمهورهم الذي يحبهم. وتتابع أنّها ستشاهد هذا العام مسلسلات "أسعد الوراق"، و"تخت شرقي"، و"أبو جانتي ملك التكسي"، ومسلسل "صبايا" بجزئه الثاني. وأضافت أنّها من معجبي الممثل قصي خولي وستشاهد كل عمل سيظهر فيه هذا العام.

تبقى الاحتمالات والتكهنات موضع شك، إذ لا أحد يعلم ما هو المسلسل الذي سيحظى بأعلى نسبة مشاهدة هذا العام. لكن يبدو واضحاً أنّ أحداً لم يذكر أي اسم من أسماء الأعمال التاريخية، ما يفسّر أنّ المسلسلات التاريخية التي تعود هذا العام بشكل كبير لن تحظى بمتابعة قوية على الرغم من إنتاجها الذي يعتبر الأضخم بين الأنواع الأخرى من المسلسلات.

المزيد على أنا زهرة: